بعد بيع “بيراميدز” لمنصور بن زايد.. هل انتقلت الهيمنة الرياضية من السعودية للإمارات؟

- ‎فيتقارير

كشف الصحفي الرياضي “علي السيسي”، مدير تحرير “المصرى اليوم”، أن تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، الرئيس السابق لهيئة الرياضة السعودية، سيقوم اليوم بتوقيع عقد بيع نادي بيراميدز الرياضي لشركة إماراتية يملكها منصور بن زايد والتي تمتلك نادي مانشستر سيتي.

وقال السيسي فى تصريحات تلفزيونية ،إن آل الشيخ مالك فريق بيراميدز سيوقع في ابو ظبي عقد البيع، ولكنه لم يذكر تفاصيل الصفقة وقيمتها.

كان آل الشيخ، قد كشف في تصريحات تليفزيونية مؤخرا، أنه تلقى عرضا مغريا لبيع نادي بيراميدز من مستثمر خليجي، دون ذكر اسمه، لكنه ذكر أن قيمة الصفقة قد تصل إلى 450 مليون جنيه، وأكد بقاء لاعبي الفريق المُحترفين وفي مقدمتهم البرازيلي كينو.

كان آل الشيخ، قد اشترى نادي بيراميدز من صاحبه رجل الأعمال محمود الأسيوطي، خلال شهر يوليو الماضي، قبل انطلاق الموسم الحالي مقابل 100 مليون جنيه، وقام بتغيير اسمه من الأسيوطي إلى بيراميدز.

يذكر أن تركي آل الشيخ أعلن منذ فترة، سحب استثماراته من مصر، وقرر إغلاق قناة بيراميدز، إضافة إلى اتجاهه لبيع النادي، وعقود لاعبيه.

هيمنة سعودية

وأثار توسع السعودية مؤخرا، عبر ممثلها تركي آل الشيخ ، مستشار ولي العهد السعودي، في منح الأموال للأندية المصرية، وإقامة مشاريع رياضية، شكوكًا كبيرة حول استخدام هذه الأموال لممارسة دور ممنهج لزيادة النفوذ السعودي في مصر.

وتوسّعت المملكة العربيّة السعوديّة أخيراً، في الاستثمار في قطاع الرياضة فى مصر عبر ضخّ ملايين الدولارات فى عدد من المشاريع الرياضيّة العملاقة، وجاء على رأس هذه القائمة إعلان تركى آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامّة للرياضة في المملكة العربيّة السعوديّة، فى20 مارس الماضى، خطة عمل بين السعودية ومصر لدعم قدراتها على تنظيم كأس العالم في السنوات المُقبلة.

وأثار تكرّر ظهور آل الشيخ في الفعاليات العامة المصرية، دون اكتفاء برئاسته الشرفية للنادي الأهلي -قبل الخلاف بين الجانبين- ، فضلاً عن حجم الأموال الطائلة التى ينفقها على خلاف من سبقوه، انتقادات واسعة وتساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء ما تنفقه السعودية من هذه الأموال فى قطاع الرياضة بطريقة استعراضية.

وتعتقد وجهات نظر أن توسع السعودية فى المنح المالية والاستثمارات في قطاع الرياضة هي محاولة بشكل غير مباشر لزيادة النفوذ السياسي السعودي في مصر نتيجة تدفق المال الخليجي.

التأثير على مصر

بدوره، يقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة هاني الأعصر في تصريحات صحفية إنّ الاستثمارات الماليّة السعوديّة في القطاع الرياضيّ هي وسيلة لمدّ نفوذها، وتعزيز تأثيرها على مصر، موضحاً أنّ منح الأموال وإقامة مشاريع رياضيّة من جانب السعوديّة للنادي الأهلي، أكثر الأندية شعبيّة فى الشرق الأوسط، تحوّل من مجرّد حبّ للنادي كما كان يفعل بعض أمراء الخليج في الماضي إلى سطوة حقيقيّة على قرارات الرياضة المصريّة، وممارسة دور ممنهج لزيادة النفوذ السعوديّ في مصر.

وأضاف: “التوسّع اللافت فى الاستثمار السعوديّ فى قطاع الرياضة، وخصوصاً كرة القدم أمر بديهيّ. فكرة القدم هى لعبة شعبيّة، والأندية المصريّة لها جماهيريّة كثيرة، ستحقّق للسعوديّة من وراء دعمها ماليّا نفوذا جماهيريّا، وتأثيراً واسعاً لدى الرأي العامّ يكون مدخلاً إلى السيطرة في قطاعات أخرى”.

