قال الكاتب الأمريكي ديكستر فيلكينز في تحقيق مطول نشرته مجلة “ذا نيويوركر”، إن ستيف بانون نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق وجاريد كوشنر نائبه الحالي هما من كان يبحثان عن عميل يساهم في تغيير منطقة الشرق الأوسط ووجدا محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الحالي كان أكثر شخص سعيد لسماع ذلك ولذا سارعا إلى اختياره ووجدا فيه ضالتهما ليكون “عميلا”، توكل إليه مهمة تغيير المنطقة، مشيرة إلى الدور البارز للإمارات في ذلك.
وكشف التحقيق والذي كان بعنوان “بحث أمير سعودي عن نسخة جديدة للشرق الأوسط”، كيف أن إدارة ترمب قررت احتضانه ليكون عميلها لتحقيق التغيير بالمنطقة.
وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى وزير الخارجية الامريكي في إدارة أوباما، جون كيري، في 2015، غير أن كيري أبلغه عدم رغبة الإدارة الامريكية في تبني أي تغيير في البلاط الملكي السعودي.
دور الإمارات
وروج سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة ضمن حملة مخطط لها لولي العهد السعودي على أنه الملك القادم للسنوات الخمسين المقبلة.
وساعد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الأمير محمد بن سلمان على تحقيق نفوذه لأنه رأى فيه صورة زعيم شغوف لمحاربة أعدائه. غير أن التقرير تناول الكشف عن رسالة قدمها الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي السابق للملك سلمان بن عبدالعزيز يكشف فيها أطماع محمد بن زايد في المملكة ومؤامرته التي يسير بها على قدم وساق، ورغبته في إذكاء صراع داخلي بين أبناء البيت الواحد.
كما تناول المقال الأزمة الخليجية التي سبقتها قرصنة الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، وكيف أن خطة حصار قطر تمت الموافقة عليها خلال زيارة ترمب للرياض في مايو من العام الماضي وامتدت إلى تنفيذها من دون علم وزارة الخارجية الأميركية، حيث عبر مسؤول أميركي عن غضبه إزاء ذلك، لكن الجانب الإماراتي أبلغه بعلم البيت الأبيض بذلك مسبقا.
كواليس الأمراء
ومن كواليس “إعفاء بن نايف واحتجاز الأمراء” كشف موقع “ذا إنترست” في 22 مارس الماضي، عن أن جاريد كوشنر لعب دورا كبيرا في ملف السياسة الأمريكية تجاه الخليج، بداية من الوقت الذي أعلن فيه عن ترقية الأمير محمد بن سلمان بدلا من ابن عمه محمد بن نايف وليا للعهد، بحسب ما يرويه مسؤول سابق في البيت الأبيض ومسؤولون حكوميون أمريكيون، رفضوا ذكر أسمائهم لحساسية القضية.
وأن الأشهر التي أعقبت تنحية بن نايف، احتوى الموجز اليومي للرئيس ترامب على معلومات حول تطورات الوضع السياسي في السعودية، بما في ذلك مجموعة من أسماء أفراد العائلة المالكة الذين يعارضون تولي ابن سلمان ولاية العهد.
وفي أواخر أكتوبر من هذا العام، أجرى جاريد كوشنر رحلة غير معلنة إلى الرياض، حيث ألقى القبض على بعض مسؤولي الاستخبارات بشكل مفاجئ، وظل يسهر مع ولي العهد حتى الرابعة فجرا عدة ليالٍ، يتبادلان فيها القصص واستراتيجية التخطيط”، بحسب “واشنطن بوست” في ذلك الوقت.
لم يعلم ما دار بين كوشنر وولي العهد السعودي في الرياض إلا هما فقط، ولكن ولي العهد بعدها أخبر المقربين منه بأن كوشنر ناقش معه أسماء الأشخاص غير الموالين له، وفقا لما قاله ثلاثة مصادر على اتصال بأفراد من العائلات السعودية والإماراتية.
4 نوفمبر
وبعد أسبوع من عودة كوشنر إلى الولايات المتحدة، أطلق ولي العهد حملة في 4 نوفمبر الماضي ضد الفساد، وتم احتجاز العشرات من أفراد العائلة المالكة السعودية في فندق ريتز كارلتون الرياض. وكان المحتجزون من بين الأسماء التي وردت في “موجز الرئيس اليومي”.
وقال التقرير مجرد ظهور كوشنر في الصورة، من شأنه أن يبعث برسالة قوية إلى حلفاء ولي العهد وأعدائه بأن أفعاله كانت مدعومة من قبل الحكومة الأمريكية.
وكان أحد الأشخاص الذين تحدث إليهم ولي العهد وأخبرهم بما يجري بينه وبين كوشنر، هو ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وفقا لمصدر وثيق الصلة بأفراد الحكام السعوديين والإماراتيين، وتفاخر ابن سلمان حينها مع ولي العهد الإماراتي وغيره بأن كوشنر كان “في جيبه”.
ترامب يدافع
وفي 6 نوفمبر أي بعد يومين من حملة احتجاز الأمراء، غرد ترامب على تويتر مدافعا عنها.
في الأشهر التالية، تم إجبار المحتجزين على التنازل عن أصول شخصية بالمليارات لصالح الحكومة السعودية. في حين زعمت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر، أن واحدا من المعتقلين مات إثر تعرضه للتعذيب.
في أعقاب تلك الحملة، اقترحت لجنة تنسيق السياسة التابعة لمجلس الأمن القومي أن يتدخل تيلرسون ويحاول مراجعة ولي العهد، وفقا لمسؤول سابق في البيت الأبيض ومسؤول سابق في وزارة الخارجية، لكن تيلرسون رفض، وقال إن القيام بذلك سيكون “بلا جدوى” بالنظر إلى أن كوشنر كان على اتصال مباشر مع ولي العهد.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، هذا الأسبوع، أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قبل إقالته كان يتساءل محبطا: “من هو وزير الخارجية هنا؟”.
مقال نيويوركر عن الأمير السعودي والشرق الأوسط
كيف أزاح بن سلمان سلفه من الحكم