شاهد| دلالات التصعيد بين قوات الحكومة الشرعية ومليشيات الإمارات جنوبي اليمن

- ‎فيعربي ودولي

أكدت مصادر عسكرية يمنية سقوط قتلى وجرحى فى محافظة أبين جراء المواجهات بين قوات الحكومة الشرعية والقوات الموالية للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.

وتأتى هذه التطورات بالتزامن مع تصديق المجلس الانتقالي على قرار الإدارة الذاتية فى مناطق سيطرته وإعلان الحكومة عدن مدينة منكوبة.

فما دلالة تفجر القتال فى جبهة جديدة بين الشرعية والانتقالية وما دور اتفاق الرياض ورعاته إزاء ذلك؟ وما هى التأثيرات المحتلمة لهذه المواجهات على الأوضاع الصحية والإنسانية المتردية أصلا فى اليمن؟

ومع أنباء عن سيطرة قوات الحكومة الشرعية على مواقع فى محيط مدينة زنجبار مركز المحافظة ابين أسرى اشتباكات مع قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تتفجر فى اليمن جبهة جديدة للقتال بين قوات الشرعية والمجلس فى ظرف إنسانى وصحي بالغ الصعوبة ورغم وجود اتفاق على الورق كان الظن انه أتى لتنظيم العلاقة داخل معسكر الشرعية بما من شأنه توحيد الجهود للمعركة الأساسية ضد الحويثيين.

المجلس الانتقالي الذي  تدعمه الإمارات اتهم الحكومة بخرق اتفاق الرياض فى الوقت الذي تتواصل فيه خطوات تكريسه هو للأمر الواقع فى عدن حيث أعلن الإدارة الذاتية وسحب الاعتراف بشرعية الحكومة.

الحرب وكورونا في اليمن لا يملك اليمنيون الحد الأدنى من المستلزمات الطبية لمحاربة الفيروس القاتل لكن السلاح متاح وبسخاء لمن يريدون زيادة وضعه تعقيدا، تشتعل جبهات أبين فى زمن هدنة لم تحترم وفى أيام اتفاق رعته الرياض منذ شهور طوال دون تنفيذ لمفارقته يتذكره المجلس الانتقالي الجنوبي فقط عندما يذوق طعم الهزيمة العسكرية.

سيطرت قوات الحكومة الشرعية على قرية الشيخ سالم شرقي زنجبار المركز الإدارى للمحافظة الجنوبية بعد اشتباكات مع قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، وتحدثت مصادر محلية عن وصول التعزيزات من عدن إلى قوات المجلس الانفصالي المتمرد على الشرعية.

من أبو ظبي يطل رئيس المجلس عايد روس الزبىدي فى كلمة أشبه بخطاب حرب ضد الحكومة التي يفترض أن الإمارات احد قطبي تحالف لاستعادة شرعيتها، لا يرى الزبيدي فى خطابه حرجا أو تناقض بين دعوة الجنوبيين لمواجهة قوات الحكومة الشرعية وادعاء الانخراط فى المواجهة الكبرى ضد الحوثيين الذين يتبنون ذات خطابه تجاه الشرعية وقواتها.

يذكر الزبيدي باتفاق الرياض فى التعليق على أحداث أبين رغم أن الاتفاق يقضى بعودة زنجبار مركزا محافظة أبين إلى سيطرة الحكومة التي فقدتها فى أحداث أغسطس، هذا بالإضافة إلى خروج الانتقالي عن اتفاق الرياض بإعلانه من طرف واحد الإدارة الذاتية وحالات الطوارئ فى عدن وهو ما لم تستطع حتى راعيته أبو ظبي تحاشى إدانته.

فماذا بقى من اتفاق يقضم كل يوم فضلا عن كونه فى الأصل بنظر منتقديه ينص على تقاسم السلطة بين حكومة شرعية ومجلس تابع لقوات غير شرعية تسند قواتها وتتلقى أوامرها من دولة الإمارات؟، وماذا جني اليمنيون بعد ذلك الإعلان الهادي لتفكيك البلد أكثر فأكثر؟

أعلنت عدن مدينة موبوءة بعد وفاة العشرات بفيروس كوفيد تسعة عشر وأوبئة أخرى وعليه تمنع الحركة من والى العاصمة المؤقتة للشرعية باستثناء نقل البضائع.

