السجن أعاد الشباب لـ”مبارك” وأدخل “عنان” العناية المُركزة

- ‎فيتقارير

كشفت مصادر من أسرة رئيس هيئة الأركان السابق الفريق سامي عنان، والمعتقل منذ يناير الماضي، بسبب ترشحه في مسرحية انتخابات ما يسمى بالرئاسة أمام السفيه قائد الانقلاب، عن أن عنان يخضع لعملية جراحية دقيقة، دون أن تكشف تفاصيلها، وقالت المصادر إن العملية تمت بنجاح، مضيفة أن الفريق عنان أجرى العملية في إحدى المستشفيات العسكرية، وأنه سمح لأسرته فقط بزيارته.

كانت تسريبات سابقة حول ما حدث داخل سجن مزرعة طره، الذى ضم عددًا كبيرًا من رموز نظام المخلوع مبارك، قد أكدت أنه تم تخصيص حمامات بمياه ساخنة وباردة وبانيو لرجال ووزراء نظام مبارك المحبوسين، وعلى عكس هذه المعاملة كتب سمير عنان “نجل الفريق”، على حسابه الخاص في موقع التدوين المصغر “تويتر”، “يكملها الله على خير”، كما “حمد الله” وطلب من “الجميع الدعاء”، من دون توضيح تفاصيل.

مبارك ليس عنان!

بالعودة إلى المعاملة التي كان يتلقاها المخلوع مبارك وأفراد عصابته لم تكن الملابس التي يرتدونها خاصة بالسجن، بل كانت ملابس عادية ومخالفة لبقية ملابس المساجين. وقال مصدر من داخل السجن، إن الوزراء السابقين وأبناء المخلوع مبارك كانوا يعيشون في زنازين واسعة ويقوم على خدمتهم عدد كبير من المساجين، بينما يعيش السجناء الآخرون في زنازين ضيقة جدا حيث يتم تجميع أكثر من 18 مسجونا في زنزانة.

وتابع أن حبيب العادلي وزكريا عزمي وبقية وزراء عصابة مبارك، كانوا يعيشون بحرية كاملة ولا يتم تطبيق القوانين الخاصة بالسجن عليهم، حيث يصطف مجموعة من المساجين لإنهاء أعمال المساجين الكبار من كنس وتنظيف حتى تلميع الأحذية.

وذكر المصدر أن الضباط كانوا يقضون معظم أوقاتهم مع وزراء عصابة مبارك المساجين، حيث تم جلب شاشات عرض وكمبيوترات ومراوح، كما ينادون الوزراء بكلمة “معالي الوزير”. وأشار إلى أنه شاهد زوجة صفوت الشريف وهي تحضر صبغة شعر لزوجها أثناء زيارتها له، وأن إدارة السجن منعت ابن أنس الفقي أحضرت “ديب فريزر” ومرتبة “تاكي” لوالده أنس الفقي.

قتل بالبطيء

مقارنة بالأوضاع التي كانت عليها عصابة مبارك، تحدثت مصادر مقربة من عنان عن عدم استقرار حالته الصحية، ودخوله وحدة العناية الفائقة في مستشفى المعادي العسكرية جنوب القاهرة، بعد نقله إليها من السجن الحربي قبل أسبوعين، على إثر إصابته بعدوى في الرئة، وتردي الحالة العامة لصدره، خصوصا أنه كان يعاني قبل حبسه من أمراض صدرية متعددة.

وبحسب المصادر نفسها، فإن عنان لا يزال يقيم في إحدى غرف العناية الفائقة بالمستشفى، كما أن أسرته تزوره بانتظام، فيما يتولى أطباؤه الخاصون علاجه، لأنه كان معتاداً قبل حبسه على العلاج في المستشفى نفسها، وفقا لما نقلته صحيفة “العربي الجديد” اللندنية.

وسبق أن دخل “عنان” المستشفى العسكرية بالمعادي أكثر من مرة بعد حبسه، حيث كشفت المصادر عن أن وزير دفاع الانقلاب السابق، صدقي صبحي، كان يصادق على نقله بسرعة للمستشفى فور معاناته من أي عارض مرضي، على سبيل “العناية الاستثنائية بصحته”، حسب تصور قادة الجيش، باعتباره رئيسا سابقا للأركان، إذ أن المعتاد في مثل هذه الحالات أن يعرض المريض المحبوس أولاً على مستشفى السجن الحربي، الذي يقرر نقله إلى مستشفى المعادي أو أي مستشفى أخرى من عدمه.

كانت سلطات الانقلاب قد ألقت القبض على عمان، في 23 يناير الماضي، عقب 3 أيام من ترشحه في مسرحية انتخابات السفيه السيسي، التي أجريت في مارس الماضي، وفور إعلان ترشحه في مواجهة السفيه السيسي، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً تتهم فيه عنان بارتكاب جريمة التزوير، ومخالفة لوائح وقوانين الجيش، وإدراج اسمه في قاعدة بيانات الناخبين بدون وجه حق.

وأكد المجلس العسكري الأعلى راعي الانقلاب في مصر، وقتها أن عنان لا يزال مستدعى للخدمة بموجب قرار اتُّخذ مطلع 2012، وهو ما يستوجب حصوله على إذن مسبق قبل إعلان ترشحه للرئاسة، فيما نفى متحدث باسم عنان في حينه مخالفته أي قوانين، ويعد الفريق عنان أحد أعمدة الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.