800 صنف دوائي اختفت من الصيدليات.. المرضى فى خطر بسبب غباء العسكر

- ‎فيتقارير

“مافيا الدواء”

بدوره، حذَّر الدكتور أحمد فاروق، أمين عام نقابة الصيادلة السابق، من استمرار تحكم مافيا الدواء في السوق المحلية، مشيرًا إلى تسبب تلك المافيا في اختفاء عشرات الأصناف الدوائية من الصيدليات.

وقال فاروق، في تصريحات إعلامية، إن عشرات الأصناف غير موجودة في الصيدليات”، مشيرا إلى أن المريض يتعرض الآن لمؤامرة بسبب مافيا الدواء، مطالبًا “صيادلة البرلمان” بتقديم طلبات إحاطة عاجلة لوزير الصحة عن نقص الدواء؛ نظرًا لمسئوليته عن تفاقم الأزمة.

أدوية على الرصيف

ارتفاع أسعار الدواء بما يتجاوز قدرات المرضى الفقراء دفع كثيرا منهم إلى البحث عن بديل، ومن ثم وجدت الأسواق الشعبية التي تعرض بعض الأصناف الدوائية كثيرة الاستخدام رواجا غير مسبوق، وهو ما يفسر حالة الزخم التي فرضت نفسها مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الصور المتداولة لأدوية تباع على الأرصفة والطرقات شأنها شأن السلع والأجهزة المستخدمة.

وتنتشر هذه الظاهرة في عدد من الأسواق المصرية الشهيرة في مناطق السيدة عائشة بالقاهرة، وشبرا الخيمة بالقليوبية، وسوق إمبابة بالجيزة، حيث يفترش الباعة علب الدواء على الأرض بأسعار رخيصة جدا مقارنة بما هي عليه في الصيدليات، الملفت للنظر في هذه المسألة هو الإقبال الكبير عليها.

حياة المصريين على المحك

في عام 1992، نشر معهد الأمراض المعدية بالولايات المتحدة الأمريكي بحثًا علميًا تطرق إلى مخاطر تناول الأدوية منتهية الصلاحية أو المغشوشة. البحث حذر وبشدة من المخاطر الصحية الناجمة عن تناول هذه الأنواع من الأدوية، وفي مقدمتها أنها تقوم بتكسير كرات الدم البيضاء، وبالتالي تحطم جهاز المناعة بشكل كبير، وذلك بعد تدمير الصوديوم والبوتاسيوم فى خلايا الجسم، مما يؤدى لسرعة ضربات القلب فتحدث الوفاة.

وهذا ما أشار إليه الدكتور أحمد مصطفى، عضو الصيادلة، حيث الغالبية العظمى من المرضى المصريين فقراء، وهو ما يعمق من الأزمة، إذ باتت حياتهم في خطر حال لجوئهم إلى المصادر البديلة في الحصول على الدواء، خاصة مع تصاعد الأزمة الاقتصادية التي انعكست على الحياة المعيشية بصورة لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة، والتي زجت بما يزيد على ثلث المصريين في غياهب جب الفقر.

وبين مطرقة شركات الأدوية التي لا يهمها سوى مكاسبها المادية غير مبالية بحياة المرضى، وسندان تجاهل وزارة الصحة الراضخة لإملاءات وشروط أصحاب تلك الشركات، وفقدانها دورها الرقابي المفترض، يقبع الملايين من المصريين محدودي الدخل في انتظار الموت البطيء ما لم يحدث طارئ.

ليس لها بدائل

فى السياق ذاته، قال الدكتور حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية: إن “هناك نقصًا شديدًا في أدوية ليس لها بدائل بالسوق المصرية مثل الهرمونات وحبوب منع الحمل وبعض القطرات المستوردة”.

وأوضح “البدوي”، خلال لقائه ببرنامج “هذا الصباح”، عبر فضائية “cbc extra”، “لدينا نقص في مشتقات الدم، ومصر ليس لديها صناعة مشتقات الدم، ووقعنا تحت رحمة شركات الأدوية لأننا لا نملك البديل”.

وتابع: “كان هناك مصنع وحيد فى مصر لإنتاج المحاليل الطبية، ويكفي حاجة المرضى بمصر بنسبة 60%”، موضحًا أن المصنع تعثر منذ عامين في “تشغيلتين”، وعلى الفور صدر قرار بإغلاق المصنع، مما أثر على المحاليل في مصر”.