“نافع” يكشف كيف أصبح السيسي عاريا رغم خندقة هؤلاء في صفه

- ‎فيأخبار

كتب: حسين علام

علق الكاتب والمفكر بشير نافع على مقولة قائد الانقلاب: «شرف المقاتل أنه لا يتآمر ضد الرئيس ولا يرتب لعزله» بأنه دليل على التيه الذي يعيشه السيسي، وجعله يقف عاريا أمام شعبه والعالم كله، موضحا أنه لم يعرف الجنرال بامتياز علمي، ولا بالذكاء أو الحنكة والشجاعة، وليس ثمة ما يشير إلى أنه استوعب تاريخ بلاده كما ينبغي، ولا أهميتها ودورها وموقعها، خاصة أنه التحق بجيش بلاده في وقت لم يعد للجيش من مهمة وطنية كبرى، بعد أن انتهى زمن الحروب، وعانقت الدولة أعداءها، فلم يخض معركة واحدة ولم يسجل له أي إنجاز عسكري يرفع قامته الصغيرة في صفوف الجنرالات من أمثاله، كما لم يتعلم الجنرال حرفة التأمل، ولا حرفة التفكير، ولا حتى قيمة الحديث بما يليق بجنرال.

وأضاف نافع خلال مقاله اليوم الخميس، أنه في الوقت الذي أصبح الجيش المصري مؤسسة تجارية، تعلم الجنرال كيف يساوم، كيف يسمسر، كيف يعقد الصفقات، ويأخذ نصيبه من الكعكة، بعد أن كان جيشه مؤسسة أمنية، تنافس ما تعارفت عليه الدول كمؤسسات أمنية متخصصة، يعمل على حفظ أمن الحاكم وسلامة أسرته واستمرار سيطرته، حتى إن تطلب الأمر قمع الشعب وإهانة كرامته، حتى وصل الجنرال لأكثر مما كان يحلم، وغفل الكثيرون عن جهله وتواضع خلفيته العلمية، وفقدانه الإنجاز المهني العسكري، وسطحية تفكيره وعقله المحدود ولغته السوقية، فأظهر للعالم قدراته التجارية في عقد الصفقات، في التآمر والخيانة والغدر، وفي القمع وسفك الدماء وإعادة الشعب إلى بيت الطاعة، الذي ظن أبناء الشعب أنهم غادروه بلا رجعة.

وأشار نافع إلى مجازر قائد الانقلاب ضد الإسلاميين بمساعدة قطاع من الشعب الذي حصد من الجنرال نفس الجزاء، وفي سنوات ثلاث فقط من السيطرة والحكم، أخذ فشل الجنرال يتكشف لشركائه في الوطن والإقليم، على حقيقته، بالرغم من المجازر وحملات القمع وعشرات المليارات من الدولارات، وتوريطه مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والقضائية في الجرائم التي ارتكبها، ليطمئن إلى اصطفافها خلف.

ونوه إلى ما نشر في مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، التي حملت الجنرال مسؤولية الخراب الذي جرت إليه بلاده، ودعته إلى أن ينجو بجلده في نهاية فترة رئاسته الأولى وأن لا يحاول التجديد لفترة ثانية. ثم انطلقت أبواق وثيقة الصلة بالحلفاء الإقليميين، تصف الجنرال بسوء الإدارة، وتبديد ثروات بلاده، وتنقل إليه رغبة الأمراء والشيوخ من أصدقائه بالمغادرة في أول فرصة ممكنة، متسائلا: "فإلى أين يأخذ هذا التيه السحيق الجنرال؟ أليس لهذا التيه من نهاية؟ أليس من أمل بتدخل ميتافيزيقي يجعل من خيانته آخر الخيانات؟".