الصحفي إسلام جمعة: أُقتل بالبطيء بسجن وادي النطرون بسبب “الكاميرا”

- ‎فيحريات

يتعرض المصور الصحفي إسلام جمعة لعملية قتل ممنهج بالبطيء نتيجة للإهمال الطبي المتعمد داخل محبسه بسجن 430 بوادي النطرون وعند مطالبته بحقه في العلاج تم التنكيل به وبآخرين بما يتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.

ووثقت منظمة “هيومن رايتس مونيتور”، اليوم الأحد، عبر صفحتها على فيس بوك، رسالة وصلت من الصحفي الشاب تكشف طرفا من الجرائم والانتهاكات وعملية القتل الممنهج التي تتم بحق المعتقلين من أصحاب الأمراض ومنع العلاج عنهم ضمن جرائم النظام الانقلابي ضد الإنسانية.

وقال في رسالته: “لا أعلم أكان صواباً أم خطأ أن أطالب بحقي في العلاج كأي معتقل.. بل كأي إنسان، طالبت بإجراء فحوصات طبية لي حيث إنني مصاب بنزيف في الكلى ومريض ضغط بالإضافة الى عملية قلب مفتوح لم اتعافى من آثارها إلى الآن”.

وتابع: “كنت صابرا على كل آلامي عسى ان يأتي اليوم الذي أخرج فيه للحرية فأعالج نفسي، إلا أن القدر لم يمهلني حتى أخرج.. فأصبت بنزيف شرجي لا يتوقف بأي أدوية ناهيك عن أنهم لا يسمحون أصلاً بدخول أدوية ، وبعد ضغوطات كثيره ومحاضر وافقوا على علاجي بمستشفى شبين الكوم العام”.

وأضاف: “وأنا في سيارة الترحيلات قام الضباط المسؤلون بالاعتداء علينا بالضرب والسب بأقذع الشتائم هذا لأننا طالبنا بعربة إسعاف لمريض سكر كان عنده غيبوبة سكر وحينما دخلنا إلى سجن شبين تم الاعتداء علينا بالضرب والسب من قبل ضباط وأمناء سجن شبين بحضور رئيس المباحث محمد الحوام ، وتم تجريدنا من ملابسنا بالكامل رغماً عنا وأمام بعضنا البعض (كنا سبعة مرضى) ،منا معتقل قعيد على كرسي متحرك تم الاعتداء عليه بالضرب ونزعوا ملابسه عنه أيضا”.

واستكمل: “أما المعتقل المريض بالسكر فحرموه من أدوية السكر وقالوا لنا نصا: “علشان تتربوا وتعرفوا إن لما تتعبوا تموتوا من غير دوشة”، وقال لي ضابط المباحث: “انت جاي هنا علشان تتربى وتتعلم تموت في هدوء”.

وتابع: “خلعت جميع ملابسي واعطوني ملابس باليه لا ترقى للاستخدام الآدمي ولا ترحمني من برد الشتاء وأخذوا مني جميع الأدوية والملابس حتى البطاطين وقاموا بإدخالنا في زنزانة صغيرة مساحتها متر ونصف في ثلاثة أمتار بدون حمام (كنا خمسه مرضى بهذه الزنزان) ، كان أقلنا مرضاً مريض عنده شلل رعاش وصرع ولا يوجد بالزنزانه غير جردل فارغ للبول وزجاجتي مياه ولا يوجد بها غطاء او طعام ، مكثنا بها اسبوع كانوا يسمحون لنا بالخروج للحمام مرة واحده في اليوم لمده خمس دقائق فقط”.

وذكر أنه بعد أن ذهبوا للمستشفى قال للطبيبة: “انني رافض للعلاج لأنني لو مكثت في هذا السجن يوماً آخر سأموت ” وطلب منها أن تنهي إجراءات رفض العلاج كى يعود إلى سجني الأصلي بوادي النطرون حتي يحصل على بعض الرعاية من زملائه المعتقلين أويحصل على غطاء أو طعام”.

ووجه رسالة إلى أحرار العالم قال فيها: ” يا أحرار العالم.. اعتقلت منذ أربعة سنوات لأنني مصور صحفي، وأجبرت على الاعتراف بأشياء لم افعلها تحت التعذيب أيضا لأنني مصور صحفي، وحينما طالبت بعلاجي قاموا بالاعتداء علي مرة أخرى لا لشيء إلا لأنني مصور صحفي”.

تم تحدث إلى زملائه من الصحفيين قائلا: “اعلموا انني اعتقلت وحبسب وضربت وحرمت من أهلي وأبنائي وعملي لا لشيء إلا انني مصور صحفي حاولت نقل الحقيقة، والآن أنا في شدة المرض ولدي يقين أنهم لن يتورعوا في قتلي بحجة رفضي للعلاج ..لكني أرفض أن أموت في صمت”.

كان أهالي المعتقلين بسجن وادى النطرون قد وجهوا استغاثه منتصف ديسمبر الماضي 2018 لإنقاذ حياة ذويهم من أصحاب الامراض والذين يتعرضون لعمليات قتل بالبطيء نتيجة للإهمال الطبي المتعمد ومنع كل وسائل العلاج عن المرضى ما تسبب في وفاة 3 مصابين بالسرطان مطالبين بالإفراج الصحي عن ذويهم أو تحويلهم إلى مستشفيات متخصصه للكشف عليهم ومتابعتهم وعمل اللازم لهم.

فيما أدانت عدد من المنظمات الحقوقية الانتهاكات والإهمال الطبي بحق المعتقلين، وحملوا إدارة السجن مسوؤولية سلامتهم، وطالبوا بحق المعتقلين القانوني في المعاملة الإنسانية والعلاج المناسب، كما طالبوا النيابة العامة للانقلاب بالتحقيق في تلك الوقائع، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.