“محسوب”: الاصطفاف يعني أن 1+1=2

- ‎فيأخبار

أكد الدكتور محمد محسوب -وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية في عهد الرئيس مرسي، اليوم الأحد- أن التوافق الثوري يعني تنازل طرفين لهما الهدف نفسه وهو إسقاط الانقلاب، للوصول إلى حلول وسط؛ معبرًا عن ذلك بالمعادلة 1+1= واحد ونصف.

وقال محسوب -في مقاله المنشور في موقع "هفنتجون بوست"-: "تحتاج الأمم في لحظات التغيير إلى تضافر جهود أنصار التغيير بالقدر الذي تتضافر فيه جهود المتمسكين بالواقع المُر بكل سلبياته.. وهو ما تعبر عنه الدعوات المستمرة للاصطفاف.. ومن المنطقي أن يخشى الطرف الآخر ذلك الاصطفاف؛ لأنه يرجح كافة أنصار التغيير، غير أنه من غير المفهوم أن يحقّر بعض من أنصار التغيير مفهوم الاصطفاف، بل يسخر من المصطلح ذاته، معتقدًا أن الاصطفاف قرين التنازل أو على الأقل قبول الحلول الوسط".

مضيفًا: "الاحتواء، ويعني أن طرفًا يستطيع أن يبتلع طرفًا آخر، سواء أن يقنعه برأيه أو أن يستوعبه في كيانه أو أن يهزمه في مجمل الصراع؛ وفي كل الأحوال ستكون النتيجة 1+1= 1؛ إذ لا تؤدي الزيادة الكمية إلى زيادة في الفاعلية أو القدرة".

وتابع: "التضامم: ويعني اكتساب مزيد من المشاعر الحسنة لدى الجمهور لبناء حاضنة شعبية ضرورية لامتلاك القدرة على التغيير، لكنه لا يزيد في هذه القدرة وإنما يجعلها مرحبًا بها؛ وهو أشبه باكتساب فريق في مباراة كرة قدم لتأييد غالبية أو كل الجمهور في المدرجات، فرغم أهمية ذلك فإن المعادلة تبقى 1+1=1".

وأوضح أن التوافق يعني: "تنازلاً من الطرفين للوصول إلى حلول وسط، وهو ما يمنح زيادة محدودة في القدرة، لكنه لا يصل بها لحد الكمال؛ وهو ما يمكن التعبير عنها بالمعادلة 1+1= واحد ونصف".

وشدد على احترام مصطلح "الاصطفاف"، وعدم التقليل من شأنه بالقول: "ويعني أن فئات مختلفة تتبنى وجهات نظر في ظاهرها التناقض لكنها تتفق على هدف أعلى واحد، فإذا استطاعت أن تتبنى طريقة لإدارة خلافاتها والتنسيق بين فاعليتها وتوحيد جهودها لتحقيق الهدف المشترك، فإنها تصل لتحقيق الحد الأقصى من القدرة اللازمة لتحقيق التغيير، وهو ما يمكن التعبير عنه بمعادلة 1+1=2".

وتابع محسوب: "ربما كانت الحرب العالمية الثانية، خلافا للأولى، تعبيرًا عن طريقة الإدارة التي تعتمد على توحيد الأضداد في مواجهة خطر مشترك، وبناء مؤسسات يمكنها أن تدير التناقضات لتتحول إلى معامل قوة للجميع، كإنشاء الأمم المتحدة بطريقة السيطرة الخماسية على القرار في مجلس الأمن، وكذلك المؤسسات المكملة كالبنك الدولي ومحكمة العدل الدولية لفض النزاعات المستعصية على الإدارة، إلى غير ذلك".

واختتم مقاله بالقول: "عندما ندعو لاصطفاف فإننا لا ندعو أحدا ليتنازل عن وجهة نظره، وإنما ليتنازل عن روح المخاصمة ويقبل فكرة التعاون لتحقيق الهدف الأسمى وهو التغيير، وبالتوازي مع ذلك الانتقال من حالة تفجير الخلافات إلى إدارتها وابتكار أدوات لحسمها، دون أن يكون همّ كل طرف هو دفع الشريك الآخر لتبني وجهة نظره".