روايات أسرة الرئيس مرسي وأهالي المعتقلين تفضح “السجون 5 نجوم”

- ‎فيتقارير

أثار الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب منذ عدة أيام، حول أوضاع السجون في مصر، والذي حاولت فيه تجميل الصورة القبيحة والكارثية للسجون المصرية في عهد الانقلاب، عقب تقرير الأمم المتحدة الخاص بأوضاع حقوق الإنسان في مصر، والذي أكَّد تسبب أوضاع تلك السجون في وفاة الرئيس محمد مرسي والعديد من المعتقلين، سخرية واسعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط أهالي المعتقلين الذين يعانون أشد المعاناة خلال التعامل مع عصابات السجون في مختلف المحافظات.

أسامة مرسي

بداية سخر أحمد مرسي، نجل الرئيس محمد مرسي، من محاولات داخلية الانقلاب تجميل الصورة القبيحة للسجون المصرية، وكتب أحمد- عبر صفحته على فيسبوك- “يعني مجرد سؤالين اتنين بس: مصلحة السجون مصدقة الصورة اللي بتصدرها دي؟! النيابة العامة مصدقة الصورة اللي شافتها دي؟!”. مضيفا: “مجرد استفسار طيب أسامة اللي محبوس في العقرب منذ ٣ سنوات.. ولم يتم زيارته إلا مرة واحدة وجنازتين حضرهما- جنازة والده وجنازة أخيه الأصغر- ده نحطه فين في الصورة الجميلة بتاعتكم واللا نعتبرها كرم من سيادتكم وتفضل إنكم سايبينه عايش وبيتنفس!”.

يأتي هذا بعد أيام من تقرير المقرر الخاص بالإعدام في الأمم المتحدة، والذي اتهم سلطات الانقلاب بالمسئولية عن وفاة الرئيس مرسي، وحذر من خطورة السجون ومراكز الاحتجاز على حياة آلاف المعتقلين في مصر، وأكد التقرير وجود أدلة من مصادر عدة تفيد بتعرض آلاف المعتقلين لانتهاكات حقوقية، بعضهم حياته في خطر، مشيرا إلى أن الانتهاكات الحقوقية المستمرة بحق المعتقلين في مصر تبدو كأنها نهج لنظام عبد الفتاح السيسي ضد خصومه.

وذكر التقرير أن الرئيس مرسي كان يقضي 23 ساعة يوميا في حبس انفرادي ولا يسمح له بلقاء آخرين أو الحصول على كتب وصحف، وأنه لم يحصل على العناية اللازمة كمريض سكر وضغط دم، وفقد تدريجيًّا الرؤية بعينه اليسرى، وعانى من إغماءات متكررة، وأن سلطات الانقلاب تلقت تحذيرات عدة من أن ظروف احتجاز مرسي قد تقود لوفاته، لكن لا دليل على أنها تجاوبت مع ذلك.

وأوضح التقرير أن “ظروف احتجاز عصام الحداد ونجله جهاد تتشابه مع ظروف احتجاز مرسي، حيث يتم منعهما من تلقي العلاج”، مشيرا إلى أن الانتهاكات بحق المعتقلين بمصر تشمل الاحتجاز دون اتهامات، والعزل عن العالم الخارجي، وعدم السماح لهم بلقاء محاميهم”.

وأضاف التقرير: “تلقينا تقارير عن ازدحام الزنازين بالسجون المصرية، وعدم توفير الطعام المناسب، وضعف التهوية، ومنع السجناء من التعرض للشمس، ومنع الزيارات عن السجناء، ومنعهم من تلقي العلاج الضروري، ووضع العديد منهم في حبس انفرادي لمدد طويلة”.

د. باسم عودة

من جانبها كشفت السيدة حنان توفيق، زوجة وزير التموين في حكومة الثورة الدكتور باسم عودة، عن جانب من الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحقه في سجن ملحق مزرعة طرة، وكتبت توفيق، عبر صفحتها على فيسبوك: “في مثل هذا اليوم تم اعتقال زوجي.. وفي اليوم الذي يكمل فيه ست سنوات في محبسه تتردى الأوضاع في سجن ملحق المزرعة وتسوء الأحوال به يوما بعد يوم.. فزوجي ممنوع من الزيارة منذ أكثر من ثلاث سنوات.. ينام على الأرض بدون مرتبة صيفًا وشتاءً.. ممنوع عنه إدخال أي أدوية أو ملابس أو أغطية.. حتى إن برودة الشتاء أصابته بالتهابات في أعصاب القدم فهو لا يرتدي جوارب في الشتاء!!!”.

وأضافت زوجة وزير الغلابة: “غير مسموح بأي نوع من الكتب أو الجرائد حتى الحكومية منها، فضلا عن أي دراسة أو دبلومة في أي معهد أو كلية.. الكانتين الذي كان يطلب منه احتياجاته مغلق منذ عامين.. وحتى ما يدخل من طعام السجن كثيرا ما تدخل التجريدة لتسحبه منهم”.

