“كيف سيقابل ربه؟”.. ليس ترامب أو المرزوقي فقط بل العالم يكره السيسي

- ‎فيتقارير

شنَّ الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، هجوما عنيفا على قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، متسائلا: كيف سيلقى السفيه ربه بدماء معارضيه وظلمهم؟. وقال في كلمته بملتقى فلسطين السنوي في العاصمة النمساوية، مستنكرا أحكام الإعدام الجائرة بحق معارضي الانقلاب: ”الله عز وجل وضعنا أمام تحدٍ كبير، وهو أن من يقتل نفسا بغير ذنب وهو ما يحدث في 99.99% من الإعدامات السياسية الجنائية بالدول العربية، يعرض نفسه لذنب عظيم وهو قتل الناس جميعا”.

وتابع المرزوقي حديثه الذي خص فيه السفيه السيسي بالذكر: ”مما يعني أن هذا الشخص الذي اسمه السيسي يعتز بقتل الإنسانية 75 مرة قتل الإنسانية جمعاء 75 مرة”. وأضاف: ”كيف يتحمل هذا الشخص؟ كيف يستطيع أن ينام في بيته وهو قتل الإنسانية 75 مرة؟”.

وليس المرزوقي وحده أو حتى معارضي السفيه السيسي من يرونه قاتلا، بل وصل الأمر إلى الرئيس الأمريكي ترامب، أحد أكبر مؤيدي انقلاب العسكر في مصر، حيث وصف ترامب السفيه السيسي بأنه قاتل سخيف، واستخدم في حقه كلاما نابيا، وذلك حسبما ورد في فقرة بكتاب “الخوف” للصحفي الأميركي بوب وودورد, الذي حقق رقما قياسيا في المبيعات.

قاتل حقير

وذكر الكتاب أن ترامب نعت السفيه السيسي بالقاتل، خلال محادثة مع محاميه جون دوود بشأن التدخل للإفراج عن الناشطة الحقوقية المصرية التي تحمل الجنسية الأمريكية آية حجازي من السجون المصرية، وصدر كتاب “الخوف” في أمريكا منذ أسابيع، وبيع منه في اليوم الأول 750 ألف نسخة، محققا رقما قياسيا في حجم المبيعات لدار النشر التي قامت عليه، وذكر الكتاب أن ترامب كرر نعت السفيه السيسي مرتين بالقاتل مع استخدام كلمات نابية، مشيرا إلى أن الرئيس غيّر صوته- خلال المحادثة الهاتفية مع محاميه- وجعله أكثر عمقا– سهوكة- على ما يبدو لتقليد السفيه السيسي.

ودفعت الأقدار السفيه عبد الفتاح السيسي، رجل المشاة وقائد المنطقة الشمالية الذى زُج به في المخابرات قبيل 25 يناير وعُين بها مديرا على غير ما هو متعارف عليه في هذه الأجهزة بأن لا يوضع على كرسي الإدارة إلا أبناؤها، وهو لم يكن يوما يعمل بها حسب ما لدي من معلومات، ثم دفعه جنرالات العسكر المحنكون ليكون وزيرا للدفاع خلفا للمشير طنطاوي، والفريق صدقى صبحى ليكون رئيسا للأركان، بعد أن اعتلى الرئيس محمد مرسي سدة الحكم في أنزه انتخابات تمت في مصر بشهادة كل المنظمات الدولية التي راقبت العميلة الانتخابية.

وخطط العسكر للتخلص من الرئيس مرسي عدة مرات بحيل متعددة، وتعاون في ذلك رجالات مبارك ونظامه بعد أن ارتأوا أن مصالحهم القائمة على الفساد سوف تنهار، في ظل الحكم الرشيد الذي رفض التعاون تحت مظلة الفساد، وأصر على تطهير البلاد من الفساد المتجذر في كل مناحي الحياة بمصر.

قتل الرئيس مرسي

وفشلت كل الحيل فلجأ العسكر، بتأييد من نظام مبارك وتعاون كبير منهم مع الانقلاب العسكري الفاشي، لاستعادة السلطة مرة أخرى بلا شريك ولا منازع، فكان الانقلاب من المجلس العسكري على الرئيس المدني الأول المنتخب في مصر في الثالث من يوليو 2013، بقيادة السفيه السيسي، الذى تبين أنه قاتل ثوار 25 يناير بشهادة لجنة تقصي الحقائق، التي صدرت في يناير 2013، والتي شكلها الرئيس مرسي من كوكبة من القضاة المنتمين للشعب، وتم الانقلاب بشراكة الكنيسة والأزهر والسلفيين ونظام مبارك والبرادعي ومن على شاكلته.

