حذف موقع “اليوم السابع” مقالًا للمتحدث العسكري السابق العميد محمد سمير، بعد تعليمات وصلت إلى خالد صلاح، رئيس تحرير الموقع، من أحد ضباط المخابرات العامة التي يديرها مدير مكتب عبد الفتاح السيسي، اللواء عباس كامل.
وانتقد سمير- في مقاله المحذوف- طريقة التعامل مع المخرج والمؤلف المسرحي أحمد الجارحي، الذي قررت النيابة العسكرية حبسه ومؤلف عرض “سليمان خاطر” وليد عاطف لمدة 15 يوما، بتهمة الإساءة للجيش وإهانته، منذ عدة أيام، بعد بلاغ تقدم به المحامي سمير صبري للنيابة العامة ونيابة أمن الدولة والمدعي العام العسكري ضد الجارحي وعاطف بتهمة إهانة الجيش المصري.
وجاء نص مقال العميد محمد سمير المحذوف كالتالي:
تخيل.. في ذروة الاهتمام الشديد من جميع مؤسسات الدولة بقضايا الشباب في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، إيماناً منها بأنها قد أهملت في حق هذا الملف المهم لسنوات طويلة، نجد أنه ما زال بيننا للأسف حتى الآن من لا يدرك الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأمور المتعلقة بقضايا الشباب، فيتعامل معها برعونة وضعف بصيرة، فيضيع بها كل الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الشأن شديد الأهمية، وأعني هنا بالطبع الأسلوب الذي تم به التعامل مع أعضاء فرقة نادى الصيد المسرحية الشابة التي قدمت العرض المسرحي «سليمان خاطر»، يا سادة رفقاً بشباب مصر، إن أخطئوا فيما يمكن أن تختلف فيه وجهات النظر، فوجههوهم وثقفوهم وتعاملوا معهم بالحكمة والرفق اللازمين حتى ننمي فيهم قيم ثقافة الاختلاف الحقة، وحتى نمد وندعم ونقوى جسور الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة المختلفة، كما أرجو من السادة المحامين الذين دأبوا في الفترة الأخيرة على التربص بالقضايا الفكرية والثقافية الانتباه إلى الأثر شديد السلبية الذي يؤثرون به على الروح الإيجابية الوثابة لكل المجتمع، وهو ما آمل أن يراجعوا فيه أنفسهم خلال الفترة المقبلة، حتى نجنب المجتمع الدخول بصفة مستمرة في قضايا جدلية فرعية تستهلك الكثير من الوقت والجهد دون أي عائد وطني حقيقى من ورائها.. والله من وراء القصد.
وتعود الواقعة لمنتصف شهر فبراير، عندما تم عرض المسرحية في نادي الصيد المصري، وتم إيقافها بعد عرضها لمدة يومين وكان من المقرر أن يستمر العرض لثلاثة أيام. وتدور أحداث المسرحية حول حياة “سليمان خاطر” الجندي المصري الذي فتح نيران بندقيته على سبعة جنود إسرائيليين عام 1985 فأرداهم قتلى، قبل أن تعلن السلطات انتحاره في محبسه.
إخفاء المستور
ولعل السعار الذي أصاب إعلام الانقلاب ودوائره الأمنية من إعادة بريق الشهيد سليمان خاطر للأضواء مجددا، يكشف خيانة العسكر بحق الوطن، وضلوعهم في قتل سليمان خاطر بمحبسه، وهو ما يريد السيسي وعساكره الاستمرار في إخفائه، حيث تضمنت المسرحية جانبا من حياة عساكر بالجيش وقادة غاضبين من أوضاع الجيش المصري وتراجع المعايير الوطنية والعسكرية في عمل الجيش.
وهو ما جاء على “بطحة” السيسي الذي حوَّل الجيش من مجرد مؤسسة وطنية مستقلة إلى عنصر من عناصر العملية السياسية في مصر، لدرجة ان ربط السيسي بين مصيره ومصير الجيش، مشددا على أن كيان الرئاسة– المغتصبة- وكيان الجيش في قارب واحد، وهو ما أثار تململا كبيرا في أوساط قيادات الجيش مؤخرا، وسط توريط للمؤسسة العسكرية في جميع المشكلات الحياتية للمصريين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وصلت إلى اعتقال قائد أركان الجيش المصري السابق سامي عنان، وهي السابقة الأولى في التاريخ المصري.
وكان عدد من المسرحيين قد أصدروا، الأسبوع الماضي، بيانًا طالبوا فيه السيسي بالإفراج عن صناع مسرحية «سليمان خاطر»، بعد حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيق؛ لاتهامهم بالإساءة للقوات المسلحة من خلال المسرحية.