هل تنجح فكرة تكوين لوبي مصري يلجم العميل “السيسي”؟

- ‎فيتقارير

لماذا الصهاينة لهم كل هذه السطوة على ترامب رئيس أمريكا التي تحكم العالم، ولماذا لا يكون للعرب وللمصريين مثل هذا النفوذ أو نصفه أو ربعه أو عُشره، لماذا ولدي العرب خصوصا الخليج المال الوفير، وبلاد العرب كثيرة، والشعوب غفيرة، والمواقع إستراتيجية، والجاليات ممتدّة في كلّ أصقاع الأرض، لماذا لا يستطيع المصريون بالخارج تنظيم انفسهم، وتأسيس مجموعات ضغطٍ حقيقية تؤثر على قرارات الكونجرس، وتلجم جنرال إسرائيل السفيه السيسي؟

طالما تمنّي المصريون أن يكون لهم “لوبيّ” قويّ، ينهضُ بقضاياهم العادلة في الخارج، ويغنيهم بخوض الصراعات السياسية هناك، عن كثيرٍ مما يعانونه جرّاء الانحياز الأعمى لانقلاب العسكر، وسيطرة إسرائيل وغيرها على القرار في مصر، ويبدو أنه قد حصل أخيرًا شيء من هذا، وصار للمصريين من يفكر في التأثير في الولايات المتحدة، إذ فتح الفنان عمرو واكد الطريق بطرح فكرة تكوين لوبي مصري.

معاناة المصريين

يقول الفنان عمرو واكد في تغريدة رصدتها “الحرية والعدالة” على موقع تويتر:” لا يوجد أي عار في الاجتماع بأعضاء الكونجرس الأمريكي لإبداء الرأي ولتعزيز مصالح الشعب المصري لدى دول العالم الأول مثل ما تفعله جميع اللوبيهات. العار هو ألا يكون هناك رأي غير رأي المغتصب وأن تؤخذ مصر بكاملها بأخطاء النظام الفاشل. اتحدوا وكوني لوبيهات تضغط لمصالح الشعب المصري”.

وردا على سؤال هل الكونجرس الأمريكي تهمه مصلحة الشعب المصري؟، رد واكد بالقول:” أمال كل لوبيهات العالم بتعمل ايه معاهم؟ يعني انت شايفة انك أفضل تبقي متفرجة وتشوفي بيعينك الغلط وتقولي مش مهم؟ شرف المحاولة لتصليت الضوء على معاناة الشعب المصري وربطه الواقعي بمصلحتهم التي تتهدد في ظل ما يحدث هو أفضل بكثير من التراجع وقول “وهم يعني يهمهم؟”.

وما يطرحه الفنان عمرو واكد ليس ضربا من خيال، فهناك لوبيهات عربية إلا انها تمارس أدوارا صهيونية أكثر من إسرائيل نفسها، وهو ما جعل المحقق الأمريكي الخاص “روبرت مولر”، الذي يحقق في قضية التدخل الروسيّ في الانتخابات الأمريكية، يفتح تحقيقًا جديدًا في سعي دولة الإمارات العربية لشراء النفوذ السياسيّ بالولايات المتحدة.

لوبيهات متصهينة

يبحثُ التحقيق في أنشطة رجل الأعمال الأمريكيّ اللبنانيّ جورج نادر، مستشار وليّ عهد “أبو ظبي” محمد بن زايد، ويُشتبه في كونه قاد دورًا محتملًا للإمارات في “شراء التأثير السياسي بالولايات المتحدة”، ويبدو أن العرب نجحوا بأموالهم أن يكون لهم نفوذٌ في أروقة السياسة الأمريكية.

لكن الفرحة سُرعان ما تتبخر عند الدخول قليلًا في تفاصيل التدخل العربيّ الجديد في صناعة الواقع السياسيّ الأمريكيّ، إذ تكشفُ الصحافة الأمريكية أن التحقيق يدور مع نادر حول دورٍ للإمارات في تمويل حملة “ترمب”!

إنّ التدخل العربيّ المقصود لم يكن لخدمة قضايا العرب أو لمساندة من يقف معهم، بل كان عبارةً عن تمويل حملةٍ انتخابيّة لأشدّ رؤساء أمريكا تصهينًا، وأعظمهم عداءً للعرب والمسلمين، غير بعيدٍ من هذا تقع رسائلُ بريد سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة.

إذ كشفت عن صلات وثيقة بلوبيات صهيونية شديدة العداوة للمسلمين، مثل “منظمة الدفاع عن الديمقراطيات”، كما أظهرت جهود الإمارات الحثيثة في التحريض على جيرانها مثل قطر والكويت، أو على دول إسلامية أخرى مثل تركيا، والتركيز على “الخطر الإيراني”، مع التورّط في شيء من الدفاع عن “إسرائيل”، ومواجهة حركات المقاومة والمقاطعة التي تنشط ضدّها.

لوبي صفقة القرن

أخبارٌ أخرى تذكرُ المساعي الأمريكية العربية في إنفاذ “صفقة القرن”، لتصفية القضية الفلسطينية، مرّة وإلى الأبد، تقوم على إنشاء دولةٍ فلسطينية عزلاء في غزة وأراضٍ من سيناء، وتثبيت السيادة الصهيونية على الضفة والقدس، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول شتاتهم، وإعفاء “إسرائيل” من أي تنازلٍ يمكن أن تقدمه على طريق “الحل النهائي”.

على ذات النهج يسيرُ السعوديون من خلال محاولة إنشاء لوبيّ خاصّ بهم، ثمة وجوه إعلامية سعودية يُدفع بها في المحافل الأمريكية في السنوات الأخيرة، لا شُغل لهؤلاء إلا التحريض على دول الجوار، والتحذير من إيران، والدعوة للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني! في تناغمٍ كامل مع الخطابين الإماراتيّ و”الإسرائيلي”.