كتب- يونس حمزاوي:
حذر خبراء ومنتجون للدواجن من تشريد أكثر من 60 ألف عامل وانهيار 45 مليار جنيه استثمارات، إضافة إلى إغلاق 50 ألف مزرعة، فضلاً عن زيادة الضغط على الدولار" جراء قرار حكومة الانقلاب أمس الإثنين 28 نوفمبر بإلغاء الجمارك على الدجاج المستورد حتى 31 مايو القادم 2017م والتي تبلغ 30%.
شعبة الدواجن تستنكر
من جانبه، استنكر عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية من قرار حكومة الانقلاب بإعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك، لافتًا إلى أن القرار يهدد استثمارات تقدر بنحو 35 مليار جنيه إلى 50 مليارًا بقطاع الدواجن.
وقال "السيد" في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إن قرار الحكومة بإعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك لا يصب في مصلحة المواطن، كما يعتقد، حيث إن أسعار الدواجن لها بورصة تتغير بموجب تغيرات كثيرة أهمها أسعار الأعلاف العالمية وسعر الدولار.
وأكد أنه كان الأولى أن يتم إعفاء الأعلاف وخاماتها الأولية من الجمارك، وبذلك تنخفض أسعار اللحوم والدواجن، مع تحديد هامش ربح للتجار.
ولفت إلى أن القرار لا يصب إلا في مصلحة المستورد ورجال الأعمال والدول التي سينتعش اقتصادها، خاصةً تلك المصدرة للدواجن كالبرازيل وفرنسا على حساب اقتصاد المصري، وانقراض الصناعة الوطنية، وتسريح ألف من العاملين.
ونوه السيد بأن طن الذرة المستورد يفرض عليه جمارك تتراوح من 25 إلى 30%، ويضاف إليه هامش ربح تاجر الأعلاف الذي يصل إلى 70 %، وبذلك يرتفع سعره إلى أكثر من 100%.
ولفت رئيس شعبة الدواجن إلى أن إعفاء الأعلاف من الجمارك سيسهم في خفض أسعار اللحوم والدواجن بنسبة كبيرة وبحسابات دقيقة يعرفها من يعمل في هذا المجال سيصل سعر كيلو الدواجن المحلية إلى المستهلك أرخص من كيلو الدواجن المستوردة حتى بعد إعفائه من الجمارك.
وأصدر المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب، أمس الإثنين قرارًا بإعفاء كميات الدواجن المجمدة التي ستستورد أو
تم استيرادها خلال الفترة من 10 نوفمبر 2016 وحتى 31 مايو 2017 من الضرائب الجمركية.
انتقاد إعلامي
لم يقف الانتقاد عند منتجي الدواجن فقط بل إن بعض الإعلاميين الموالين للانقلاب انتقدو القرار؛ حيث جابر القرموطي إن «الثورة القادمة ستكون ثورة فراخ»، مضيفًا: "الفراخ المستوردة تقف على المستهلك بسعر 36 جنيهًا في حين أن الفراخ المحلية تتراوح أسعارها مابين 36 إلى 40 جنيهًا"..
وأضاف "القرموطي"، خلال برنامج "مانشيت القرموطي" المذاع على قناة "العاصمة 2"، مساء اليوم الثلاثاء أن "قرار إعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك ، يصب في صالح بعض المستوردين فقط وليس في الصالح العام".
وتابع أن "إعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك يدمر الصناعة الوطنية، ولدينا صناعة دواجن تحترم والإنتاج المحلي من الدواجن يكفي السوق المصرية ويفيض".
وأضاف: "هذه الصناعة وهذه المهنة يعمل بها ملايين الاسر، وحجم الاستثمار بها من 50 إلى 60 مليار جنيه تقريبًا كل عام".
"القابضة الغذائية" تستورد 51 ألف طن
على الفوز استغلت بعض الشركات المستوردة القرار حيث تعاقدت الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين التي يديرها الجنرال اللواء محمد علي مصيلحي على استيراد 51 ألف طن دواجن تصل على فترات بعد إعفاء الواردات من الرسوم الجمركية لمدة 6 شهور.
كما تعاقدت شركة كيلكيس للاستيراد على 4 آلاف طن تصل الأسبوع المقبل بأسعار بلغت 1600 دولار للطن.
وعلى الجانب الآخر أعلن مجلس إدارة اتحاد منتجى الدواجن الانعقاد الدائم للتواصل مع المسئولين ومخاطبة رئاسة الانقلاب لإثناء الحكومة عن قرار إلغاء الرسوم الجمركية على الواردات.
واستمر الاتحاد فى رفض القرار، ووصف نبيل درويش رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، القرار بأنه «مشبوه» وليس له مبرر، مؤكداًَ أن مجلس الإدارة سيكون فى حالة انعقاد دائم لحين الخروج من الأزمة.
وأشار أنس عبدالخبير، رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا مصر للدواجن، إلى أنه لا يمكن استيراد دواجن صالحة للاستهلاك فى ظل انخفاض الأسعار المحلية عن العالمية التى تصل أسعارها حاليًّا 1600 دولار للطن أى الكيلو يصل للمستهلك على الأقل بـ 30 جنيهاً مقابل 22 للمحلى.
وأكد أن الإصرار على هذا القرار يدفع الشركات إلى التوقف عن الإنتاج تدريجيًّا إلى أن يتم تدمير الصناعة بالكامل «مؤكداً أنه سيظل عاراً على الحكومة الحالية إصدار هذا القرار".