إطلاق “صفقة القرن” من البحرين بمشاركة صهيونية وغياب المعارضين

- ‎فيتقارير

تتجه الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر خطتهما لـ”السلام في الشرق الأوسط”، بالمنطق الاقتصادي ذاته الذي يتعامل معه الرئيس الأمريكي مع معظم الملفات السياسية، على اعتبار أن المشكلة الأساسية لدى الشعب الفلسطيني هي الحالة الاقتصادية المتردية وليس الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.

وأعلن البيت الأبيض في إطار مساعي ترامب هذه، أمس الأحد، انطلاق خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، من العاصمة البحرينية، المنامة، في 25 يونيو المقبل، على شكل ورشة اقتصادية دولية “هدفها تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية” المحتلة.

شراء العقد

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في هذا الصدد، إن ترامب وصهره، يحاولان “شراء طريقهما من أجل عقد الصفقة”، حيث يتمحور المؤتمر الاقتصادي حول “تأمين” التزامات مالية من دول الخليج العربي الغنية، وكذلك الجهات المانحة وآسيا، لحث الفلسطينيين و”حلفائهم” على تقديم تنازلات سياسية للاحتلال الإسرائيلي، دون التطرق إلى الملفات السياسية.

وأشار البيت الأبيض إلى أنه يسعى للحصول على عشرات المليارات من الدولارات لكنه لم يحدد رقمًا دقيقًا؛ لكن قيل للدبلوماسيين والمشرعين إن الهدف هو الحصول على 68 مليار دولار وتقديمهم للفلسطينيين ومصر والأردن ولبنان.

وتأتي هذه الخطوة في وقت أصبح الانحياز الأمريكي لإسرائيل في غاية الوضوح، خصوصا بعد أن تسلم ترامب رئاسة الولايات المتحدة، والذي قام بدوره بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للأولى، وقطع الدعم الأميركي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونورا”، وغيرها من الممارسات الداعمة للاحتلال.

بيزنس صهيوأمريكي

وشككت شخصيات أمريكية بجدوى خطّة ترامب وصهره، ومن بينهم المفاوض السابق في الشرق الأوسط، ديفيد ميلر، الذي قال: “لو تمكنت الولايات المتحدة (في الماضي) من شراء السلام في الشرق الأوسط، كانت ستفعل ذلك من قبل”، مؤكدا أن هذه الخطوة الاقتصادية التي لا تشمل أي تحريك للملف السياسي سوف تجعل الأميركيين “يخسرون نفوذهم” في عملية “التفاوض”.

وقالت الصحيفة إن الجوانب السياسية لـ”صفقة القرن” ستُناقش في موعد غير مُعلن عنه بعد، لكن معظم الدلائل تُشير إلى أنها لن تتضمن إنشاء دولة فلسطينية.

وأكدت أن ترامب وكوشنر يتعاملان بنهجهما كرجلي أعمال، فإنهما يأملان أن يستخدما أموال الآخرين (الخليج) لتحقيق أهدافهما.

بوابة البحرين

ولم تحدد الإدارة الأمريكية الدول التي ستشارك في المؤتمر الاقتصادي في البحرين، لكن مصادر إعلامية إسرائيلية أشارت إلى أن الخطة تنص على أن تتم دعوة إسرائيل إلى المؤتمر الاقتصادي التمهيدي لـ”صفقة القرن” في المنامة، على أن يحضرها وزير المالية الإسرائيلية، موشيه كاحلون، بالإضافة إلى صحفيين إسرائيليين.

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، اليوم الإثنين، إنه لم تتم استشارة الحكومة “حول الورشة المذكورة، لا من حيث المدخلات ولا المخرجات، ولا التوقيت”، مؤكدا أن حل الصراع في فلسطين لن يكون إلا سياسيا.

علاوة على ذلك، فقد لفتت “نيويورك تايمز” إلى أن الحصار الخليجي لقطر، والتي كانت بمثابة “الممول الرئيسي للفلسطينيين على مدار السنوات الماضية”، يشير إلى أن قطر قد لا تحضر المؤتمر.

كما أنه من غير المتوقع أن يشارك ترامب بمؤتمر البحرين، لأنه سيزور اليابان في تلك الفترة للمشاركة في اجتماع لمجموعة العشرين الاقتصادية. ومن المقرر أن يرأس وزير الخزانة ستيفن منوشين الوفد الأميركي، وسيتم تمثيل الدول الأخرى بوزراء المالية، وليس وزراء الخارجية، للتأكيد على التركيز الاقتصادي.

وانتقدت تمارا كوفمان ويتس من مركز سياسات الشرق الأوسط بـ”معهد بروكينجز”، خطوة ترامب، وقالت إن الأمر يشبه بيع شقق ناطحة سحاب لم ترسم خططها بعد.

وأشارت إلى أن “خطر إطلاق رؤية اقتصادية دون الرؤية السياسية المصاحبة لها هو أن الكثير من الفلسطينيين يرون… أنها محاولة أخرى لشراء المطالب الفلسطينية الأساسية. وهذا قد يفسد البيئة لأي خطة سياسية عندما يُعلن عنها، في حال حدث ذلك”.

واعتبر المدير التنفيذي لـ”معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، روبرت ساتلوف، بعد مؤتمر شارك به كوشنر وتحدث عن خطته فيه، أن “الطريقة الوحيدة لحماية الجدوى طويلة الأمد لأفضل جوانب خطة كوشنر، هي قتل الخطة”.