وتابعت توفيق: “غير مسموح له أداء صلاة الجمعة مع أحد.. ولا تفتح عليهم الزنازين الانفرادية في الأعياد.. وحاليًا ممنوع من التريض.. لا نعلم أخباره ولا يعلم عنا شيئًا، ولم نره أو يرنا منذ أكثر من عام حين توقفت الجلسات التي كنا نراه فيها من خلف القفص الزجاجي!!.. هذا هو حال سجن ملحق المزرعة المحتجز به ثمانية أشخاص فقط بشكل انفرادي!!”.

د. محمد البلتاجي

وسخرت السيدة سناء عبد الجواد، زوجة المناضل والبرلماني المعتقل الدكتور محمد البلتاجي، من الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية في حكومة العسكر، والتي روجت فيه لأكاذيب حول “وردية الحياة في سجون الانقلاب”، مشيرة إلى ما يعانيه زوجها ونجلها من جرائم وانتهاكات داخل سجون العسكر.

وكتب عبدالجواد، عبر صفحتها على فيسبوك: “أنهيتم تمثيلية طرة.. إن لي أحبابًا هناك هل أكلوا من المشاوي والفواكه أم مارسوا الرياضة في صالات الألعاب أم جلسوا في أماكن الزيارة واطمئنوا وطمنوا عليهم زائريهم.. لقد فتحتم شهية المصريين على هذه السجون الفاخرة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. زوجي د. البلتاجي وابني أنس ممنوع عننم الزيارة منذ ثلاث سنوات ولانعلم عنهم شيئا.. الزنازين مغلقة عليهم لا يخرجون منها منذ عدة أشهر”.

وأضافت عبد الجواد: “لا توجد لقمة واحدة نظيفة أو شربة ماء؛ حيث الكانتين مغلق ولا يوجد إلا تعيين السجن الفاسد الذي يأتي بالأمراض، يفترشون الأرض صيفا وشتاء.. سحبتم الأدوية منهم وزوجي يحتاج وبشدة إلى أدويته اليومية من بعد إصابته بالجلطة.. إن لنا ربا يسمع ويرى لا تخفى عليه خافية يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”، وتابعت قائلة: “العقرب مقبرة الأحياء”.

بدر محمد بدر

وكتبت عزة الجرف، زوجة الكاتب الصحفي بدر محمد بدر: “بمناسبة صور بورتو طرة، ٣ سنوات وزوجي الصحفي الأستاذ بدر محمد بدر معتقل بدون زيارة لليوم لا ندري عنه شيئًا، ممنوع من العرض على الطبيب وهو مريض بأمراض مزمنة يحتاج الكشف الدوري، هناك مثله أكثر من ٦٠ ألف معتقل ومعتقلة يعيشون في مأساة يومية، الكل يعلم تمام العلم الصورة الحقيقية لسجون مصر”.

وأضافت: “إلى زوجي الحبيب رفيق عمري في سجون الظالمين، ثبتك الله وحفظك من كل سوء، وردك سالما غانما عزيزا، ٦ سنوات يا رفيق العمر ولم يتعطر بيتي بأنفاسك مطاردًا ثم معتقلاً، استودعتك من لا تضيع عنده الودائع.. تعاهدنا على السير معًا على طريق الحق حتى نلقاه ولن نخون العهد بإذن الله”.

معتقلو الشرقية

من جانبهم اشتكى أهالي المعتقلين بمركز شرطة فاقوس بالشرقية من الانتهاكات التي يتعرض لها ذووهم، مشيرين إلى معاناتهم من الإهمال الطبي المتعمد وظروف الاحتجاز غير الآدمية، خاصة في ظل انتشار العديد من الأمراض الجلدية، ومنع إدارة مركز الشرطة علاجهم أو السماح بإدخال العلاج لهم.

وقال أهالي المعتقلين، في شكوى للمنظمات الحقوقية: “إن أماكن الاحتجاز في قسم الشرطة غير آدمية، وهي عبارة عن زنزانة ضيقة تتكدس بها أعداد كبيرة من المعتقلين، 30 معتقلا في مساحة لا تزيد على 20 مترا مربعا”، مشيرين إلى ضعف التهوية بها وعدم وصول أشعة الشمس للزنازين؛ ما يتسبب في ارتفاع نسبة الرطوبة بصورة ساعدت على نمو الفطريات والبكتريا الضارة، ما أدى إلى إصابتهم بالجرب والطفح الجلدي، إلى جانب أمراض العظام والمفاصل بسبب عدم الحركة”.

واتهم الأهالي “إدارة المركز بالتعنت في منع دخول العلاج لهم أو خروجهم للتريض تحت أشعة الشمس”، محملين إدارة مركز الشرطة، ومدير أمن الشرقية، ووزير الداخلية في حكومة الانقلاب، والنائب العام، المسئولية الكاملة عن سلامتهم، مطالبين الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية بسرعة التدخل لإنقاذهم مما يتعرضون له من انتهاكات.