عامر مسعد.. بريء يواجه 4 أحكام إعدام من خلف 8 أبواب مظلمة

- ‎فيحريات

 كتب- أحمدي البنهاوي:

 

الشاب الدقهلاوي "عامر مسعد"، خريج كلية التجارة، 29 عاما، الذي يمثل بعد ساعات أمام محكمة النقض، للنظر في واحد من أحكام إعدامه الأربعة، هو نموذج واضح على ما يمكن أن يفعله التعذيب في أقبية "الأمن اللاوطني" وسجون الإنقلاب بحق شاب قبض عليه من أحد شوارع المنصورة، فقط لأنه ملتح، ومن أنصار عودة الشرعية.

 

وأطلق نشطاء موالون لمعسكر الشرعية، وآخرون رافضون لحكم العسكر، هاشتاج "#الحياة_لعامر_مسعد"، قبل قليل على توتير للتعريف بقضيته.

 

وحكم الإعدام الذي تنظره النقض غدا يتعلق بحكم محكمة جنايات المنصورة، في 18 مايو 2015،  بالإعدام على "عامر"، والمؤبد ل37 آخرين، بدعوى إثارة الشغب في محافظة المنصورة عقب فض اعتصام رابعة، في 14 أغسطس 2013، واتهامه بقتل ألف من معارضي النظام.

 

ومحكوم على عامر مسعد بالإعدام أيضا في القضية المعروفة بـ قتل "محمد ربيع"، فى الجناية رقم 24977 قسم أول المنصورة والمقيدة برقم 2433 لسنة 2013.

 

ونبهت العديد من منظمات حقوق الإنسان ومنها "هيومن رايتس مونيتور"، و"إنسان" والتنسيقية المصرية" إلى أن "عامر"، هو أول مواطن يحكم عليه بأربعة إعدامات، في أربعة قضايًا مختلفة تم توريطه بها، وتعذيبه للإعتراف بجرائم لم ترتكبها يداه في حين نفى بدوره كل تلك الجرائم المُلفقة له والقضايا، وهو محبوس في زنزانة انفرادية منذ أن تم القبض عليه، وقد قال في رسالته المسربة مُسبقًا من محبسه الانفرادي: "حقيقة أنا لا أقصد أن أفسد عليكم ليلتكم الرائقة تلك، ولا أعلم إن كانت ليلتكم رائقة أم لا، ولكن بالنسبة لي أي شيء غير تلك الزنزانة الانفرادية التي أقبع بها فهو جميل ورائق".

 

ووفق بيان أصدرته منظمة إنسان للحقوق والحريات، ونقلًا عن جبهة الدفاع الخاصة به، فإن الدليل الوحيد الذي استندت إليه النيابة العامة في توجيه الاتهامات في كل الدعاوى هو اعترافاته أمام النيابة، رغم بطلان هذه التحقيقات لعدم حضور محامي مع المتهم، ولأن هذا الاعتراف كان وليد إكراه معنوي ومادي وتحت التهديد والتعذيب، والدليل على ذلك أن "مسعد" قد عدل عن هذا الاعتراف بعد ذلك أمام المحكمة.

 

لن تخسروا

 

وكان عامر قد ارسل برسالة من محبسه قال فيها: "صُوب تجاه قلبي سهام أعدائي، تُريد إفنائي .. فمن خلف ثمانية أبواب مُظلمة، ومن داخل ظُلمة ليلي، وظُلمة وحدتي، وظُلمة زنزانتي، وظُلمة ظُلم الظالمين لي ولكل من نادى بالحق، ظُلمات بعضها فوق بعض تجعلني في قبري لكن مع حياتي .. أكتب إليكم رسالتي هذه، أولاً إلي زوجتي التي هي نعمة من ربي، زوجة صالحة خير متاع دنياي، أحسبها والله حسيبها، ولا أُزكيها علي ربي وربها، أود أن أقول لها : هنيئاً لنا الجنة بغير حساب إن شاء الرحمن. لكل الغافلين الذين لم يفتح الله لهم بأن يعرفوا الحق من الباطل، رغم وضوحه، هداني الله وهداهم، أود أن أقول لهم اقتربت الساعة فتوبوا إلي الله. للقاضي : بحُكمك هذا قد ظننت أنك قد حكمت عليّ، ولكن في الحقيقة، إنك حكمت علي نفسك، فسوف نقف أمام الله سوياً، وسأقتص منك، لأنني علي يقين بأن الله علي كل شيء قدير، وأن الله ليس بظلّام للعبيد. لإخوتي : عَامِلو أمي بخُلق الإسلام، وقبلوا لي يديها كل صباح. وأخيراً أود أن أقول لكل الناس عامة، عيشوا مع الله ولن تخسروا، ورسخوا في قلوبكم أن الله علي كل شيء قدير، فـ واللهِ لن تخسروا .. ولم يُصبرني علي هذا كله إلا إنني أيقنت، وتوغل في داخلي هذا المعني، فـ واللهِ أشعر بسعادة ما بعدها سعادة، أشعر بجنةٍ علي الأرض بذكر الرحمن، واسأله الفردوس الأعلى بإذن الله في الآخرة. ويظن الغافلون أنني قد خسرت كل شيء، لا والله بل كسبت تعلقي بالله، وتعلمت في هذه المحنة التي هي بالنسبة لي منحة دروس وعبر وعظات، لو كنت جلست بقية عُمري أدرس في جميع دول العالم ما تعلمت أبداً ربع ما علمني إياه الله. أود أن أوجه الرسالة لكل من عرفتهم وعرفوني، وتحدثت معهم في أي يوم من الأيام أن يسامحوني إن كنت قد أخطأت في حقهم بقصد أو بدون قصد، وإنني ليس في قلبي أي شيء حتى ألقي الله بقلبٍ سليم، وفي نهاية كلامي أتمني من الله أن أكون قد كنت لم أطلت كلامي عليكم".