جدير بالذكر أنه تم تأييد حكم الإعدام في يوم الأحد 25 نوفمبر الماضي، ضد 9 معتقلين في قضية اغتيال ” بركات”، على الأحكام الصادرة بحقهم بالإعدام، ليصبح بذلك الحكم الصادر ضدهم نهائيًّا باتًّا لا يجوز الطعن عليه مرة أخرى.
كانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد قد أصدرت حكمها في القضية يوليو 2017، غيابيًا وحضوريًا، بالإعدام شنقًا لـ28 متهمًا، والسجن المؤبد لـ15 آخرين، والسجن المشدد 15 سنة ل ـ8 متهمين، والمشدد 10 سنوات لـ15 متهمًا، فطعن المتهمون الحاضرون على الحكم أمام محكمة النقض.

التكييف الأمني
وخرجت مسرحية التكييف الأمني مفضوحة؛ حيث تضمنت بيانات داخلية الانقلاب، مسرحية “المؤامرة الكبرى” – التي نفذتها حماس و”الإخوان” لصيد النائب العام السابق هشام بركات – العديد من اللقطات المضحكة، رغم أنها من النوع “التراجيدي العنيف”، الذي يقابله الجمهور عادة بالبكاء من فرط التأثر؛ لأنها تضمنت تعذيبًا بشعًا تعرض له عدد من الشباب المختفين قسريا منذ فترة في مراكز الاحتجاز التي تديرها داخلية الانقلاب، ثم خروجهم باعترافات، معروف تماما كيفية الحصول عليها، إلا أن المسرحية كان ينقصها الإتقان في الإخراج، والذي ربما كان السبب فيه زيادة الفترة التي قضتها داخلية الانقلاب في البحث عن ضحايا لتلفيق التهمة لهم وإغلاق القضية؛ لوقف التساؤلات التي كانت تثور بين الحين والآخر عن سبب تأخر القبض على قاتلي النائب العام القتيل.
وربما كانت نقطة الضعف الأبرز في المسرحية الأمنية التي كتبت فصولها في “عواصم جهنم”، التي تشهد عمليات تعذيب لا تتوقف للمئات من أبناء الشعب المصري الرافضين للانقلاب؛ حيث نسي “الضباط” أنه سبق أن تم تسويق أخبار منذ فترة بأن المخطط والمنفذ لعملية الاغتيال ضابط سابق بالصاعقة، هو هشام علي عشماوي، ونشر الإعلامي الانقلابي أحمد موسى صورة شخصية وفيديو من داخل منزل “المتهم”، مؤكدا أن معلومات مؤكدة لديه تشير إلى أنه المخطط والمنفذ للعملية، داعيا كل المصريين إلى الإبلاغ الفوري عن أي شبيه للضابط السابق.
كما سبق ان تم تلفيق تهمة تنفيذ عملية اغتيال بركات لتسعة قيادات إخوانية جرى تصفيتهم، بمدينة السادس من أكتوبر بعد ساعات من اغتيال بركات.
5 أدلة للتلفيق
وفي مؤتمر صحفي مليء بالأكاذيب والفضائح، زعم وزير داحلية الانقلاب السابق مجدي عبد الغفار، في 6 مارس 2016 أن “قرار التكليف بالعملية صدر ممن وصفه بالإخواني الهارب يحيى السيد إبراهيم موسى، طبيب مطلوب ضبطه، قاد مجموعة كبيرة من كوادر التنظيم في مصر لارتكاب هذه العمليات، بحسب أكاذيبه، ومنها اغتيال بركات”.
وتعد اتهامات داخلية الانقلاب لحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين بالتورط في اغتيال النائب العام ليست الأولى من نوعها، حيث اعتادت سلطات الانقلاب تحميل جماعة الإخوان المسلمين كل مصائب وبلاوي وفشل وأكاذيب الانقلاب، وهو الأمر الذي جعل اتهامات وزير داخلية الانقلاب مدعاة للسخرية والتهكم على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.
1ـ الداخلية أعلنت تصفيتهم سابقًا
وذكرت «الأخبار»، أن أجهزة الأمن نجحت في تصفية من وصفتهم بـ”الإرهابيين”، وتم ضبط متفجرات وأسلحة كانت معدة لارتكاب عمليات إرهابية خلال الفترة القادمة، بحسب زعم الصحيفة.
وأوضحت – في تصريحات نقلتها عن مصادر أمنية بالوزارة- أن القوات داهمت الوكر الإرهابي بحدائق المعادي بعد تبادل إطلاق النيران استمر 9 ساعات، لقي خلاله الإرهابيان مصرعهما، وأصيب عدد من ضباط مكافحة الإرهاب الدولي.
وزعم المصدر الأمني للصحيفة أن المتهمين الذين تم تصفيتهم في هذا التوقيت هم من وراء اغتيال النائب العام السابق، وتفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة، وأنهم كانوا يجهزون لعملية إرهابية كبرى بوسط القاهرة، بحسب زعم الصحيفة.
2ـ صعوبة عبور الحدود بكل تلك المتفجرات
رواية “وزير داخلية الانقلاب” بأن حماس وراء عملية اغتيال وتصفية النائب العام، تكشف زيفها وبطلانها، حيث إنه على فرضية أن حماس متورطة، بحسب كذب الداخلية، فإن ذلك يعني أن الحركة قامت بإدخال طن متفجرات ومرت عبر الحدود، رغم أن الجيش منتشر بكثافة هناك، واخترقت كل تلك الحصون، ووصلت إلى موكب هشام بركات، وهي أساطير يصعب على العقل تصديقها.
3ـ كيف دخلت حماس مصر والأنفاق غارقة بالمياه؟
تساؤل آخر يدحض أكاذيب داخلية الانقلاب العسكري، وهو كيف دخلت حماس إلى مصر، والأنفاق إما مهدومة أو غارقة بالمياه، ومعبر رفح يكاد يكون مغلقا بشكل متواصل منذ الانقلاب العسكري وحتى اليوم؟، وبالتالي فرواية الداخلية مفضوحة وكاذبة جملة وتفصيلا.
4ـ كيف يصل طلاب لموكب النائب العام؟
تساؤل آخر يؤكد كذب وزيف رواية داخلية الانقلاب العسكري، وهو كيف لمجموعة طلاب من جامعة الأزهر- تفضهم قوات الشرطة بعربة مياه، أو بقنابل غاز إن خرجوا في مظاهرة سلمية- أن يخترفوا موكب النائب العام، وينفذوا عملية كبرى ربما تعجز أجهزة مخابراتية كبرى عن القيام بها؟!!.


5ـ صراع الأجنحة وراء الاغتيال والتلفيق
من جانب آخر رأى عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك صراعا واضحا داخل أجنحة نظام الانقلاب الدموي، وأن هذا الصراع هو من وراء اغتيال النائب العام، كما أنه وراء تلفيق التهم لجماعة الإخوان وتركيا وحماس.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تحليلًا لما جرى جاء كالآتي: