لماذا تجاهل الليبرالجية العرب تظاهرات فرنسا؟

- ‎فيتقارير

الكيل بمكيالين

وقتل أكثر من 100 شخص، وأصيب مئات آخرون بعد محاولة انقلاب فاشلة قامت بها عناصر من الجيش التركي، أجهضتها الحشود التي لبت دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان للتظاهر في الشوارع رفضا للانقلاب، وكان على رأس هذه الحشود علمانيين وليبراليين أتراك، فيما ألقي القبض على 1563 عسكريا، وأحيل قرابة 3 آلاف قاض إلى التقاعد، في ذلك الوقت.

يقول الناشط سامي حماد، عن الليبراليين المؤيدين للانقلاب في مصر وتركيا:” دول وصلت بهم البجاحة انهم يعترضوا على محاكمة الانقلابيين في تركيا يعني واحد حاول يعمل انقلاب عسكري واتمسك هتحاكمه ولا هتديله بونبوني”، وعددت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الأسباب التي أدت إلى فشل الانقلاب في تركيا، على خلاف ما جرى في مصر عام 2013.

وقالت الصحيفة، إن الجيش المصري عندما نفذ انقلابه ضد الرئيس محمد مرسي، كان مدعوما من حشود ضخمة في الشوارع، وألقى قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي بيانه الأول، ومن حوله رموز المعارضة الليبرالية ورجال الدين، لذلك كانت الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب سريعة وقاسية.

أما في الحالة التركية، فكان رد الفعل مختلفا، فقد تحدى المواطنون ومنهم ليبراليون حظر التجول الذي فرضه الجيش، وتظاهر الآلاف في الشوارع ضد الانقلاب، بما في ذلك أنصار المعارضة والأكراد، حيث أدانت كل الأحزاب التركية العلمانية المعارضة الانقلاب، وطالبت باستمرار الحكومة الديمقراطية.

الوقت لم يمهل مرسي

كما دأب أردوغان على تذكير شعبه مرارا وتكرارا بالأوضاع البائسة التي وصلت إليها مصر تحت حكم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وكثيرا ما حذرهم من خطورة عودة تركيا إلى عصور الانقلابات العسكرية مجددا، وظهر تأثير ذلك واضحا حينما رفع المتظاهرون في شوارع إسطنبول شعار رابعة، رمز المقاومة ضد السفيه السيسي، الذي أصبح مألوف لمعظم الأتراك.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان حقق لشعبه إنجازات اقتصادية هائلة، وشهد عهده ازدهارا في كل المجالات، الأمر الذي رفع من شعبيته وشعبية حزبه كثيرا، فضمن له الأغلبية البرلمانية طوال أربعة عشر عاما، بخلاف الرئيس مرسي تعمد إعلام الانقلاب عدم نشر أي انجازات على المستوى الداخلي او الخارجي، وكانت حرب التشهير والإشاعات دائرة ضده، وشهد عام حكمه العديد من الأزمات الاقتصادية التي دبرها العسكر.

وأشارت إلى أن أردوغان حرص منذ توليه السلطة على الحد من صلاحيات الجيش؛ حتى لا ينقلب عليه، في حين أن الوقت لم يمهل مرسي الفرصة لفعل الأمر ذاته، كذلك فقد بدا مدبرو الانقلاب في تركيا غير أكفاء بشكل مدهش، ففشلوا في السيطرة على مفاصل الدولة، ولم يتمكنوا من إغلاق محطة التلفزيون الرسمية، وسمحوا لأردوغان وقادة حزبه في التواصل مع الشعب عبر الإنترنت لمواجهة الانقلاب، كما افتقروا إلى أي تفسير مقنع لتبرير انقلابهم ضد أردوغان، حتى إنهم أجبروا مذيعة التلفزيون الرسمي على قراءة بيانهم الأول بدلا من الظهور أمام الشعب بوجوههم.

وذكر ألون ليئيل، السفير الإسرائيلي السابق في أنقرة، في لقاء مع صحيفة معاريف أن :”إسرائيل كان لديها أمل بأن تستقبل نموذجا تركيا جديدا من السيسي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، مما قد يضطر أردوغان لإجراء تغيير في القانون التركي الذي لا يجيز فرض عقوبة الإعدام”، على حد قوله.