اختفاء فتاة إيطالية في مصر على طريقة “ريجيني”.. ومغردون: هل تم تعذيبها حتى الموت؟!

- ‎فيأخبار

يبدو أن لعنة دماء الباحث الإيطالي “جوليو رجيني” في مصر ، التي تدخل عامها الثالث في يناير المقبل لم تجف.

ففي كارثة جديدة في دولة العسكر يتوقع أن تكون على طريقة “رجيني” ، نشر ناشطون على “فيسبوك” تنويها باختفاء فتاة إيطالية تدعى “جوليانا ياجو” في منطقة المقطم في 9 نوفمير الجاري، بعدما ذهبت إلى سوبر ماركت ولم تعد الى المنزل رغم اتصال ذويها وأصدقائها بالسفارة الإيطالية بالقاهرة وتقديم بلاغ رسمي في قسم الشرطة.

هل تم تعذيبها؟

وكتبت ناشطة على موقع تويتر: يبدو أن “جوليانا ياجو” ستكون حديث الشارع المصري والإيطالي الأيام القادمة. وتساءلت: هل قتلت “ياجو” وهل تم تصفيتها وتعذيبها مثلما حدث مع” جوليو ريجبني”، وهل ماتت، وأردفت: كلها تكهنات يجب أن يتم طرحها طالما كانت هناك حالات مشابهة” تقصد (ريجيني).

ودعا الباحث مصطفى كمال، منظمات حقوق الإنسان للبحث عن الفتاة من باب السؤال مخافة أن يكون قد حدث لها مكروه قائلا: البحث عن أجنبية واجب على الشباب، حتى لا تتكرر واقعة “جوليو”.

ريجيني” جديد

يشار إلى أنه مع مجيء الانقلاب العسكري؛ قويت شوكة رجال الأمن وعَظُم بطشهم، وغابت محاسبتهم؛ فقتلوا الآمنين في بيوتهم، وأصبحت التصفية الجسدية نهجًا وطريقة في التعامل.

وقبل نحو 3 أعوام اختفى الباحث الإيطالي “جوليو ريجيني” في 25 يناير 2016 إبان الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، بعدها تم العثور على جثته مشوهة في 3 فبراير في منطقة صحراوية في مدينة 6 أكتوبر وكان ريجيني طالب دكتوراه في كلية جيرتون في كامبردج وباحث في قضايا اتحادات العمال المستقلة.

وكان الاشتباه سببا في قتل خمسة شباب لمجرد الاشتباه في مقتل الإيطالي رجيني وتبين بعد ذلك أنهم لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل بالباحث القتيل.

تعذيب مميت

وعقب العثور على الجثة التي ظهرت مشوهة وعليها آثار تعذيب مروع.. كدمات وسحجات في جميع أنحاء الجسم نتجت عن ضرب وحشي، ورضات ممتدة نتجت من ركلات ولكمات واعتداءات باستخدام عصا، وقد اقتلعت أظافر يديه وأقدامه، كما وجد في جسده أكثر من عشرين كسرا في العظام بينها سبعة كسور في أضلاع الصدر، وكانت كل أصابعه مكسورة وكذلك لوحي كتفيه، وظهر على الجثة أيضا طعنات متعددة في شتى أنحاء الجسد وحتي في أخمص القدمين، كما ظهر على الجسم كله قطوع وجروح نتجت عن آلة حادة يشتبه في أن تكون موس حلاقة، كما كانت آذانه وأنفه مشوهين.

في 10 مارس 2016، أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورج اقتراح قرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من حكومة السيسي في مصر، وصدر القرار بأغلبية ساحقة.

الطرمخة

وقبل عام وتحديدا في يوليو 2017 ، عقد المنقلب عبدالفتاح السيسي لقاءً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي بماتيو سالفيني، بمطالبة الأول بتهدئة الأمر وأنه جار الكشف عن قتلة الطالب” جوليو رجيني” بعد تصعيد إيطالي ضدّ القاهرة، بدأ بتهديدات في أبريل 2016، بأنها ستتخذ إجراءات “فورية وملائمة” ضد مصر.

