3 ملفات ساخنة وراء فشل تفاوض الوفد السعودى مع الانقلاب

- ‎فيأخبار

 كتب يونس حمزاوي

كشفت مصادر مقربة من حكومة الانقلاب عن أن الوفد السعودي الذي زار القاهرة سرا، خلال اليومين الماضيين، برئاسة المستشار بالديوان الملكي تركي بن عبد المحسن آل الشيخ، أخفق في ترميم العلاقات بين البلدين؛ على خلفية التباين الكبير في وجهات النظر بين الطرفين حيال عدد من الملفات، أهمها سوريا واليمن وتيران وصنافير.

وشهدت المباحثات بين الطرفين إصرارا من جانب الوفد السعودي على ضرورة حلحلة هذه الملفات قبل الوصول لتطبيع العلاقات بين البلدين مجددا.

ويقود ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتجاها داخل الحكومة السعودية، يصر على ضرورة وفاء السيسي بتعهداته بتسليم جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة، والالتزام باتفاق ترسيم الحدود البحرية، لا سيما بعد وفاء السعودية بما عليها من التزامات، وتقديم مبالغ طائلة لدعم النظام المصري بعد 3 يوليو 2013م.

ورفض هذا الاتجاه في الحكومة السعودية تذرع السيسي بأن قضية الجزيرتين منظورة أمام القضاء؛ لتيقنهم أن السيسي في حقيقة الأمر يهميمن على كل شيء في البلاد، ولا يمكن أن تعوقه أي مؤسسة عن تنفيذ سياساته، خصوصا مع دعم كبار جنرالات الجيش له، وتطويع كل الأجهزة الأمنية والسيادية في البلاد لتكون رهن إشارته.

وزاد فشل مباحثات عبد المحسن في القاهرة من غموض لقاء مرتقب بين وزيري خارجية البلدين سامح شكري، وعادل الجبير، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، خلال يناير القادم، في ظل استمرار وساطة الإمارات العربية المتحدة، رغم فشلها في ترتيب لقاء سابق بين السيسى والملك سلمان، على هامش مشاركة الطرفين في احتفالات العيد الوطني للإمارات.

تيران وصنافير "عربون" لتطبيع العلاقات

من جانبه، يرى الدكتور عاطف السعداوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن هناك ترتيبات تتم في الخفاء تمضى نحو تطبيع العلاقات بين البلدين؛ مستدلا على ذلك بأن هناك جهودًا مكثفة تبذل من أطراف إقليمية لتقريب وجهات النظر بين القاهرة والرياض، معتبرًا أن دخول مجلس النواب على خط أزمة "صنافير وتيران" يشير إلى ذلك.

وأفاد بأن قضية "تيران وصنافير" تبقى قضية محورية في أطر التطبيع المرتقب، رغم الإقرار بوجود اختلافات كبيرة حول الملفين السوري واليمني، ناهيك عن الإيراني بشكل يؤكد أنه بدون تسليم الجزر للسعودية فسيبقى التطبيع بينهما أمرا بعيد المنال.

«جلالة الخائن»

وعلى الرغم من تأكيد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن العلاقات مع السعودية علاقات خاصة، إلا أنه أشار إلى وجود "توتر وخلاف" في عدد من المواضيع بين الجانبين.

ولفت أبو زيد إلى وجود اتصالات وصفها بـ"الدائمة" بين الجانبين لـ"توطيد" العلاقات، وفقا لصحيفة "الأهرام" المصرية، لكن مراقبين قالوا إن ممارسات نظام السيسي في الجانب الإعلامي ضد السعودية لا تخدم تهدئة الأجواء بين الطرفين، بعد وصف صحيفة «الأنباء» المقربة من السيسي والداعمة لسياساته للعاهل السعودي الملك سلمان بـ«جلالة الخائن».

وقالت الصحيفة، إن الملك سلمان خالف وصايا أخيه الراحل الملك عبد الله، فأوقف إمدادات النفط، وأصدر بيان التعاون الخليجي الذي يدين القاهرة في اتهاماتها لقطر بدعم الإرهاب والتورط في تفجير الكنيسة البطرسية، وأرسل مستشاره لزياة إثيوبيا وسد النهضة.