قالت قناة “سي إن بي سي” الأمريكية، نقلا عن مصادرها الخاصة التي وصفتها بالمطلعة، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هددت الحكومة التركية وضغطت من أجل تخلّيها عن صفقة منظومة الصواريخ “إس 400” الروسية لصالح اقتناء منظومة الصواريخ الأمريكية “باتريوت”.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن المصادر قولها: “بحلول نهاية الأسبوع الأول من يونيو، يتعين على تركيا إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع روسيا، وشراء نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الذي يصنع في الولايات المتحدة الأمريكية، أو مواجهة فقدانها الحصول على 100 مقاتلة من طراز “إف-35″، وفرض عقوبات أمريكية، فضلا عن رد فعل محتمل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
وردًّا على هذه التهديدات وتأكيدا بتصميم أنقرة على الحصول على منظومة الصواريخ الروسية، أعلن وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” عن أن طاقمًا عسكريًّا تركيًّا توجه إلى روسيا لبدء التدريب على استخدام منظومة صواريخ “إس- 400” الدفاعية.
جاء ذلك خلال لقائه في مأدبة إفطار، مساء أمس الثلاثاء، ممثلي وسائل الإعلام في العاصمة أنقرة. وأوضح أكار- بحسب وكالة الأناضول- أن تركيا عُرضة لتهديدات جوية وصاروخية، وأن من حق أنقرة البحث عن أنظمة دفاعية لحماية مواطنيها من تلك التهديدات. وأكد أن منظومة “إس 400” الروسية دفاعية وليست هجومية، وأن الغاية من شرائها حماية البلاد من أي اعتداء جوي أو صاروخي.
وأضاف أن ربط الجانب الأمريكي مصير مقاتلات “إف 35” بشراء منظومة “إس 400” الروسية أمر لا يمكن فهمه. وبيّن أنه لا يوجد أي بند في عقد الشراكة لتصنيع “إف 35″، يحظر على الشركاء شراء منظومات روسية.
يشار إلى أن تركيا قررت عام 2017، شراء منظومة “إس 400” الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية من الولايات المتحدة.
وتتصاعد حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة بسبب قرار أنقرة شراء منظومة الدفاع الصاروخي “إس-400”. وتزعم واشنطن أن المنظومة الدفاعية الروسية لا تتوافق مع أنظمة “الناتو”، وتقول إن شراء أنقرة لتلك المنظومة يعرض مقاتلاتها من طراز “إف-35” للخطر.
بينما تقول أنقرة إن المخاوف الأمريكية مبالغ فيها، وتحث واشنطن على تشكيل مجموعة عمل لتقييم المخاطر التي قد تمثلها منظمة “إس-400” على المقاتلة “إف-35”.
وأكدت تركيا أنها لن تتخلى عن صفقة شراء “إس-400″، وأن الدفعة الأولى من صواريخ تلك المنظومة ستصل إلى البلاد يوليو/تموز المقبل. وتم توقيع اتفاقية توريد “إس-400” لتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2017. وتحصل تركيا بموجب هذه الاتفاقية على قرض من روسيا لتمويل شراء المنظومة جزئيًّا.
