رغم خسارته أنقرة وإسطنبول.. “العدالة والتنمية” يتصدّر نتائج الانتخابات المحلية التركية

- ‎فيعربي ودولي

فى جو ديمقراطى مشبع بالحيوية ،شهدت الانتخابات المحلية بتركيا، تنافسا كبيرا، بين التحالف الحاكم، وتحالف المعارضة، إلا أن مؤشرات النتائج الأولية كانت صادمة وغير متوقعة للجميع، وسط تقدم للحزب الحاكم في محافظات، وخسارته لمحافظات كبرى مثل أنقرة وإزمير، وخسارة محتملة بإسطنبول.

وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات المحلية، تقدم حزب” العدالة والتنمية” الحزب الحاكم على منافسيه في تحالف المعارضة في عموم تركيا.

إسطنبول للعدالة

مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية اسطنبول بن علي يلدريم، قال أن الأمور لم تحسم بعد في اسطنبول وأن النتيجة المعلنة للانتخابات قد تتغير.

وأقر بن علي يلدريم بأن منافسه في الانتخابات المحلية على رئاسة بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو حصل وفق النتائج الأولية على أصوات أكثر منه بنحو 25 ألف صوت، لكنه شدد على أن هناك 319 ألفا و500 صوت ملغاة، وهذه الأصوات تبلغ 10 أضعاف الفرق الذي بينه وبين منافسه، إضافة إلى بعض التجاوزات والأخطاء، لافتا إلى أن هذا الفرق قد يغير النتيجة.

وأضاف يلدريم الذي كان يرأس البرلمان واستقال خصيصا للمنافسة على رئاسة بلدية اسطنبول قائلا: “نعرف كيف نقدم التهاني، ولكن الأمور لم تنته بعد”.

واستبعد يلدريم إمكانية إعادة الانتخابات مشيرا أن هذا الأمر غير وارد، ولفت إلى أنه اجتهد طوال حياته من أجل القيام بأمور إيجابية للشعب، وتعهد بمواصلة خدمة البلد والشعب في أي موقع يكون فيه.

وأكد أن “القرار الأخير لسكان اسطنبول، فهم الذين أدلوا بأصواتهم ونكنّ كل الاحترام لإرادتهم”، ووجه شكره للجميع على حد سواء، ممن أدلوا بأصواتهم لصالحه أو امتنعوا عن التصويت له.

رئاسة البلديات

وبحسب المعطيات الأولية، أظهرت النتائج، تقدم حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلديات 39 ولاية، وحزب الشعب الجمهوري المعارض في 21 من أصل 81 ولاية، إلا أنه تراجع في رئاسة البلديات الكبرى، وخسر العاصمة أنقرة وأزمير التي تعد معقلا للمعارضة، مع خسران محتمل لإسطنبول التي تعد العاصمة الاقتصادية.

وفقا لموقع “عربى 21” فقد أظهرت النتائج غير الرسمية، فوز “تحالف الشعب” الذي شكله حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، بفارق ملحوظ يتمثل في نسبة 51.62%، من أصوات الناخبين مقابل 37.56%، لـ”تحالف الأمة” الذي يضم حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد.

ومن إجمالي البلديات، حصد حزب العدالة والتنمية، على 44.31%، فيما حصد حزب الشعب الجمهوري على 30.11%، وحزب الجيد على 7.45%، وحزب الحركة القومية 7.31%، وحزب الشعوب الديمقراطي على 4.24%، والأحزاب الأخرى 5.61%.

وأظهرت النتائج تقدم العدالة والتنمية، بنسبة 45 في المئة، بعد فرز 87 في المئة من الأصوات.

البلديات، التي فاز بها حزب العدالة والتنمية: سامسون، كوجايليه، سكاريا، دوزجيه، زونغولداك، بورصة، باليكاسير، أوشاك، دينيزليه، أفيونكاراه، إسبارطا، قونيا، أكساراي، نييدا، نيفيشاهير، كايسير، يوزجات، تشوروم، كيريكالي، توكات، سيفاس، أوردو، جيريسون، جوموشهاني، طرابزون، ريزا، إيرزوروم، كاهرامان، مالاتية، اديامان، غازي عنتاب، كيليس، شانلي أورفة، شرناق، بيتليز، موش، بينوغول، أغري، أرزوروم، ايلازيي.

ولأول مرة، تمكن حزب العدالة والتنمية من حصد الأصوات في ولايتي “شرناق”، و”أغري”، ذات الأغلبية الكردية جنوب شرقي البلاد.

وجرت الانتخابات البلدية أول أمس الأحد، تنافس فيها 12 حزبا، هي “العدالة والتنمية”، و”الشعب الجمهوري”، و”الحركة القومية”، و”الشعوب الديمقراطي”، و”السعادة”، و”تركيا المستقلة”، و”الاتحاد الكبير”، و”الديمقراطي”، و”اليسار الديمقراطي”، و”إيي”، و”الشيوعي التركي”، و”الوطن”.

وفاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية الفرعية بـ576 بلدية، ليحل في المرتبة الأولى، وحصل حزب الشعب الجمهوري على 211 بلدية، والحركة القومية على 156 بلدية، والشعوب الديمقراطي على 63 بلدية، والحزب الجيد على 18 بلدية، والأحزاب الأخرى على 21 بلدية.

أنقرة وإسطنبول

ورغم خسارة الحزب الحاكم لرئاسة بلدية أنقرة، إلا أنه تمكن من الفوز بـ 19 بلدية، فيما حصل كل من حزب الوحدة القومية على 3 بلديات، وحزب الشعب الجمهوري على 3 بلديات من أصل 25 بلدية.