وأرجعت اللجنة العليا للطوارئ قرار الإعلان إلى تقرير عن ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بكورنا في العاصمة المؤقتة إلى خمس وثلاثين بينها أربع وفيات يتزامن ذلك مع تفشى عدد من الأمراض بسبب الفيضانات التى ضربت المحافظة قبل فترة.

اتهمت اللجنة صراحة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بالقيام بممارسات تقود عدن إلى كارثة صحية وطالبت بضرورة تصحيح الوضع حتى تقوم المؤسسات المعنية بمهامها الوضع الإداري والسياسي في المدينة يعرقل  اى جهود  تبذل لمكافحة الأوبئة نوهت اللجنة، في يمن قطاعه الصحي هشا جدا وأمنه ووحدته على شفى الهاوية مرشحا ليكون أسوء بؤرة فى العالم لانتشار فيروس كورونا

إذا استمر الوضع على حاله قد يصبح السيناريو الكارثى حقيقة مؤلمة على الشعب الذي يبتز بمصيره حتى فى زمن الأوبئة .

 

وقال أنيس منصور، الإعلامي اليمنى، القوات الموجودة فى عدن هي قوات الجيش ووزارة الدفاع اليمنية والسلاح الموجود هو سلاح سعودي والإشراف لانطلاق المعركة إشراف سعودي والجيش لا ينطلق إلا بأمر من السعودية وأيضا التمويل العسكري والمالي والذخيرة من السعودية ولا وجود لتنظيم داعش.

وتساءل هل يعنى أن السعودية هى من تتزعم الإرهاب قيادة الشرعية تصدر البيانات وتتابع المعركة وغرفة عمليات من داخل الرياض هل يعني ذالك أن السعودية هى داعش هل يعنى أن السعودية هى القاعدة هل يعنى أن السعودية هى تنظيم الإخوان؟   

وأوضح أن القوات اليمنية كانت ستتحرك الشهر الماضي لمواجهة الامجلس الانتقالي ومارست السعودية ضغوطات لإعطاء فرصة أخيرة للمجلس الانتقالي لاتفاق الرياض فتفاجئ السعوديون بعمليات متعددة ومتنوعة للمجلس الانتقالي أخرها نقل الحسابات المالية الخاصة بالبنك المركزي إلى حسابات خاصة بالبنك الأهلى وإعلان الإدارة الذاتية وآخرها موضوع سقطرى.

وأشار إلى أن كثير من الممارسات التى مورست من قبل الانتقالي تؤكد أنه أسقط كل الاتصالات وكل الأوراق التى كانت بين الشرعية والسعودية.

بدوره قال عبد الحميد صيام، الخبير فى شئون الأمم المتحدة، إن ما يجرى فى الجنوب هى حرب داخل الحرب أى أن أطراف التحالف العربي الآن بدأت تأكل بعضها فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وهى تقريبا انهزمت من مواجهة الحوثيين فى الشمال.

وأضاف أن والسعودية تريد أن تخرج من ميمعة اليمن لأنها تجر عليها خسائر وراء خسائر وخاصة فى ظل جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط، والإمارات تريد أيضا أن تنسحب بل سحبت معظم قواتها الإماراتية والدولتان أبقيتا فى اليمن حلفاء لهما والحلفاء ليس بالضروري أن يتصرفوا تماما بإيعاز حرفي من الممول أو من الراعي وبالتالي بدأت الخلافات تجرى بين اليمنيين فى الجنوب للسيطرة .

وأوضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي مدعوم من الإمارات لكنه لديه هامش من الحرية والحركة وخطاب الزبيدي اليوم من أبو ظبي هو خطاب انفصالي أكثر منه خطاب وحدوي أو انه يعدد مظالم الجنوب من التحالف ومن الحكومة الشرعية .

ووصف الحكومة الشرعية بأنها ضعيفة أيضا وتريد أن تبقى على بعض الوحدات المدعومة من السعودية ومنها ما جرى فى منطقة الشيخ سالم بحيث استطاعت أن تدفع فى قوات التحالف الجنوبي إلى الوراء لكن الوضع الآن فى اليمن هو حرب داخل الحرب .