السيسي محلل الكيان الصهيوني لتحسين العلاقات مع العرب

- ‎فيأخبار

 رانيا قناوي
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وجود اتصالات فى الوقت الراهن لعقد مؤتمر إقليمى، برعاية نظام الانقلاب في مصر وتنسيق إسرائيلى، يهدف إلى تحسين علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية، دون حل القضية الفلسطينية.

وقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، خلال مقاله بصحيفة "الشروق" مساء الأحد: إن الخبر الخطير نشرته الصحيفة العبرية يوم الجمعة الماضى، الموافق 12 ديسمبر، فى سياق تقرير لها عن زيارة سرية إلى واشنطن قام بها رئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" يوسى كوهين، بتكليف من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو؛ للقاء طاقم الرئيس الأمريكى المنتخب وتبادل الآراء معهم حول خطوات العمل المشترك فى ظل الرئاسة الجديدة.

وأشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن وفد الموساد ركز فى مباحثاته على أربعة عناوين رئيسية، هى "البرنامج النووى الإيرانى، والأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، وتهديدات الإرهاب"، أما موضوع المؤتمر الإقليمى الذى يجرى الإعداد له من جانب مصر فقد تم التطرق إليه فى سياق إحاطة الإدارة الأمريكية الجديدة بالأوضاع التى تنوى إسرائيل ترتيبها فى الشرق الأوسط.

وأعرب هويدي عن دهشته من مقابلة نظام الانقلاب للخبر بصمت محير ومريب، موضحا أن سلطات الانقلاب لم تصدق الخبر أو تكذبه، كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلق عليه بالسلب أو بالإيجاب، مع ذلك فثمة قرائن عدة لا تستبعده، منها الاهتمام المفاجئ من جانب بعض الدول العربية بإحياء المبادرة العربية التى طرحت فى قمة بيروت عام ٢٠٠٢ ثم نسيت بعد ذلك، وذلك من أجل فتح الباب للتطبيع مع إسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من الأراضى التى احتلتها.

وأوضح هويدي أن ظهور تجمع إقليمى خارج الجامعة العربية باسم الرباعية العربية، ضم مصر والأردن والإمارات والسعودية، وهى دول تحتفظ بعلاقات دافئة بدرجة أو أخرى مع إسرائيل، كما أنها تشترك فى الانحياز للقيادى الفلسطينى السابق محمد دحلان الذى ترشحه لخلافة أبو مازن، من خلال تقديمه بحسبانه زعيما لتيار الإصلاح الفلسطينى، حيث أعلن فى شهر سبتمبر الماضى، عن أن الرباعية المذكورة أعدت مشروعا للإصلاح الفلسطينى وإنهاء الانقسام داخل حركة فتح بما يسمح بعودة محمد دحلان إلى قيادة الحركة، وذلك إلى جانب مقترحات أخرى، وطبقا لما نشر آنذاك فإن دول الرباعية لوحت لأبومازن بأنه فى حالة رفض مقترحاتها فإنها سوف تتصرف من جانبها لمعالجة المشكلات العالقة بمعزل عنه.

ولفت إلى تواتر إشارات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى احتفاظه بعلاقات شخصية مع بعض القادة العرب، وحديثه الدائم على مدى العام عن وقوف إسرائيل إلى جانب الدول العربية فى مواجهة الإرهاب، وضد تمدد النفوذ الإيرانى فى العالم العربى، مؤكدا أن الحديث الصريح فى بعض الأوساط عن أهمية التحالف الاستراتيجى مع إسرائيل، وهو ما عبر عنه أحد الأكاديميين المصريين المحسوبين على الأجهزة المعنية، يعطي دلالته على أنها تكرار لفكرة وزير الدفاع الأمريكى السابق ورئيس الاستخبارات الأمريكية الأسبق ليون بانيتا، إذ سئل هذا الأسبوع فى جلسة للمنتدى الاستراتيجى العربى، الذى عقد فى دبى، عن المنهج الأفضل للتعامل مع إيران، فرد قائلا: إن التحالف مع إسرائيل سيحسم الأمر ويحل الإشكال، مؤكدا أن توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة لا تدع مجالا للشك أن العام المقبل سيكون عام إسرائيل، والتجهيزات الجارية الآن لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يكون أول الغيث.