كتب- سيد توكل:
دخلت قوات الحكومة العراقية الموالية لإيران مدينة الموصل من الشمال، اليوم السبت، في إطار مرحلة جديدة من المعركة التي تهدف لاستعادة المدينة من أيدي تنظيم "داعش"، وشهدت عبور قوات خاصة أحد الأنهار في جنح الليل في هجوم ليلي خاطف.
وأدت معركة استعادة الموصل من تنظيم الدولة "داعش" إلى عقبات وخيمة على الجانب الإنساني نتجت عنها مأساة أهاليها ومعاناتهم من الحرب التي تحولت إلى أعتاب منازلهم ونقص الاحتياجات الضرورية للعيش رغم مناشدة الأممية بضرورة التعامل بجدية مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وفضل محمد، المسنّ الذي فرّ من المعارك في غرب مدينة الموصل البقاء داخل مدينته، فلجأ إلى منزل مهجور في حي استعادته القوات العراقية من تنظيم الدولة "داعش"؛ لأنه يعتبر أن مخيمات اللاجئين “مثل السجون”.
ويقول محمد: "لا أعرف شيئا عن هذا المنزل.. ذهب أصحابه إلى بغداد، هم أيضًا تهجروا.. سكان الحي قالوا لي إنه بإمكاني السكن في المنزل فقررت البقاء".
ويرفض محمد رفضًا باتًّا الانتقال إلى مخيم للاجئين ويقول "إنه مثل السجن لا يسمحون لك بالخروج".
وتفقد محمد بسرعة منزله الجديد المكون من 3 غرف وفيه سجادة معلقة على الحائط وطقم كامل للشاي، وقال محمد- الذي يقيم في المنزل مع إحدى زوجتيه وأحد أبنائه وزوجته الحامل-: "هناك مولد كهرباء لكن المياه مقطوعة".
واستعادت قوات حكومة العبادي الموالية لإيران مؤخرًا من تنظيم الدولة "داعش" حي الانتصار الذي اختار محمد أن يقيم فيه مؤقتًا، لكن خط الجبهة يقع على بعد كيلومتر منه.
ويسمع من مكان إقامته باستمرار إطلاق النار من أسلحة أوتوماتيكية يعقبه قصف تنفذه المروحيات وهدير المدرعات التي تعبر الشوارع.
وعسكريًّا تبدو خطط شن المعارك صعبة في هذه الحرب الدائرة بين "داعش" وقوات الحكومة العراقية الموالية لإيران غير أن جهاديي تنظيم الدولة "داعش" لم يعدوا يسيطرون إلا على ثلث أحياء شرق الموصل، في المقابل ما زالت غرب هذه المدينة الكبرى شمال البلاد وآخر أهم معاقلهم في العراق تحت سيطرتهم الكاملة.