عيون إماراتية

وقبل الملف الرياضى واستثماراته، وفي إطار مساعي دولة الإمارات للسيطرة على مشروعات قناة السويس، أعلن رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، مهاب مميش، عن توقيع اتفاق للشراكة مع الجانب الإماراتي لإنشاء شركة مساهمة مصرية باسم “شركة التحدي” المصرية الإماراتية للأعمال البحرية والتكريك.

وقال مميش، إن زيارته الأخيرة للإمارات العربية المتحدة أسفرت عن توقيع هذا الاتفاق الذي وصفه بالـ “هام”، لافتا إلى أن الاتفاق يهدف إلى التكامل في مجال خبرات التكريك والردم والأعمال البحرية، التي تخدم مختلف قطاعات الطاقة والتجارة البحرية والتطوير الحضري والسياحة والبيئة.

وأكد أنه “بموجب الاتفاق تكون الشركة مملوكة بنسبة 51% لشركة القناة لأعمال الموانئ والمشروعات الكبرى وهي إحدى الشركات العريقة التابعة لهيئة قناة السويس و49% لشركة الجرافات البحرية الإماراتية”.

وبدأت الهيمنة الإماراتية على مشاريع قناة السويس عام 2008، باستحواذ شركة موانئ دبي بعقد إدارة ميناء العين السخنة في مصر، والذي يعد من أكبر وأهم الموانئ على البحر الأحمر، لتصبح الشركة الإماراتية بموجب العقد مسيطرة على 90% من أسهم شركة تطوير ميناء السخنة، صاحبة الامتياز والمسؤولة عن تشغيل ميناء السخنة، مقابل 670 مليون دولار، فضلًا عن توليها مسؤولية توسعة طاقة ميناء العين السخنة المصري لتبلغ مليوني حاوية في العام، تزامنًا مع استثمارات للشركة بمليار ونصف المليار دولار في خلال خمسة أعوام.

سيطرة رياضية

وبعد إتمام صفقة شراء نادى “بيراميدز” ،تتجه الأنظار إلى عدة أندية أخرى، ويشرح الناقد الرياضى أحمد عبده الأمر فيقول..نادى الجونة ونادى النجوم دخلت على الخط، حيث شهدت الأشهر الأخيرة من العام الماضى 2018 طلبات من مستثمرين إمارتيين لدخول صفقات شراء الأندية المصرية بمبالغ خيالية ،دفعت محمد الطويلة للحديث عن عرض جدى من مستثمر بملبغ 150 مليون جنية.

فى حين يقول الناقد محمود عبد القادر، شراء الأندية المصرية جائز فى ظل قانون الرياضة والإستثمار الجديد، ولكنه استدرك : هذا بالطبع لن يحدث فى الأندية الجماهيرية مثل” الزمالك والأهلى والإسماعيلى والمصرى” لأنهم عصب وعمود الأمن القومى المصرى، لكن الفلوس تصنع أى شئ.وفق حديثة

ويرى المحلل والباحث الرياضى عبد الرحمن أمجد ان الإستثمار الرياضى بمصر سيضر بمصلحة الكرة المصرية، وأكد ان أى “مليم” يدفع ستجنى منه أذى وشك ودخول فى محطات لا يعرف المستثمر الخارجى أى شئ عنها مثل “الحمية المصرية الشعبية” لمثل تلك الأندية.

أموال الخليج

ودخل ملوك وأمراء وأثرياء الخليج فى السيطرة والهيمنة على كرة القدم فى العالم، ومنذ بداية من 2010، بات نادى “مانشستر سيتي” ينافس بقوة على لقب الدوري الإنجليزي “البريميرليج، وعلى جميع البطولات المحلية في إنجلترا، بعد أن طارده شبح الهبوط، لكن منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، اشترى النادى أنذاك بمبلغ 200 مليون جنيه إسترليني.

لم يسلم الدوري الفرنسي من تجربة مشابهة لما يحدث في “السيتي”، اشترى ناصر الخليفي الـ “بي إس جي”، ثم أمطره بالصفقات والتعاقدات، وعلى رأسها السلطان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

واكد مراقبون أن سياسة أثرياء الخليج في النوادي التي يملكونها أفسدت متعة الكرة، ووصل الأمر بفرق مثل ريال مدريد وتشيلسي إلى انتهاج نفس السياسة، في دفع مبالغ خيالية للحصول على “خدمات” لاعبين، مع التغاضي عن فكرة جيدة تقول أن “الانتماء لقميص الفريق وروحه تدفع اللاعب لإخراج كل ما لديه، والقتال على العشب الأخضر، من أجل الجمهور الذي يدفع ولا يأخذ”.