لم يجد السيسي للإخوان تهمة مخلة بالشرف.. فلماذا يحاكمهم؟

- ‎فيتقارير

الإخوان داخل سجون الانقلاب العسكري لا يوجد فيهم سجين بتهمه مخلة بالشرف، لا حرامي ولا فاسد ولا نصاب ولا مرتشي ولا قواد ولا مورد لحوم فاسدة ولا مستورد طعام مسرطن ولا مهرب آثار ولا مرتشي ولا مختلس ولا ناهب أراضي الدولة ولا متربح من وظيفته، وكل تلك الجرائم يرتكبها العسكر وأتباعهم، فهل حقاً أن الإخوان خربوا البلد؟!

وفي وقت سابق شن نشطاء هجومًا لاذعًا على قضاء الانقلاب الشامخ، عقب قرار الأخير بحبس شقيقة الدكتور باسم عودة 3 أشهر مع الشغل وكفالة 5 آلاف جنيه؛ بزعم التعدى على ضابط، وجاءت ردود أفعال المغردين والنشطاء غاضبة ومستنكرة، حيث كتبت فاطمة حسين تدوينة قالت فيها: “عشان أخت الراجل اللى قال إن المصريين يستحقوا حياة كريمة وأكل صحي وقمح مش مسرطن، بس أنت غلطان إحنا مانستحقش غير بلحة”.

ومن الواضح تماما أن المؤسسة العسكرية راعية الفساد، لا تخدم بأي شكل من الأشكال مصالح المجتمع المصري، بل على العكس تماما تعمل جاهدة للإضرار به، ولا تخدم مصالح مصر الوطنية، بل على العكس من ذلك، تخدم أعداء الوطن، وأصبحت المؤسسة ودون حرج، الحليف الحميم للكيان الصهيوني، وهي المؤسسة التي تصدت للإرادة الشعبية ولثورة يناير، فانقلبت على الرئيس الشرعي محمد مرسي واختطفته، هذا الرئيس الذي مثّل انتخابه ولأول مرة إرادة الشعب، ومن هذا المنطلق لدى الشعب الحق الكامل في مناهضة هذه المؤسسة وإنهاء هيمنتها وفسادها، من أجل إنقاذ مصر.

سقوط خدعة السيسي

ولا يزال في مصر كثير من المخدوعين، ممن يرددون “اضرب يا سيسي”، و”علق واسلخ يا سيسي وإحنا وراك”، أو ممن يقولون “السيسى حلو بس اللى حوليه وحشين” ، و”السيسى بيحارب الفساد بس مش قادر علية”، ورغم كل قضايا الفساد التي تكشف في كل يوم عصابة السفيه السيسي، ورغم سيطرة الجيش علي كل مؤسسات الدولة، يري البعض من مؤيدي الانقلاب العسكري ، أن السفيه السيسي لا دخل له بكل هذا الفساد ، رغم وضوح الرؤية ووضوح نوايا السفيه السيسي في تدمير البلاد.

ومن أبرز الفاسدين الذين يمرحون حاليًا برعاية السفيه السيسي، حيث كان متهمًا بالفساد في قضية القصور الرئاسية ، وهو الرئيس السابق للمقاولون العرب “إبراهيم محلب”، والذي هرب خارج مصر ولم يعد سوى في يوليو 2013 ، حينما طمأنه السفيه السيسي بعدم ملاحقته قانونيًا بل ووعده بتعيينه وزيرًا للإسكان في حكومة الببلاوي ، ثم بعد ذلك تولى “محلب” رئاسة الوزراء لاحقا مرتين مرة في عهد الطرطور “عدلي منصور” ومرة أخرى في عهد السفيه السيسي، وبعد ذلك عينه السفيه السيسي بمنصب مستشار للفناكيش القومية، ورئيس لجنة حصر أملاك الأوقاف ، ورئيس لمسجد الحسين ، ورئيس لجنة استرداد الأراضي.