فيما أعلن حزب العدالة والتنمية، تقديم اعتراض على نتائج أغلب صناديق الاقتراع الـ 12 الف و180.

وأمام خسارة حزب العدالة والتنمية، لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، ومرشحه بن علي يلدريم، بحسب النتائج الأولية، إلا أنه تمكن من الفوز بـ24 بلدية فرعية بإسطنبول، فيما حصل حليفه بالتحالف حزب الوحدة القومية، على بلدية واحدة، أما حزب الشعب الجمهوري، فقد حصل على 14 بلدية، من أصل 39 بلدية.

وأعلن حزب العدالة والتنمية، أنه سيقدم طعونا في كافة بلديات إسطنبول والبالغ عددها 39.

وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، علي إحسان ياووز، أمس الاثنين، إن 17 ألفا و410 أصوات فرزت من 309 صناديق في مدينة إسطنبول، سُجّلت في خانة أحزاب أخرى، بالانتخابات المحلية.

وأضاف: “هنا تحديدا تم تسجيل الأصوات في خانات أحزاب أخرى، ونتيجة لذلك جرى تسجيل 17 ألف و410 أصوات فرزت من 309 صناديق في خانات أحزاب أخرى، في الوقت الذي كان من المفترض أن تسجل في خانة حزب العدالة والتنمية”.

أول رئيسة محجبة

وشهدت الانتخابات المحلية التركية تنافسا شديدا بين الأحزاب السياسية، وقالت صحيفة “يني شفق” التركية إنّ امرأة وحيدة استطاعت الفوز برئاسة إحدى بلديات إسطنبول، وهي شيماء دوغوجو، مرشحة حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية سانجاك تبه.

وأصبحت شيماء -وهي متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، وتعمل محامية حرة- بهذا الانتصار أول مُحجبة في تاريخ تركيا تفوز برئاسة إحدى بلديات إسطنبول.

وجاء النجاح الذي حققته شيماء دوغوجو بعد أن كانت أول مُحجبة في تاريخ إسطنبول تشغل منصب نائب رئيس البلدية، خلال عامي 2013 و2014.

إزمير

ولم يتمكن حزب العدالة والتنمية، إلا بالفوز بـ4 بلديات، في إزمير، وحليفه حزب الحركة القومية بـ1 بلدية، فيما فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض ، بـ24 بلدية، وحزب الجيد بـ1 بلدية من أصل 30 بلدية.

وفي كسر هيمنة، حزب الشعوب الديمقراطي، تمكن حزب العدالة والتنمية من تحقيق فوز كبير لأول مرة، في المناطق التي يسيطر عليها الحزب الذي يمثل الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، في مناطق الشرق والجنوب الشرقي.

وتمكن حزب العدالة والتنمية، بالفوز ثلاث بلديات شرق تركيا، وهي: شرناق، وبيتليس وأغري، فيما خسر أيضا حزب الشعوب الديمقراطي لبلدية تونجلي، التي فاز بها الحزب الشيوعي التركي.

نتائج 2014 و2019

بالمقارنة مع الانتخابات المحلية عام 2014، يتضح أن حزب العدالة والتنمية، فقد 9 بلديات من أصل 48 كانت بحوزته، من بينها العاصمة أنقرة العاصمة السياسية، واحتمال فقدان إسطنبول العاصمة الاقتصادية، التي تعد الرصيد الأكبر للحزب الذي يترأسها منذ عام 1994م.

كما تظهر المقارنات، تقدم حزب الشعب الجمهوري، بـ7 بلديات كبرى، عن عام 2014، حيث كان بحوزته 14 بلدية كبرى، فيما استطاع أن يحوز في عام 2019 على 21.

وفي عام 2014، حصد حزب العدالة والتنمية، نسبة 45.50% من البلديات، فيما حصل على نسبة 44.31% عام 2019، أي بتراجع عن الانتخابات التي سبقتها.

كما حصد حزب الشعب الجمهوري عام 2014، على نسبة 27.79% من البلديات، فيما حصل على نسبة 30.11% عام 2019، أي تقدم عن الانتخابات التي سبقتها.

أول إجراء أمريكي

من جهتها، كشفت الولايات المتحدة عن إجراء “عقابي” جديد ضد تركيا بعد ظهور نتائج الانتخابات المحلية التي حقق فيها تحالف الشعب بقيادة العدالة والتنمية تقدما كبيرا رغم خسارته “الموجعة” للمدينتين الأهم إسطنبول وأنقرة.

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون) أن واشنطن قررت تجميد تسليم أي معدات تتعلق بطائرات “أف-35” إلى تركيا.

وأوضح المتحدث أن القرار جاء ردا على تمسك تركيا بشراء منظومة صواريخ “أس-400” الدفاعية الروسية.

من جهتها نقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة أوقفت شحن معدات متصلة بطائرات “أف-35” إلى تركيا، في حين يمثل أول إجراء أميركي ملموس لمنع تسليم ذلك النوع من الطائرات المقاتلة إلى شريكتها في حلف شمال الأطلسي، في ضوء اعتزام أنقرة شراء منظومة دفاع صاروخي روسية.

ويرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن خطط أنقرة لشراء منظومة “أس-400” الروسية للدفاع الصاروخي التي تقول الولايات المتحدة إنها ستقوض أمن طائرات “أف-35″، وتقول تركيا إنها ستتسلم المنظومة الروسية في يوليو القادم.