مغلق بأوامر الصهاينة.. السيسي يتاجر بمعبر رفح 

- ‎فيتقارير

بات معبر رفح عنوانًا للضغط على الحكومة المنظمة لشئون قطاع غزة، في شكل إحكام الحصار على المعابر من الجانبين المصري ودولة الاحتلال، وعليه يستمر حديث الشارع الغزاوي أولًا عن الأموال متى تدخل، والعقوبات العباسية متى تُرفع، والمعبر متى يُفتح!.

ويمثل إغلاق المعبر أحد مظاهر الإخفاق في إنهاء الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” من جهة، وحركة “حماس” التي تدير غزة من جهة أخرى.

وتستغل سلطات الانقلاب في مصر المعبر للاصطفاف إلى جوار محمود عباس، ليعلن وهو في القاهرة عن سحب موظفي المعبر، ليغلق المعبر بناء على اتفاقية عقيمة هزمها الرئيس محمد مرسي وحكومته في 2012، في حين يضغط السيسي على المقاومة لصالح الصهاينة، فيرفض عمل ميناء لغزة، ويحول المعبر إلى سبوبة للعسكر, بمبدأ “ادفع تخرج”.

وللمعبر أهمية كبيرة لأكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة، في ظل استمرار حصار إسرائيلي للقطاع الفلسطيني، منذ عام 2006؛ ما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع المعيشية والصحية.

السيسي يغلقه

ورغم التصريح الدبلوماسي الذي أطلقه الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس، عن فتح المعبر قبل أيام، واعتباره أن “إغلاق معبر رفح ليس أمرا سياسيًا، والجانب المصري أكد أنه سيتعامل مع الوضع الجديد في المعبر بعد انسحاب موظفي السلطة”، إلا أن تصريحات صدرت اليوم عن فصائل فلسطينية تدعو إلى فتح المعبر بناء على ما تقدم من وعود من المخابرات المصرية التي زارت القطاع قبل أيام.

فقال القيادي في حماس عصام الدعليس، للمركز الفلسطيني للإعلام، إنه: “خلال زيارة الوفد المصري الأخيرة لغزة وعد الوفد المصري بفتح المعبر خلال أيام، معربًا عن استغرابه من تأخير الجانب المصري لوعوده بفتح معبر رفح حتى اللحظة، والسماح بعودة العالقين فقط دون مغادرة أحد من القطاع؛ أملا في أن يتم فتح المعبر خلال الأيام القادمة”.

وقال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، عضو المكتب السياسي: إن السلطات المصرية وعدت الحركة بإعادة فتح معبر رفح البري، جنوبي قطاع غزة، في الاتجاهين خلال أيام.

وأضاف عزام، “خلال الزيارة الأخيرة لوفد من حركة الجهاد لمصر (الأسبوع الماضي)، أكدت لنا السلطات المصرية أن معبر رفح سيظل مفتوحًا بقرار من أعلى المستويات في الدولة، وأن المسألة مسألة أيام”.

وتابع عزام أن الجانب المصري يفضل عودة موظفي هيئة المعابر والحدود التابعة للسلطة الفلسطينية إلى المعبر.

فيما أوضح عضو المكتب السياسي للجهاد وليد القططي، أن المخابرات المصرية أبلغت قيادة الحركة بقرار مصر لفتح معبر رفح بالاتجاهين قريبا، مضيفا أن القرار اتخذ من أعلى المستويات في مصر وخاصة من السيسي، والسلطات المصرية تفضل عودة موظفي السلطة.

ميناء غزة

وفي أغسطس الماضي، وعد السيسي بحسب نشطاء حركة حماس أنه في الوقت الراهن سيخدم ميناء بورسعيد قطاع غزة حتى يتم الاتفاق حول بناء ميناء خاص بالقطاع، والهدف ليس أكثر من احتكار بيع وتصدير جميع المنتجات الغذائية ومواد البناء للقطاع والمحروقات، فضلا عن خدمته الصهيونية.

ويعطل السيسي في ظل ذلك معبر رفح، إلا أن احتكار سفر المعتمرين والحجيج من القطاع مسئوليته، فكانت آخر مرة فتحه السيسي في أغسطس الماضي لأربعة أيام، بسماحه بعبور 3000 حاج من غزة إلى ميناء القاهرة الجوي.

وكشفت مصادر صهيونية عن أن السيسي عارض من حيث المبدأ فكرة إنشاء ميناء بحري في غزة يكون بوابة لهم نحو العالم, بادعاء أن الميناء سيضر الأمن القومي المصري!.

فمن جانبه، قال المحلل العسكري الصهيوني عاموس هرئيل: إن العداء المشترك بين مصر والأردن والاحتلال، لكل من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وتنظيم الدولة، يعزز التعاون بين هذه الدول الثلاث، مشيرا إلى أن الكيان سيجد صعوبة في إقناع مصر بمنح تسهيلات اقتصادية لحركة حماس، بما فيها بناء ميناء بحري. مشيرا إلى أن المصريين “أكثر تصلبا” من إسرائيل تجاه قيادة “حماس”.

في حين كانت هناك دعوات صهيونية بهدنة مع حماس والسماح بميناء بحري في غزة، وكشف تقرير بثته القناة العاشرة العبرية، في يوليو 2015، عن وجود قناعة كبيرة لدى جيش الاحتلال، تؤيد اتفاق تهدئة طويل المدى، يصل إلى عشر سنوات، مع حماس في قطاع غزة، مقابل السماح ببناء ميناء بحري في للقطاع المحاصر.

لا تنازل

وفي تصريح له حول ميناء غزة، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في يونيو 2016: إنه متمسك بمطلب إقامة ميناء في قطاع غزة لكسر الحصار الصهيوني المستمر منذ 10 أعوام. معتبرا أن “إقامة ميناء غزة هو أمل الشعب الفلسطيني لكسر الحصار”.

في حين اصطفت حكومة عباس مع الصهاينة والسيسي، واعترف رئيسها “رامي الحمد الله”، بأن السلطة في رام الله، تقف ضد مساعي إقامة ميناء أو مطار في قطاع غزة!، وقال الحمد الله- في مقابلة مع صحيفة “الحدث” الإلكتروني، اليوم الثلاثاء: “لن يكون هناك لا ميناء ولا مطار في قطاع غزة”.

وتجاهد كل من تركيا وقطر بحسب علاقتهما مع الكيان الصهيوني ومع جامعة الدول العربية، في سبيل إنشاء ميناء فى غزة، كما أعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق أنه مستعد لتمويل بناء مطار وميناء بغزة، وذلك في تصريح لمدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في قسم العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية كريستيان بيرجر.