“الخطيب”.. من فساد “الأهرام” لتسليم جماهير الأهلي لاعتقالهم

- ‎فيتقارير

يُرسخ الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، قدمه كل يوم في بئر الخيانة، تارة بطي ملف 73 شهيدًا بمذبحة بورسعيد التي نفذها العسكر، وتارة أخرى بتسليم شباب الألتراس من جماهير النادي الأهلي الذين هتفوا بالحرية في مباراة ناديهم الأخيرة، لوزارة الداخلية تمهيدًا للقبض عليهم.

حالة من الغضب الشديد انتابت جماهير النادي الأهلي بعد البيان الذي أصدره مجلس إدارة النادي، واعترف بخيانته بتسليم قاعدة بيانات جماهير القلعة الحمراء التي حضرت لقاء “مونانا” في ذهاب دور الـ32 لبطولة دوري أبطال إفريقيا، حيث عبَّرت الجماهير عن غضبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأصدر النادي الأهلي- عبر الموقع الرسمي للنادي- بيانًا جاء فيه: “حرص محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، على الحضور للمقر الرئيسي صباح اليوم، ومراجعة كافة الإجراءات الإدارية التي قامت بها الإدارة التنفيذية، فيما يخص بيع تذاكر مباراة الأهلي ومونانا، بطل الجابون، الأخيرة والتي شهدت أحداثًا مؤسفة، وخروج مجموعة عن القيم والمبادئ الرياضية وغير الرياضية، وهو السلوك المرفوض من مجلس إدارة الأهلي وأعضائه وجماهيره الغفيرة”.

وتابع البيان “وأن هناك قاعدة بيانات كاملة لجميع الأفراد الذين حصلوا على تذاكر المباراة، بالإضافة إلى رعاة النادي، وبعض الأعضاء في فروع النادي الثلاثة، حصلوا على تذاكر وتم رصد بياناتهم، وقامت إدارة النادي بتقديم هذه البيانات للجهات المعنية لمعرفة عناصر الشغب التي لا تمثل جماهير الأهلي الحريصة على مصلحة ناديها وبلدها”.

وجاء في الاجتماع أيضًا، والذي استمر عدة ساعات، أنه “تم الاتفاق على ضرورة التعاون الكامل مع جهات التحقيق، لتقوم بدورها على الوجه الأكمل للكشف عن المجموعة التي تجاوزت، حتى يتم تطبيق القانون، خاصة وأن مجلس إدارة الأهلي يثمّن دائمًا الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن في تأمين الفرق المتنافسة وسلامة الجماهير، وأيضًا التأكيد القاطع على قيام النادي بدوره الوطني كعادته، والداعم لمؤسسات بلده؛ حتى لا تتكرر هذه المشاهد الخارجة مرة ثانية”.

الخطيب وبئر الخيانة

ولعلَّ ملخص هذا البيان الطويل الذي أصدره مجلس محمود الخطيب، مفاده أن الخطيب على استعداد لفعل أي شيء لطيّ ملفات فساده التي فاحت رائحتها من قبل في فساد الأهرام، حتى إن الخطيب قام بتسليم أرقام بطاقات مشجعي النادي الذين اشتروا تذاكر المباراة التي هتف فيها الجماهير بالحرية، تمهيدًا لاعتقالهم، وذلك بأوامر أمنية، ليثبت الخطيب سقوطه في بئر الخيانة، وأنه أصبح مكسور العين أمام توجيهات الأمن التي يعمل لصالحها بزعم الوطنية، وقام بتسليم جماهيره لها، وكل ذلك بهدف السكوت عن ملف الفساد المعروف في قضية فساد الأهرام التي يشترك فيها رئيس النادي السابق حسن حمدي.

وتعتبر هذه الحادثة الثانية مباشرة التي يثبت فيها الخطيب سقوطه أمام الجماهير، بعدما تم اكتشاف ذهابه خوفا على تاريخه، في مؤتمر اتحاد الكرة لدعم عبد الفتاح السيسي لولاية حكم ثانية بشكل سري، حتى افتضح أمر الجميع بخناقة مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، مع أحد الصحفيين والاعتداء عليه، الأمر الذي كشف عن وجود الخطيب وعدد من الرياضيين في اتحاد الكرة وبأموال الاتحاد من أجل دعم السيسي.

الخطيب وفساد الأهرام

وكان محمود الخطيب من أبرز الشخصيات التي صدر بحقها قرار المنع من السفر، وتم التحقيق معها في قضية فساد الأهرام الشهيرة، والمتورط فيها رئيس النادي الأهلي السابق ورئيس وكالة “الأهرام” حسن حمدي، وكان محمود الخطيب نائب حسن حمدي في الأهلي وفي وكالة الأهرام، وتم اتهامهما بقضايا فساد وتحقيق ثروات طائلة، وتقديم هدايا ورشاوى بملايين الجنيهات.

وبلغت ثروات حسن حمدي 3.8 مليار جنيه، لم يستطع حسن حمدي أن يثبت مصادر الحصول عليها، كما تضخمت ثروة محمود الخطيب التي بلغت ملايين الجنيهات من وراء صفقات مشبوهة، وفساد بالأهرام، وتقديم رشاوى، وهي القضية التي أغلقت في عهد السيسي.