تأجيل الخصخصة.. كيف سحبت السعودية أموال المستثمرين من أيدي العسكر؟

- ‎فيأخبار
FILE PHOTO: An Aramco employee walks near an oil tank at Saudi Aramco's Ras Tanura oil refinery and oil terminal in Saudi Arabia May 21, 2018. Picture taken May 21, 2018. REUTERS/Ahmed Jadallah/File Photo

دخل برنامج الطروحات الحكومية أو الخصخصة بمفهومها الجديد في نفق مظلم، لعدة أسباب داخلية وخارجية، تمثل آخرها في الطرح العام الأوّلي الوشيك لشركة النفط السعودية، والذي من المؤكد أن يجذب أموال المستثمرين، بعيدًا عن الشركات التي يعتزم العسكر طرحها.

يأتي ذلك عقب أيام قليلة من إعلان وزارة المالية في حكومة الانقلاب عن عزمها بيع حصة في شركتين بنهاية العام، في تعزيزٍ لبرنامج الخصخصة الذي طال تأجيله، رغم شكوك محللين في أنها لا تتحرك بسرعة كافية لإقناع المستثمرين بجديتها فيما يتعلق بانفتاح الاقتصاد.

ومن المتوقع أن يتم تأجيل استكمال برنامج الطروحات الحكومية في البورصة المصرية حتى يناير أو فبراير 2020، طبقا لما قاله محمد متولي، الرئيس التنفيذي لشركة إن آي كابيتال المملوكة للدولة، والمشرفة على البرنامج في مقابلة مع رويترز.

وفي مارس 2018، أعلنت حكومة الانقلاب عن قائمة تضم 23 شركة لخصخصة جزئية في ذلك العام وفي أوائل 2019، لكن أزمة الأسواق الناشئة في 2018 عطلت الخطة.

وكان من المفترض أن يستأنف برنامج الطروحات الحكومية في البورصة في الربع الأخير من العام الجاري، بعد أن انطلق بطرح وحيد لحصة إضافية تبلغ 4.5% من أسهم الشركة الشرقية للدخان في مطلع مارس الماضي.

وقال متولي: إنه بات من المؤكد أن يسحب طرح أرامكو الذي سيجمع أكثر من 20 مليار دولار، السيولة من أسواق الأسهم العالمية، مع انتظار المستثمرين لإصدار نشرة الطرح في نوفمبر المقبل، مشيرا إلى وجود عقبات عالمية أخرى، ومنها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي أحدثت تخمة في منتجات الشركات، وأدت إلى تخفيض الأسعار بنحو 30-40%، وانخفاض التقييمات بشكل مؤقت.

وتأمل حكومة الانقلاب في تحقيق إيرادات من بيع الحصص وتشجيع المستثمرين ودعم البورصة، التي تبلغ قيمتها السوقية 40 مليار دولار، وهو أقل من عُشر قيمة البورصة السعودية، وأصغر حتى من بورصة الدار البيضاء في المغرب.

وتعد تلك أحدث حلقة من سلسلة التأجيلات لبرنامج الطروحات الحكومية: كانت شركة إن آي كابيتال الاستثمارية تأمل في طرح حصة إضافية من أسهم شركتي الإسكندرية لتداول الحاويات وأبو قير للأسمدة بالبورصة في ديسمبر المقبل بحد أقصى، وكان من المنتظر أن تبدأ الشركتان في الترويج للطرح هذا الشهر، ولكن الجدول الزمني تأجل إلى الربع الأخير من 2019، حسبما ذكر وزير قطاع الأعمال في حكومة الانقلاب هشام توفيق الأسبوع الماضي.