هل اقترب أردوغان من كتابة نهاية “بن سلمان”؟

- ‎فيتقارير

يبدو أن ما هو قادم سيكون مرعبًا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكثر مما مضى، حيث كشفت مصادر تركية عن قيام رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان بزيارة سرية للولايات المتحدة، قام خلالها بعقد اجتماعات مع نظيرته الأمريكية جينا هاسبيل وأعضاء بمجلس الشيوخ؛ للتباحث في قضية مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت المصادر التركية، التي تحدثت لصحيفة “خبر ترك”، إن الحديث بين أعضاء مجلس الشيوخ ومدير المخابرات التركية تركز على جوانب في عملية اغتيال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول بناء على طلب بعض المشرعين الأمريكيين، مشيرة إلى أنه أحاطهم بمعلومات إضافية حول تفاصيل الجريمة.

وقالت افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست: “لقد كذب السفير السعودي خالد بن سلمان، وشن حملة ملحمية من الأكاذيب على وجه الخطأ حول مقتل خاشقجي، والآن لديه الوقاحة للعودة إلى واشنطن، وهو بشكل قاطع شارك في التغطية على الجريمة، ومصداقيته الآن صفر”.

غير محترم!

ولفتت المصادر إلى أن مدير المخابرات التركي التقى أعضاء الكونجرس بشكل سري، وأوضحت أنه من غير المعلوم إن كانت زيارة “فيدان” إلى الولايات المتحدة بدعوة من الجانب الأمريكي أم مبادرة شخصية منه، وأضافت أن الزيارة قد تكون ردًّا على زيارة رئيسة المخابرات الأمريكية “سي آي إيه” إلى تركيا في وقت سابق.

يقول الناشط السياسي محمد علي العبيد: “عودة السفير السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن يدل على أن هناك صفقة سعودية مع الإدارة الأمريكية؛ لأن السفير السعودي من المتهمين في استدراج خاشقجي إلى تركيا لقتله”.

وفي تصعيد جديد داخل الكونجرس الأمريكي ضد النظام السعودي فيما يخص ملف خاشقجي، صبّ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “بوب كوركر” جام غضبه على سفير السعودية لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان، وقال “كوركر” في تصريحات للصحفيين: إنه لا يحظى بأي احترام لديه ولا يثق فيه، وإنه لا مصداقية له.

وأضاف أنه كان يتوجب على الأمير خالد عدم العودة إلى واشنطن، وقال “آخر مرة تحدثت فيها إلى السفير السعودي قال لي ما هو مغاير للحقيقة.. لا مصداقية له عندي، ولو كنت مكانه ما عدت إلى هنا”.

ومع قيادته للاتجاه الداعي لضرورة معاقبة “بن سلمان” داخل الكونجرس، ودعوته لإزاحته عن ولاية العهد لتأكده من تورطه في اغتيال خاشقجي، نشرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية تقريرًا كشفت فيه عن دور السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في الإطاحة بأنظمة عربية سابقة، واصفة إياه بالمثابر في تحقيق هدفه.

يقول الناشط السياسي محمود فتحي: “عودة خالد بن سلمان جاءت بناء على نصيحة شركة العلاقات العامة لتبدو الأمور أنها عادت لطبيعتها قبل اغتيال خاشقجي، مجرد محاولة بائسة وفاشلة لتخطي الأزمة ولكن لن تنجح”.

وقالت الوكالة الأمريكية، في تقريرها، إن السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا دعم ونجح في إزاحة الحكام من الدول الخصوم للولايات المتحدة، مثل العراق وليبيا، مشيرة إلى أنه يريد الآن قيادة جديدة للسعودية، التي تعد من أهم الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.

عدم تساهل أنقرة

ولفتت الوكالة إلى وصف “جراهام” لولي العهد السعودي بالقوة الهادمة، بعد تلقّيه ومجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ إحاطة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، بشأن عملية قتل جمال خاشقجي، في أكتوبر الماضي، وأكدت مواقف وتصريحات تركية رسمية عدم تساهل أنقرة مع محاولات التغطية على قضية مقتل خاشقجي، التي أصبحت تحاصر “بن سلمان” أينما حل وارتحل.

وقال السيناتور الجمهوري، في مؤتمر صحفي عقب استماعه للإحاطة: “إن كانت الحكومة السعودية ستصبح في يدي هذا الرجل لفترة طويلة مقبلة، فإنّي أجد صعوبةً كبيرة في أن أتمكَّن من متابعة العمل معه؛ لأنَّي أعتقد أنَّه مجنون، أعتقد أنَّه خطير ووضع هذه العلاقة في خطر”.

وما حدث في قمة العشرين لم يمنع المسئولين الترك من تأكيد إصرارهم على استكمال التحقيق في الحادثة، وصولا إلى الحقيقة، ولعل هذا ما تؤكده الحكومة التركية والمواقف الرسمية الأخرى التي تلوح بنقل الأمر إلى أروقة الأمم المتحدة والقضاء الدولي.

وبدا الرئيس أردوغان غاضبا لعدم تطرق زعماء العالم للقضية بشكل كاف، وقال: “لو سنحت لي الفرصة لكي أرد على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة العشرين بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي لواجهته بالأدلة”، هذا ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب انتهاء قمة العشرين بالأرجنتين، فهل اقترب أردوغان من كتابة نهاية بن سلمان؟.