علماء فلسطين يكشفون مؤامرات هدم الأقصى وخطورة “نقل السفارة”

- ‎فيعربي ودولي

مع زخم الأحداث الأخيرة، وغفلة المسلمين والعرب بسبب الحروب الدائرة في أغلب مناطقهم، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من خطورة قرار الإدارة الأمريكية نقل مقر سفارتها إلى القدس المحتلة، الذي حددت فيه ذكرى النكبة الفلسطينية موعدًا لذلك.

وأكد المفتي العام، في بيان مساء أمس الأول، أن هذا التعسف غير قانوني، وسيؤدي إلى عواقب خطيرة تتحمل وزرها الإدارة الأمريكية.

وبيّن أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لن يكون اعتداء على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم، وينافي المواثيق والمعاهدات الدولية كافة، التي تعتبر القدس أرضًا محتلة، ولن يخدم السلام والأمن في المنطقة، بل سيجرها إلى ويلات الحروب والفوضى وعدم الاستقرار.

وأضاف الشيخ حسين: إن المقدسيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين، لن يرضخوا لهذا الاعتداء السافر، وسوف يبذلون الغالي والنفيس من أجل الوقوف في وجه التعنت الأمريكي.

ودعا قادة العرب والمسلمين وشعوبهم وعلماءهم والشرفاء ومحبي السلام في العالم، إلى الوقوف صفًا واحدًا لإلغاء التوجه الأمريكي المنحاز للاحتلال، الذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجرها إلى المجهول والدمار.

ماذا تفعل إسرائيل أسفل الأقصى؟

يعلم الفلسطينيون ما تقوم به السلطات الإسرائيلية على سطح الأرض في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، ولكن ما يجري أسفله، ما زال بالنسبة إليهم ضربا من المجهول.

وكان اكتشاف الفلسطينيين عام 1981 نفقا يصل إلى سبيل قايتباي في داخل المسجد، وعلى بعد أمتار قليلة من قبة الصخرة المشرفة، بمثابة الإنذار الأول لأسرار ما يجري تحت الأرض.

ولطالما نفت الحكومة الإسرائيلية أنها تجري أي حفريات أسفل المسجد، ولكن هذا النفي لم يطفئ أبدا مخاوف الفلسطينيين.

وبالمقابل، لا يبقي النفق الذي افتتحته إسرائيل أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى عام 1996، وأنفاق أخرى تم الإعلان عنها في السنوات الماضية في محيط الأقصى، شكا بأن هناك حفريات في محيط المسجد.

ويقول الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، إن إسرائيل تجري حفريات شاملة للمنطقة كلها، بما في ذلك أسفل المسجد الأقصى ومحيطه.

ويضيف في حوار لوكالة الأناضول: “تبدأ الحفريات من بلدة سلوان وتتجه نحو المسجد الأقصى، وقد حصلت عدة انهيارات في المباني في محيط المسجد من جهة سلوان والجهة الغربية للمسجد في بلدة القدس القديمة، بما يدلل على أن ثمة ما يجري هناك”.

وأضاف صبري: “نعتقد أنه تجري حفريات أسفل المسجد الأقصى، والدليل على ذلك الحفريات التي وصلت إلى سبيل قايتباي مطلع الثمانينيات، وأيضا حصلت تشققات أسفل المبنى الأساسي للأقصى، ولا تزال موجودة أسفل السور الجنوبي للمسجد”.

وأشار الشيخ صبري إلى أن الهدف الأساسي من هذه الحفريات هو “البحث عن آثار تعود لليهود، ولكنهم لم يجدوا حتى الآن أي آثار أو حجر يخص التاريخ اليهودي القديم، رغم الحفريات الواسعة الجارية منذ احتلال المدينة عام 1967”.

وقال: “لقد تسببت الحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية بالعديد من التشققات في الممتلكات الفلسطينية، مثلما حصل في المنازل الواقعة أعلى النفق الذي تم افتتاحه عام 1996 على طول الجدار الغربي للمسجد الأقصى، بدءا من المدرسة العمرية في طريق المجاهدين وصولا إلى منطقة حائط البراق”. معربا عن خشيته من أن تؤدي هذه الحفريات إلى “الإضرار بأساسات المسجد الأقصى”.