هكذا فعلت “الخلفية العسكرية” بسيناء بعد مرور ثلاث سنوات ونصف

- ‎فيتقارير

كتب رانيا قناوي:

مع بداية التجهيز للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي خرج إعلام مخابرات السيسي زاعما أن مصر تحتاج إلى رئيس خلفيته عسكرية، حتى أن قائد الانقلاب في هذه الفينة كان حريصا على إظهار هذه الخلفية من خلال "بنطاله" الذي كان يرفعه حتى منتصف صدره، مستغلا منصبه كمدير سابق للمخابرات الحربية في الترويج، لأنه أجدر من يصلح للمنصب، حتى قام بانقلابه وطلب تفويضه، إلا أن الدم أصبح في عهده كالمياه الجارية في مجرى النيل الشاحب.

يشيد صاحب الخلفية العسكرية عبدالفتاح السيسي، من خلال ظهوره المعد له من خال اتصال هاتفي مع أحد مخدوميه في الإعلام عمرو أديب، بالجهود المبذولة في شمال سيناء لمواجهة الإرهاب، قائلًا: "مفيش كلام في التأمين"، في حين لم يقدم صاحب الخلفية كشف حسابه ماذا قدم لحقن دما جنوده الغلابة الذي يسير بهم إلى حتفهم عبر "كمائنه المنصوبة" في شمال سيناء.

خلفية عسكرية
وقال "صاحب الخلفية" الذي روج في بداية الانقلاب بأن عمله في المخابرات الحربية يجعله الأقدر في مواجهة الإرهاب، فضلا عن وعده بانتهاء الإرهاب في غضون أسبوعين فقط، وبعد مرور أكثر من 3 سنوات ونصف، يقول الآن خلال اتصاله أمس إن "عملية مواجهة الإرهاب لا تنتهي في يوم وليلة، ولها تكلفة كبيرة، فنحن نتحدث عن موارد ضخمة يتم توجيهها على فرضيات واحتمالات».

وأضاف "نحن في سيناء نتحدث عن مخطط، وموارد يتم دفعها من قبل دول، وأجهزة تعمل، وأنا أفضل دائمًا أن أسميهم بـ"أهل الشر"، مشيرًا إلى ضبط آلاف الأطنان من المتفجرات، وملايين الجنيهات والدولارات، في سيناء خلال الثلاثة أعوام الماضية، إلا أنه لم يفصح صراحة عن أهل الشر هؤلاء الذين يمولون الإرهاب، ليترك الباب مجداد لاتهام دول مثل قطر وتركيا على وسائل إعلامه، في حين لم يكون لإسرائيل نصيب من هذه الاتهامات، رغم تماس حدودها مع حدود الدولة المصرية، في الجزء الذي يشهد هذه العمليات الإرهابية بشمال سيناء.

ورفض السيسي الإفصاح عن أسماء الدول التي تدعم وتمول الإرهاب في مصر، قائلًا: "الرئيس لما يتكلم مش كل حاجة يقولها، مينفعش أقول أسماء دول على الهواء"، فيسأله الإعلامي عمرو أديب: "هتجبلنا حقنا يا ريس؟".

فيرد السيسي متسائلًا: "هو أنا ده كله مجبتش لكم حقكم"، ثم يستدرك السيسي: "مش أنا اللي هجيب لكم حقكم، إنتم اللي هجتبوه بالصمود والنجاح"، ليكشف السيسي عن السيناريو المستهلك نفسه منذ استيلائه على الحكم، وبالترتيب نفسه وهو: (رفع أسعار – زيادة الفقراء – كمين للجنود الغلابة – احنا بنحارب الإرهاب)، حتى أن المواطن المخدوع لفترة استوعب هذا السيناريو وأصبح يتساءل: "لماذا وراء كل غضب شعبي يأتي وراءه عمل إرهابي للجنود الغلابة وبالطريقة نفسها؟".

وتساءل نشطاء مواقع التواصل: "كيف خلال الثلاث سنوات يتم نصب هذه الكمائن في سيناء التي يتم تصفيتها بنفس السيناريو؟ وكأنه أصبح عملا يوميا يشرف عليه السيسي بنفسه، كما تساءلوا أين طائرات الاستطلاع والـf16 والأباتشي التي تسولها السيسي من أمريكا لمحاربة الإرهاب؟".

وكان مسلحون قد استهدفوا كمين "المطافي"، غرب مدينة العريش، صباح اليوم الاثنين، وهو ما أدى إلى مقتل 7 من رجال الشرطة، إضافة إلى أحد المواطنين الذي تصادف مروره بنطاق الكمين، وإصابة 6 آخرين من القوات، و6 من المواطنين، حسب ما جاء ببيان وزارة الداخلية.

دحر الإرهاب استهلاك إعلامي
وفي سياق متصل قال العميد خالد عكاشة، مدير مركز الوطني للدارسات الأمنية، إن الأجهزة الاستخباراتية التي تعلن أن أجهزتها ستدحر الإرهاب هو أمر للاستهلاك الإعلامي فقط لتسكين الرأي العام ولمحاولة الظهور بالوجه الأخلاقي على المستوى السياسي والأمني، ولكن حقيقة الأمر أن هذا لا يحدث على الإطلاق.

وأكد عكاشة، خلال ظهوره في قاة "الغد" أن تلك الدول وجدت أن الإرهاب ليس فرصة فقط بل مسارا للاستثمار في تحقيق مصالحه وإنهاك الخصوم وإدخالهم في معارك استنزافية تعطله عن أي خطوات مستقبلية.

وألمح عكاشة إلى أن الإيذاء الذي يصل لتلك الدول يرون أنه ما زال تحت السيطرة ويمكن استيعابه، لكن الأهداف الاستراتيجية على مستوى مناطق مثل منطقة الشرق الأوسط ما زال الإرهاب هو السلاح الذي يحقق له أهدافه وخططه المستقبلية، مضيفا: المعادلات تدار داخل إسرائيل حول ضرورة إنهاك كافة دول المنطقة بصورة أو بأخرى ومن بينها الإرهاب.

شاهد.. برلماني سيناوي: استهداف كمين حي المساعيد رسالة قاسية للسيسي