حكايات جابر نصار وشغل “كيد النسا”

- ‎فيمقالات

هناك صحفي محترم اسمه وائل قنديل، هذا الصحفي ليبرالي ولا علاقة له بالإخوان المسلمين أو التيارات الإسلامية، هو بعد الانقلاب في خندق الشرعية.

ويدافع عن الإخوان ومحمد مرسي بقلم قوي صريح واضح المعالم. وربما خسر الكثير بمفهوم الناس من وراء موقفه الصلب في رفض الانقلاب العسكري الدموي.

يحكى عن اللحظة الفارقة التى جعلته يتخذ هذا الموقف، حكاية تشبه ما حدث لحمزة بن عبد المطلب عندما حدثت مشادة بينه وبين أبى جهل، فسبّ أبو جهل الرسول- صلى الله عليه وسلم- سبابًا فاحشًا، فلطمه حمزة غاضبًا وقال “أتسبه وأنا على دينه؟.. ردها عليّ إن استطعت”.

لحظة فارقة كالتي حدثت بين سيد قطب وعبد الناصر، عندما كان سيد قطب هو المفكر والمنظر لمجلس قيادة الثورة، وكان يجلس معهم جلسة المربى والمعلم. فأصابت محمد حسنين هيكل الغيرة من استئثار سيد قطب بدماغ عبد الناصر يشكلها كيف يشاء. فقدم تقريرا لعبد الناصر بأن سيد قطب من الإخوان المسلمين، وأنه يشتغل عليهم لتوجيههم لاتجاه الإخوان. واستغل أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت طلبًا لمجلس الثورة بإصدار جريدة بعنوان “الإخوان المسلمين”، وأن رئيس تحريرها هو المفكر والناقد سيد قطب.

فغضب جمال عبد الناصر وأرسل في طلب سيد قطب، وهنا كانت اللحظة الفارقة. أولا دخل سيد قطب الغرفة فلم يدعه عبد الناصر للجلوس ولم يرحب به كعادته.

ثانيا: بادره بسؤال متعجرف: هو أنت من الإخوان يا سيد؟

وسيد قطب صعيدي ودماغه ناشفة.. فقال كلمة واحدة: “أنا عمري ما كنت من الإخوان ولكن تقدر تعتبرني من اللحظة دي من جماعة الإخوان المسلمين”.. وقد كان.

فما اللحظة الفارقة مع وائل قنديل والتي جعلته ينتقل إلى خندق الحق والشرعية ويناؤي الانقلاب العسكري الدموي؟.

كان فى لقاء دعت إليه اللجنة المؤسسة للدستور، وحضره رجال السياسة والإعلام والمفكرون لعمل حوار نهائي حول أبواب دستور ٢٠١٢م وبنوده قبل إقرار صيغته النهائية. وكان الدكتور جابر نصار وهو من القانونيين يجلس بجوار وائل قنديل، فهمس جابر نصار فى أذن وائل قنديل قائلا: “تعرف إن دستور الإخوان ده هو أفضل دستور فى العالم وبلا مبالغة يحفظ الحقوق والحريات للأفراد والمجتمع ولا يوجد له نظير في دولة أخرى؟.

فقال وائل قنديل: إذا كان هذا رأيك فلماذا تعارضه؟

فقال “أهى مناكفة فى الإخوان والسلام”.. هنا كانت اللحظة الفارقة فى تفكير واختيارات وائل قنديل.

وقال “علمت أنهم لا يعارضون لمصلحة البلد ولا حفاظا على مصر ولا دفاعا عن شعب.. كل الحكاية مناكفة فى الإخوان والسلام”.

جابر نصار الذي قاد حملة منع المنتقبات من عملية التدريس بالجامعة بدعوى أن الطالب لا بد أن يرى شفاه الدكتورة وهى تلقى المحاضرة ليتم التواصل. ألجأته كورونا، اليوم، إلى أن يضع على فمه كمامة ويلبس “الجوانتي”.

وفى حوار مع صديق سأله وكيف تترافع فى المحكمة بالكمامة؟ فقال: الصوت يخترق الكمامة، ولم يقل لا بد للقاضي أن يرى شفاهي أثناء المرافعة ليقتنع بالدفوع التي أسوقها بين يديه. ولله فى خلقه شئون.