واستحوذ السفيه السيسي وجنرالات العسكر على البلاد قاطبة، حيث تركه العسكر يحقق أحلام المراهقة المتأخرة حتى يكون في الواجهة ومن ثم يديرون البلاد من خلف الستار، ولكن الحصان الطائش قلب العربة وجمح في الطرقات، فحطم كل من يلقاه في طريقه وأفسد في البلاد وحطم العباد، واهمًا أنه بهذا الجموح الأهوج سوف تستقر له الأمور، فقتل الآلاف وحبس عشرات الآلاف، وأطلق يد الشرطة والمخابرات العسكرية على كل من تسول له نفسه الوقوف أمام طموحه في امتلاك البلاد والاستحواذ على السلطة وبقائها في حضن المجلس العسكري.

أصبح جنرال الانقلاب وأمسى عطشانا للدماء، وحُبه للسلطة والمال أخرجه ومن معه من الملة ومن الإنسانية، فأصبحوا وحوشا كاسرة يطيحون بكل من يعارضهم، حتى من ساندهم في المؤامرة الأولى ومن ساندهم في الاستيلاء على السلطة من الرئيس المنتخب للبلاد.

وفشل الانقلاب العسكري أيما فشل في إدارة البلاد من كل النواحي الأمنية والاقتصادية والتعليمية والصحية، رغم التأييد الدولي والإقليمي والمحلي لخراب مصر، وغض بصر المجتمع الدولي عن جرائمه التي أصبح من الصعب الآن حصرها أو وقفها.

وأخذ السفيه السيسي وعصبة العسكر مواصلة قيادة البلاد إلى الهاوية وبسرعة من الصعب أن يقف أمامهم أحد للسيطرة على هذا الحصان الهائج، وأصبح العسكر فاقدين لبوصلة السفينة، بعد أن تاهت السفينة في البحر العميق، وارتفعت الأمواج كالطود العظيم وضل العسكر الطريق، وأصبح مبلغ همّ العسكر السيطرة على موارد البلاد وعلى مقاليد الأمور وشغلهم جمع الأموال وتحويلها إلى حساباتهم السرية في البنوك السويسرية، كما صرحت بذلك وزيرة المالية السويسرية في عام 2015، حيث أعلنت عن تحويل أكثر من 65 مليار دولار من مصر إلى حسابات سرية بالبنوك السويسرية ما بين 2014 – 2015 .

السيسي مكروه دوليا

ولأن السفيه السيسي بات يدرك أن انقلابا وشيكا من الممكن أن يطيح به، وتلاشى رضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عنه، فذهب إلى الجهة التي تؤكل منها الكتف، فاستقوى بالصهاينة بعد أن نفّذ لهم كل ما يتخيلونه وما لا يتخيلونه، فباع نفسه والبلد للصهاينة، وانبطح لهم أيما انبطاح نظير حمايته من كل من يريد أن يتخلص منه.

وقد كان، فظواهر الأمور تدل على أن السفيه السيسي لا يطيقه أحد رغم تخاذله أمام كل قيادات العالم وانبطاحه لهم بلا كرامة، رغم أنه رجل عسكري في الأصل، وهو ما ظهر سابقاً في مؤتمر قمة العشرين بالصين قبل تولي ترامب، من إهمال أوباما له وسخرية رئيس وزراء الهند، والرئيس فرانسوا هولاند بعدم استقباله، حتى الرؤساء الأفارقة لأنهم يعلمون أنه سارق للسلطة ولم يعتلِ سدة الحكم إلا بالدبابة والرصاص وعلى دماء شعبه.

وبات السؤال المهم الآن: هل فهم الشعب المصري أصل المؤامرة؟، وعرف من كان مخلصا حقا لله وللشعب، ومن كان خائنا لله وللشعب؟، هل سيستيقظ الشعب من هذا السبات العميق ويستفيق من مخدر العسكر قبل فوات الأوان؟، هل سيثأر هذا الشعب لاستعادة حريته وكرامته بعد أن سلبها منه العسكر في الثالث من يوليو 2013؟.

أسئلة أصبحت الإجابة عنها عسيرة، وبات الخوف والقهر سيد الموقف، وأصبح الشعب مغلوبا على أمره، لكن ما طال ليلٌ إلا وجاء بعده فجر ونهار وشمس تسطع تمحو الظلام وتخفيه من الوجود مهما طال هذا الليل، ولأن التاريخ يؤكد أن الحق أبلج والباطل لجلج، وكلما اشتد الظلم نعلم أن الفرج قد قرُب، وما زلنا نرى بصيص من الضوء فى نهاية النفق المظلم، ويقول الله عز وجل : {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.