عاشق الأحذية.. مذيع إماراتي يتحدّى أحمد موسى في الذل!

- ‎فيأخبار

أموال الإمارات داخل المنظومة الإعلامية المصرية أمر لا ينكره أحد، أصبحت الإمارات بالتحديد متوغلة داخل عدد كبير بالفضائيات والمؤسسات الإعلامية، التي تطبّل لعميل إسرائيل السفيه السيسي ومحمد بن زايد معًا، إما عن طريق وكلاء، أو عن طريق تمويل خفي، أو بشكل مباشر لرجالها مثل “منصور بن زايد”، وأصبحت سقطات الإعلاميين في التزلف والتذلل للمال الإماراتي لا تخفى على متابع للفضائيات.

وأثار إعلامي إماراتي غضب العديد من النشطاء الإماراتيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تقبيله حذاءً قال إنه يعود لولي العهد محمد بن زايد، وعبر برنامجه “سوالف” على “يوتيوب”، أحضر المذيع طارق المحياس حذاءً وقال: “نفترض مجرد فرضية أن هذا نعل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد ويلبس هذا النعل، هل تعرف أنا كمواطن إماراتي ماذا أفعل؟ أنا أُقبل نعل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد.. الله يحفظه ويديمه تاجًا على رأسنا”.

المقطع أثار انتقادًا واسعًا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين الإماراتيين، الذين اعتبروه إهانة قوية لكل إماراتي، رافضين حديثه عن الشعب الإماراتي بقوله: “أنا كمواطن إماراتي ماذا أفعل؟”، نشطاء آخرون رأوا أنه تجاوز حدود العقل في التعبير عن ولائه لقيادة بلده، فيما أكد آخرون أن هذا المقطع هو ذل ومهانة للشعب الإماراتي، مطالبين باتخاذ إجراءات رسمية ضده، بينما وصف آخرون ذلك بأنه “استعباد وعودة إلى زمن العبودية”.

عافانا الله

من جانبه كشف الإعلامي الإماراتي أحمد الزرعوني عن سبب تقبيل المحياس لحذاء ابن زايد، رافضًا وصفه بالمذيع قائلا: ”البرنامج تم تصويره من بيته والكاميرا كاميرته“، وقال الزرعوني إن التهميش سبب إقدام المحياس على هذه الفعلة، مضيفا: ”بعد التهميش في ناس مستعدة تشرب (مرق أحذية) عشان الأضواء وخلق الجدل”، متابعا “كرم الله النعال عنه وعافانا الله”.

ولم يكن المحياس إلا نموذج مصغر للإعلام المصري في عهد السفيه السيسي، الذي جعل من عميل إسرائيل نبيًّا وإلهًا وعالمًا وطبيبًا وديكتاتورًا للأبد. يقول الدكتور محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي: إن الإمارات اقتحمت مؤسسات مصر المختلفة في 2012، وأبرز دليل على ذلك هو استقبال محمد دحلان في المؤسسات الصحفية المختلفة في مصر عندما زارها استقبال الملوك، وكان أبرزها “اليوم السابع”.

ودخل أحد أباطرة عائلة “آل زايد” وهو منصور بن زايد في الصورة، عندما اشترى جميع أسهم قنوات الحياة من السيد البدوي عام 2016، قبل أن تسيطر عليها شركة “فالكون”، وينال محمد الأمين صاحب قنوات “سي بي سي” تمويلا إماراتيا، لدعم القناة، إلا أنه مؤخرا تقلص هذا التمويل، حسبما أكدت مصادر داخل القناة، وهو ما استدعى وجود وليد العيسوي، رئيس مجلس الإدارة، إلى التواجد في العاصمة الإماراتية، منذ أيام.

كما تم الإعلان مؤخرا عن بروتوكول تعاون بين قناة “دي إم سي” ومؤسسة “الفجيرة الإعلامية” بالإمارات، وأعلن عن الصفقة التي قيل إنها ستعزز الروابط وتزيد القدرة على مواجهة مخططات الاستهداف الإعلامي التي تهدد الأمة العربية وتسعى إلى تقسيمها.

وفي مقال للكاتب جمال سلطان، بعد صفقة بيع مجموعة “إعلام المصريين”، قال إن 90% من المال الإعلامي في مصر إماراتي، وإن بعض المكاتب الإعلامية التي أسستها الإمارات عمل فيها كبار المسئولين المصريين الحاليين، وهو ما يفسِّر التوجه المصري العارم إلى مساندة الإمارات.

ومعروف أن الإمارات كانت من أشد الدول عداوة لثورة يناير، فضلا عن موقفها الواضح من التيارات الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، حيث أطلقت الإمارات بعض أذرعها- سياسية كانت أو إعلامية- لتشويه صورة الجماعة والعمل على إسقاط حكم الإخوان بعد توليهم نظام الحكم في 2012.

الإعلام كان الجناح الأقوى الذي اهتمت به دبي اهتمامًا كبيرًا لزعزعة الاستقرار في مصر، من خلال العزف على وتر السلبيات والتجاوزات وخلق الأزمات، وتصدير صورة سلبية عن حكم الإخوان والرئيس مرسي، حيث تم ضخ المليارات من الدولارات لبناء مؤسسات إعلامية قادرة على القيام بهذا الدور.

أجندة صهيونية

تمويل الإمارات لوسائل إعلام مصرية ساعدها في فرض أجندتها الخاصة على السياسة التحريرية لهذه الوسائل، خاصة ذات الانتشار الواسع كصحيفة اليوم السابع، والمصري اليوم، والوطن، إضافة إلى تمويل إنشاء بعض المراكز البحثية والإعلامية التي تخدم توجهاتها مثل المركز العربي للدراسات والبحوث الذي يديره البرلماني عبد الرحيم علي، المقرب من الإمارات ودوائر صنع القرار المصري، فضلا عن تقديم الهدايا والمكافآت لعدد من الإعلاميين بهدف الالتزام بالتعليمات وتنفيذ المطلوب على أكمل وجه، كما كشفت تسريبات “ويكيليكس”.

وبالرغم من سيطرة الإمارات على توجهات وسياسات العديد من وسائل الإعلام المصرية، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا، حيث شرعت في إنشاء قناة خاصة تكون صوت الإمارات في مصر، وبالفعل كانت قناة “الغد العربي”، ولم يخف الإماراتيون ملكيتهم لفضائية “الغد العربي”، منذ ظهورها للتمهيد لانقلاب 3 يوليه في مصر، إذ يملكها الشيخ “طحنون بن زايد”، ويشارك فيها قائد شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان، أكثر من تطاول على مرسي دون أن يحرك ذلك ساكنا لدى الخارجية الإماراتية.

واتخذت القناة منذ البداية العاصمة البريطانية لندن مقرًا رئيسًا، فضلا عن مكاتب أخرى لها بالقاهرة وبيروت وعواصم عربية، وضمت القناة وجوهًا إعلامية وسياسية معروفة بالعداء للثورات والتيارات الإسلامية، وفي فبراير 2018 عين مجلس إدارة مجموعة الغد العربي للإعلام، مسئول التلفزيون المصري في عهد “مبارك”، عبد اللطيف المناوي لرئاسة القناة، وتم توسيع مكتب القاهرة لنقل أغلب مكاتب القناة له من لندن.