كتب- سيد توكل:
أجمع سياسيون ومحللون فلسطينيون على أن تصعيد قوات الاحتلال ضد قطاع غزة، أمس الإثنين، بشنّ سلسة غارات استهدفت مواقع للمقاومة، وأراضي زراعية في أنحاء قطاع غزة وأسفرت عن إصابة فلسطينييْن بجروح متوسطة، سعيٌ إسرائيلي لتنشيط دور رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في موضوع الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
وقال النائب في البرلمان الفلسطيني، عن حركة "فتح"، أشرف جمعة، إن التصعيد في ظل فشل الاحتلال الذريع في الحرب الأخيرة على غزة (صيف 2014) ووجود حماية له من إدارة ترامب، رسالة من نتنياهو أنه موجود.
وشدد على أن "هناك متغيرًا قادمًا على الساحة الإقليمية والدولية بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأفكاره حول التغيرات الجذرية في السياسة الأمريكية".
وطالب جمعة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بتوجيه دعوة للقاء ووضع "استراتيجية وطنية فلسطينية"، مبينًا: "القضية الفلسطينية الآن في منحى خطير وتداعيات ما سيحدث في المنطقة ستكون له آثار سلبية عليها".
لا تقلقوا من الصواريخ!
وأوضح الخبير في الشأن العبري، إياد حمدان، أن التصعيد الإسرائيلي يأتي في ظل الخلافات الإسرائيلية حول موضوع الاستيطان، وخلافات نتنياهو مع الائتلاف اليميني.
وأفاد حمدان، بأن الغارات الإسرائيلية "جاءت لإرضاء اليمين الإسرائيلي، وفي نفس الوقت لفرض معادلة جديد في قطاع غزة واستمرارها، بحيث تكون أكثر حسم وأكثر قوة".
وأردف: "إسرائيل لم تكن تريد خسائر في الأرواح، وهي تعلم أن ما تم قصفه هي مواقع خالية، وهي تريد أن تطمئن المستوطنين في غلاف غزة بأن لا يقلقوا من الصواريخ".
ولفت أستاذ الإعلام في جامعة فلسطين بغزة، إلى أن "الدولة العبرية غير معنية في تخريب التهدئة، وهي تدرك تمامًا أن الفصائل ستحافظ عليها، وتعلم كذلك أن حركة حماس لم تطلق الصواريخ؛ إنما معارضين لها هم من يقف خلف إطلاقها".
وذكر حمدان أن كبار الصحفيين الإسرائيليين حذروا نتنياهو من عدم الانجرار في حرب جديدة مع غزة، مؤكدًا أن دولة الاحتلال تحاول الضغط على "حماس" لإعادة الدور المصري للواجهة.
واعتبر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوسي يهوشع، أن حجم الرد الذي قام به الجيش الإسرائيلي على غزة، عقب إطلاق صاروخ وحيد من القطاع سقط على منطقة مفتوحة في مدينة عسقلان، "مبالغ فيه".
"اللعب بالنار"
وأورد في مقال نشرته "صحيفة يديعوت" صباح اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "اللعب بالنار"، أن موجة الردود التي قام بها أمس الجيش على أهداف لحماس كانت غير عادية جدًا من ناحية حجمها واتساعها".
وبيّن أن "الجيش استغل الفرصة الميدانية التي أعدت لجني ثمن باهظ جدًا من حماس"، محذرًا من خروج أوقات التصعيد عن السيطرة "حتى لو كان الطرفين غير معنيين بهذا".
وأبدى استغرابه من حجم الرد، لافتًا: "هناك عدة حقائق مهمة؛ أولها أن الصاروخ الذي أطلق من غزة تم عن طريق أحد التنظيمات المنعزلة الموجودة في صراع مع حماس في الأيام الأخيرة".
وكشف الكاتب الإسرائيلي أن مصر دخلت كوسيط، وهي تحاول أن تحقق هدوء في الإقليم "وقد أصبح تأثيرها على حماس فعال".
وأكمل "الحرب الأخيرة علمتنا أن إسرائيل غير موفقة في قراءة نوايا حماس، حتى لو تعلق الأمر بامتلاكها معلومات استخباراتية حساسة جدًا".