رمتني بدائها وانسلت

- ‎فيمقالات

من الأمثال العربية المعروفة قولهم :”رمتني بدائها وانسلت”، وهو مثل يضرب لمن يعير صاحبه بعيب هو فيه، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به، ويُخرج نفسه من الموضوع. تذكرت هذا المثل، وأنا أقرأ ‏تصريحات أراجوزات إعلام مسيلمة الكذاب وهم يتراقصون كالقرود، بعدما نجحت عملية استرقاص الشعب، وهز الوسط فى عرس التفصيلات الدستورية.

كما أننى تذكرت أيضاً ماقاله المتنبى عن مصر: كم بمصر من مضحكات و لكنه ضحك كالبكاء. لأن فضيحة: مولد “أبوكرتونة” أصبحت عابرة للقارات، فوصلت إلى ما وراء البحار، فقد نشرت صحيفة “النيويورك تايمز”الأمريكية تقريراً لمراسلها بالقاهرة قالت فيه: يتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع في استفتاء يمهد الطريق أمام الرئيس السيسي للبقاء في السلطة.

وقد شاهد مراسلنا الناخبين يحصلون على صناديق البقالة المجانية والوعود النقدية للتصويت. وعندما شعرأراجوزات السلطة بفضيحة مولد “أبوكرتونة”، بعد إطلاق لقب الرئيس “أبوكرتونة” على قائد الانقلاب، سارع هؤلاء الأراجوزات باستدعاء “شماعة الإخوان”، علهم يستطيعون تعليق فضيحتهم عليها، كما علقوها أول مرة، لأن من أخرج هذا الفيلم الهابط هو: نجل “أبوكرتونة”، على الرغم من أن فضيحة تسليم “البونات” موثقة بالصوت والصورة وكذلك عملية تسليم الكراتين، بناء على مشاهدة الحبر الفسفورى فى إصبع الشخص.

وبعد الفضيحة السودة “أم جلاجل” و”أم حناجل”، على طريقة مصدر مطلع، التى يجيد الإعلام الانقلابى تسويقها ببراعة، نشرت صحيفة “اليوم السابع” الموالية لسلطة الانقلاب، وهى إحدى الصحف الصفراء التى تمارس العهر والدعارة الإعلامية، بدون حياء أوخجل، خبراً بعنوان: فضيحة.. حزب موالٍ للإخوان اشترى كراتين لتوزيعها باللجان ونسبها بالزور للدولة.

واستمرت الصحيفة الانقلابية فى كذبها وزيفها وطمسها للحقائق قائلة: أثارت فضيحة حزب موال لجماعة الإخوان الإرهابية غضبا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعى ووسط أروقة الشارع السياسى، أمس، بعد ما ثبت أنه قام بشراء كراتين وقام بملئها ببضاعة رخيصة، للتحضير لمؤتمر صحفى، يزعم فيه أن هذه الكراتين توزعها أحزاب مؤيدة للتعديلات وأجهزة الدولة لحشد المواطنين للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

وحدث هذا الأمر بتمويل ودعم إخوانى، وسيعتمد هذا الحزب خلال المؤتمر اتهام الدولة بأنها تعمل على تقديم الكراتين للمواطنين من أجل المشاركة، ويعد هذا الحزب هو أحد أحزاب المعارضة، الموالية للجماعة الإرهابية، وهوالذى يقدم نفسه على أنه حزب ديمقراطى، علما بأنه مسنود من الإخوان سرا.
وتوقع مراقبون للشأن السياسى المصرى بتقديم بلاغات ضد الحزب وأفعاله الفاضحة للقضاء للتحقيق فيما قام به من أجل تشويه الدولة المصرية وأجهزتها، متوقعين أن يتم هذا الحل بأمر قضائى. وما المشكلة؟ فالورق ورقنا ولجنة شؤون الأحزاب لجنتنا، و”امض ياأبوالعلا”، سمير صبرى جاهز بالبلاغ!!

ونشأ خلاف داخلي فى الحزب، تسبب فى كشف المعلومات، إلا أن الحزب ورئيسه يجهزون للمؤتمر، رغم اعتراضات داخلية على هذا الإجراء الذى يزور الوضع السياسي والانتخابى فى مصر والحراك الذى يشهده الشارع السياسي المصرى.

وعلى طريقة “معزة ولوطارت”حسب منهج الجهات الأمنية، قالت الصحيفة الانقلابية: “تمكنت أجهزة الدولة من التعرف على اسم هذا الحزب، وسيتم تتبعه خلال الساعات القادمة، كما تعتزم لجنة شئون الأحزاب فحص أوراقه تمهيدا لحله بعد ما ثبت عمله على تشويه صورة الدولة المصرية بالخارج وترديد شائعات ليست صحيحة عما حدث بعملية الاستفتاء.

لأن الحزب الموالى للإخوان كان “لابد فى القصب”، مع المطاريد، وذئاب الجبل، وحزب “مستقبل وطن” الجناح السياسى لجهاز أمن الدولة، مع الخلايا النائمة لجماعة “الإخوان المسلمين”، التى استيقظت فجأة على أنغام “حسين الجسمى “وهو يشدو بأغنية بشرة خير!!

ولما سمعوا أغنية بشرة خير، لمّوا بعض ووقفوا أمام اللجان بربطة المعلم بشاحنات الجيش والشرطة، ولابسين البدلات الميرى، وشاحنات كراتين مكتوب عليها “مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي”، حياة كريمة لشعب عظيم، حزب مستقبل وطن، وزارة الدفاع تحيا مصر مرة واحدة “.

ومع ذلك هناك من آكلات التبن والعشب، والعليقة الخضراء من سيصدق هذا الهراء، والسقوط الأخلاقى، بأن الإخوان الذين هم اليوم مابين شهيد وجريح ومعتقل ومطارد، قاموا بتوزيع الكراتين، أمام اللجان لتشويه صورة الاستفساء على التفصيلات الدستورية، وإفساد العرس الديمقراطي فى مولد سيدى “أبوكرتونة”. أو الرئيس أبو كرتونة. صاحب الكرامات.

 

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها