التنكيل بأيقونة ثورة يناير.. لهذه الأسباب ينتقم العسكر من البلتاجي

- ‎فيتقارير

الرسالة التي نشرتها أسرة الدكتور محمد البلتاجي عضو برلمان الثورة وأيقونة ميدان التحرير، فجرت مخاوف كامنة في نفوس الملايين على حياة الرجل الذي قدم الكثير لخدمة مصر طبيبا وأستاذا جامعيا وبرلمانيا وثائرا وقف في وجه الظلم والطغيان دون اكتراث للطغاة المستبدين.

ويواجه البلتاجي – وهو برلماني سابق وقيادي بارز بجماعة الإخوان المسلمين – أحكاما نهائية بالسجن ستين عاما في ثلاث قضايا، في حين صدرت ضده أحكام أخرى غير نهائية بالإعدام والمؤبد في قضايا ملفقة.

ولم تصدر داخلية الانقلاب بيانا بهذا الشأن بل نفت مصادر مجهولة بالداخلية عبر وسائل إعلام موالية للانقلاب ما ذكرته السيدة سناء عبدالجواد، زوجة الدكتور البلتاجي عن تعرض زوجها لجلطة دماغية أثرت بالسلب على حركة ذراعه، كما بدا عليه خلال آخر جلسة محاكمة (اقتحام الحدود الشرقية) حضرها يوم الأربعاء 27 فبراير 2019م. وإذا كانت داخلية الانقلاب صادقة فلماذا لا تسمح لمحاميه بزيارته والاطلاع على صحته؟ فهذا أكبر رد على أن القيادي الثوري يتمتع بصحة جيدة ومعاملة حسنة بدلا من النفي من مصادر مجهولة.

وكانت زوجة الدكتور البلتاجي قد نشرت بيانا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تضمن أولا تحميل سلطات العسكر المسئولية عن حياة زوجها، الممنوع عنه العلاج والزيارة وأنه يتعرض للموت البطيء عبر إصابته بجلطة في المخ نهاية يناير الماضي.. كذلك عرضه لعدة محاولات اغتيال داخل زنزانته ومنع العلاج والزيارة عنه.

بيان إدانة

وأصدرت عدة شخصيات سياسية عامة مقيمة بالخارج بيانا أدانت فيه ما يحدث مع البلتاجي، مطالبين بتوفير العلاج اللازم له، وإطلاق سراحه؛ نظرًا لاعتقاله بسبب آرائه السياسية.

وأعرب الموقعون على البيان عن بالغ صدمتهم لما يتعرض له الدكتور محمد البلتاجي النائب البرلماني السابق وأحد رموز ثورة 25 يناير من إهمال طبي جسيم في محبسه بسجن العقرب تسبب في إصابته بجلطة دماغية، حسب بيان أسرته.

كما عبر البيان عن الرفض الشديد والإدانة لتلك المعاملة الانتقامية من الدكتور البلتاجي بسبب دوره في ثورة يناير، محملين سلطات الانقلاب المسئولية كاملة عن حياة البلتاجي، ونقله بسرعة للعلاج في قصر العيني، سواء على نفقة الدولة أو نفقته الخاصة.

كما دعا البيان كل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التحرك لإنقاذ حياة البلتاجي والضغط على السلطات الأمنية لسرعة علاجه هو وكل الحالات المشابهة له في السجون المصرية، فهذا العلاج هو أحد الحقوق الأساسية للسجين وفقا للوائح السجون.

وشدد البيان على أن ما يتعرض له في البلتاجي وغيره من رموز وشباب ثورة يناير في السجون حاليا هو انتقام من تلك الثورة التي كادت أن تغير وجه مصر إلى الأفضل، والتي وضعت معالم دولة مدنية بعد 60 عاما من الحكم العسكري قبل أن تنقض عليها الثورة المضادة وتجهز على مكتسباتها.

ويؤكد البيان استمرار تمسك الموقعين عليه بثورة يناير وشعارتها ومكتسباتها متعهدين ببذل كل جهد لاستكمال مسار هذه الثورة ومبادئها، وهذا ما يستلزم بشكل عاجل توحيد الصفوف لإنقاذ مصر من هذا الكابوس.

أسباب الانتقام من البلتاجي

البلتاجي، بحسب حقوقيين، يدفع فاتورة مواقفه التي لم تكن تقبل القسمة على اثنين مطلقا، وهو ما يبرر إقحامه في معظم القضايا المرتبطة بفض اعتصام رابعة في كل محافظات مصر؛ حيث يحتل المركز الثاني بعد المرشد العام للإخوان في الأكثر اتهاما ومحاكمة، ولذلك ينتقمون منه للأسباب الآتية:

أولا: لاعتباره أحد أهم رموز ثورة 25 يناير 2011، وكانت له مواقف صارمة في التعامل مع المجلس العسكري، والتأخير في تطهير وزارة الداخلية والقضاء، بالإضافة لموقفه القوي من الانقلاب العسكري الذي جرى في يوليو 2013.

ثانيا: البلتاجي كان أول من طالب في البرلمان بتطهير وزارة الداخلية، وهو الذي فضح علاقة زعيم البلطجية صبري نخنوخ بقيادات الداخلية، والتنسيق معهم لاحتلال البلطجية لميدان التحرير لتشويه ثورة يناير، وكان سببا في سجنه بعد ذلك، كما أنه كان مسئولاً عن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها برلمان الثورة عن تراخي ضباط الداخلية في التعامل مع الانفلات الأمني.

ثالثا: البلتاجي كان أول من رفض ترك ميدان التحرير بعد التهديد المباشر من المجلس العسكري قبل معركة الجمل، وأنهم سوف يقتحمون الميدان لإنهاء الاعتصام، وأن مبارك مستمر في الحكم حتى نهاية مدته الرئاسية في نوفمبر 2011، كما كان مخططا.