ومنذ اختراع مسمى”المواطنين الشرفاء” أصبح الفساد في مصر محمياً بقوة سلطة الانقلاب، وسيداً ومدللاً، تُفتح له الأبواب والنوافذ، يدخل ويخرج بكلّ حرية، ما دام يلتزم بطقوس “تحيا مصر” صندوقاً كبيراً لإخفاء الجرائم والسرقات، ولم يُعرف عن السفيه السيسي أنّه ضد الفساد، بل على العكس من ذلك، هو يقود عصابة تمثل فرصة العمر للفاسدين، يفدون إليه من فج عميق، للمساهمة بفسادهم في خدمة وطن مسروق.

“كل الفاسدين مع السيسي” نطق بها سيساوي من الوزن الثقيل، بعد عام من انقلاب السفيه السيسي، وعندما تكون الشهادة من واحد من صانعي سيناريو زمن السيسي، المخرج محمد العدل، فإنّ لها وجاهتها، وانتقد الدكتور أحمد مطر، ‏رئيس المركز العربى للبحوث السياسية والاقتصادية‏، صمت البعض عن فساد العسكر لمدة 60 عاما، ثم مهاجمة الإخوان ومطالبتهم بإصلاح ذلك الفساد خلال عام واحد.

وقال مطر :”الإخوان فشلوا.. قلت: بل كشفوا أنك كنت جبانا منافقا، وضعت في فمك 60 سنة.. ثم تطلب منهم في سنة واحدة إصلاح تخريب العسكر وفساد الشرطة وخيانة الإعلام واختراق القضاء وتدمير الاقتصاد وتخلف الحكومة وعمالة الكنيسة وتغييب الأزهر وانبطاح الأحزاب وغفلة الشعب”.

عائلة فاسدة

وفي السياق أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، والدكتور محمد البلتاجي وأحمد عبد العاطي مدير مكتب الدكتور مرسي، وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية صفوت عبد الغني؛ عن جدوى المصالحة مع عصابة الانقلاب، معتبرين أنها تمثل طوق نجاة لنظام يتهاوى، طبقا لما نقل عنهم في إحدى جلسات المحاكمات الهزلية.

وراهن الدكتور بديع خلال وجوده في قفص المحاكمة على أن الانهيار الاقتصادي والأزمة والإجراءات التعسفية التي أقدم عليها السفيه السيسي، وتقليصه الدعم إلى الحد الأدنى، كل ذلك سيولد انفجارا شعبيا جارفا -حتى لو تأخر- بشكل يعجل بسقوط هذا الانقلاب الذي يفتقد أبسط معايير النظام السياسي، بل وتحول إلى حكم فرد مستبد يدير البلاد بإرادة منفردة بعد أن تخلى عن أغلب أنصاره وعصف بكثير منهم.

واستعرض تقرير نشره موقع “أسرار عربية” فساد أبناء السفيه السيسي الأربعة بما فيهم الابنة الصغرى “آية”، التي يقول التقرير إنها متزوجة من ضابط كبير في الجيش، ويسود الاعتقاد بأنها متورطة مع زوجها في جريمة قتل الملازم أول رامي الجلجلي في العام 2014، وأن جريمة القتل تمت بإطلاق الرصاص عليه من مسدس زوجها، ومن ثم تم إبلاغ ذويه بأنه قتل في رفح، رغم أن عائلته تعرف أنه قتل في القاهرة ولم يكن يخدم في رفح أصلا.

يشار إلى أن الفساد في مصر كان أحد أهم الأسباب التي أشعلت ثورة 25 يناير 2011، عندما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع من أجل الإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك، ومنحوه حينها لقب “المخلوع”، وقد تمت إحالته مع أبنائه إلى المحاكمات بسبب الفساد ونهب أموال المصريين، إلا أن عصابة السفيه السيسي أخرجتهم جميعهم براءة وحاكمت ثوار 25 يناير وحكومة الرئيس محمد مرسي.

ويشير تقرير نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية أن مسئولي عصابة الانقلاب خبئوا عن العيان 94 مليار دولار على الأقل من أموال الدولة في حسابات غير مراقبة في المصرف المركزي والمصارف التجارية الحكومية، ويطلق على تلك الأموال اسم “الأموال الخاصة”، وأنها أنفقت مع نهاية السنة المالية 2012-2013 من قبل هيئات حكومية مثل وزارة الداخلية وهيئة مكافحة الفساد التي شكلها العسكر.