واستمرارا للتصعيد في ذلك الوقت، استدعت إيطاليا سفيرها لدى مصر للتشاور، بعد إخفاق المحقِّقين بمصر في تقديم أدلة طلبتها السلطات الإيطالية، وانتهاء بتصويت مجلس الشيوخ الإيطالي، في يونيو 2016، لصالح قرار بوقف تصدير قطع غيار الطائرات الحربية (إف-16) إلى مصر؛ احتجاجا على ما وصفه بعض أعضاء المجلس بأنه بطء في سير التحقيق.

غير أن المتابع للملف الآن يرى فتورا من جانب الرأي العام الإيطالي، فضلاً عمَّا يبدو مماطلةً من جانب الحكومة الإيطالية، وأيضاً من قِبَل الحكومة المصرية، في حسم قضية ريجيني بشكل نهائي وحاسم. هذا الفتور دَفَعَ الكثيرين للتساؤل: لماذا لم تُحسم القضية رغم مرور أكثر من عامين عليها؟

المصالح المشتركة

لا يخفى على المتابعين أن من أهم الملفات التي تشهد تنسيقاً بين القاهرة وروما، ملف الهجرة غير الشرعية، ومساعي القاهرة للحصول على امتيازات مالية من الجانب الإيطالي والاتحاد الأوروبي، كل على حدة، بغرض وقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وكانت مصر وإيطاليا قد أطلقتا، في مارس 2018، مبادرةً مشتركة لتدريب الآلاف من رجال الشرطة من 22 دولة إفريقية، على مكافحة تهريب البشر، والهجرة غير الشرعية. وتتضمن المبادرة تنظيم دورات تدريبية لمدة عامين في القاهرة؛ بهدف تعزيز مهارات رجال الشرطة الأفارقة، الذين سيقومون بدورهم بتدريب زملائهم في بلادهم الأصلية.

ويتضمن المشروع، الذي سيستمر لمدة عامين، ويحمل اسم “إيتيبا”، إنشاء مركز تدريب دولي داخل مقر أكاديمية الشرطة المصرية، للتدريب على مكافحة تهريب البشر. وتأتي هذه المبادرة الرائدة في أعقاب الاتفاق الفني الذي تم توقيعه في سبتمبر من العام الماضي، على أن تبدأ أواخر مارس من العام الحالي، بورشة عمل لمدة يومين، يشارك فيها فرانكو جابرييلي قائد الشرطة الإيطالية.

“إيني وحقل ظهر”

كما يظهر فى المشهد حالة الهدوء بين دولة العسكر وإيطاليا، على أثر دعوة شركة إينى الإيطالية، لتنفيذ اكتشافات بترولية والتنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط ، وهو ما أكده خبراء ومراقبون أن أعمال ” إيني ” السنوات القادمة قد تكون مقابل الصمت عن “جوليو رجيني” والتي بدأت في عمليات إنتاج لحقل ظهر الذي ارتفع وفق مصادر العسكر إلى 1.6 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، والذي تم تشغيله في سبتمبر الماضي.

طفح الكيل

حادثة مقتل” جوليو ريجيني ومن بعده اختفاء الطالبة تؤكد إن القمع المستشري في مصر الآن فاق كل حدود، وتجاوز كل الخطوط الحمراء، وانتهك كل الحرمات من سجن النساء واغتصاب الفتيات والأطفال، هذا الحِمْل الثقيل قد جر على البلاد الخراب، وأشاع الفساد، وساعد على انهيار الاقتصاد، وهَجَّر الكفاءات، وعطَّل عجلة العمل والتنمية والإنتاج، وقضى على السياحة وطَرد السائحين (المصدر الأهم للدَخْل والعملة الأجنبية)، وكان من نتيجته حظر الطيران والسفر إلى مصر – كما في حالة روسيا وإيطاليا – فأغلقت الفنادق أبوابها، وسرحت موظفيها الذين فقدوا رواتبهم.

وفى دولة الانقلاب تتزايد الإجراءات القمعية التي تُمارس أو التي يجرى طبخها إوالتساؤل هنا :هل ستكرر واقعة” جوليانا” لتصبح على طريق مواطنها “جوليو ريجينى”.الأيام ستحدد ملامح الأحداث .