في السعودية.. رقص صافيناز حلال والكلام حرام!

- ‎فيتقارير

في واقعة مؤسفة تعكس ما وصل له الحال في مملكة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كشفت وسائل إعلام الانقلاب عن استعداد الراقصة الأرمينية الشهيرة "صافيناز"، لإحياء حفلات وسهرات راقصة في المملكة العربية السعودية قريبًا بعد تلقيها أكثر من عرض تعكف على المفاضلة بينهم حاليا.

وبدأت معالم التغيير تظهر في المجتمع السعودي، على الرغم من مخاوف كثيرين من خرق ما هو معتاد، إلا أن ما هو ملحوظ تراجع سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك وفق صحيفة "فاينانشل تايمز".

صحيفة "الوطن" نقلت عن "صافيناز" قولها إن أكثر من متعهد حفلات تواصل معها خلال الأيام الماضية من أجل إحياء حفلات وسهرات راقصة في السعودية، مشيرة إلى أنها ستتعاقد خلال أيام على إحدى هذه الحفلات.

ولم تحدد الراقصة موعد حفلها المزمع بالسعودية، وأشارت إلى أنه لم يجر تحديد موعد بعينه حتى الآن، لافتة إلى أنها تنتظر التعاقد بشكل رسمي، حتى يتم الإفصاح عن موعد الحفلات.

تدمير أخلاقي

وفي الأشهر الأخيرة، شهدت السعودية سلسلة قرارات ظهر فيها ملامح تغيير يشهده المجتمع السعودي المحافظ، من بينها إقامة حفلات غنائية، كما تخلت المملكة عن قوانين وأعراف رسمية محافظة اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارات، ودخولهن ملاعب كرة القدم.

وفي ظل تولي محمد بن سلمان مقاليد الحكم الحقيقة في المملكة العربية السعودية أكدت عدة تقارير صحفية أجنبية أن المملكة في طريقها إلى كسر التقاليد الدينية, وانتهاج "العلمانية"؛ حيث شاهدنا وقائع عدة في السعودية بالأونة الأخيرة تُشير إلى ذلك.

وتشهد السعودية مؤخرًا نشاطًا فنيًا مكثفًا عبر استقدام مطربين ومطربات من خارج المملكة، بعد أن أنشأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “هيئة الترفيه”، وقلص من صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العام الماضي، ورفع القيود عن إقامة الحفلات.

صمت العلماء

من جهته قال الأمين العام المساعد لتيار أهل السنة في لبنان، ربيع حداد: "بعد حملات اعتقال العلماء والدعاة في السعودية، غالب من بقي خارج السجون هم من علماء السلطان الذين يبررون له كل شيء، طلبا للمنفعة، وحرصا على الأطماع الشخصية في المناصب والأعطيات، أو خوفا وهلعا مبررين ذلك بالمصلحة أو التقية".

وأردف حداد: هل أخضع ابن سلمان العلماء والدعاة إخضاعا تاما له بالقوة والإكراه، فاستسلم الجميع له "المشهد يوحي بذلك تماما، فمن إمام حرم يلهو بألعاب الكوتشينة، ويفتي يجواز الرقص والغناء إلى عالم كان يخضل لحيته من كثرة بكائه رفع "ولي أمره ابن سلمان" إلى مصاف الصحابة بل الأنبياء". وفق عبارته.

بدوره لفت الباحث الشرعي اليمني، عادل الشعيبي إلى أن "للسعودية خصوصية قد لا توجد لغيرها من الدول، فالدولة تدر على العلماء والدعاة أموالا طائلة، ما يجعل تفكيرهم في شيء قد يغضب الدولة، ولو على المدى البعيد أمرا غير وارد".

ورأى الشعيبي الذي أقام في السعودية لسنوات طويلة أن ما أقدمت عليه السعودية من اعتقال العلماء والدعاة وتغييبهم في أقبية السجون، وإلباسهم لباس الذل والمهانة بعد العز والجاه وسعة العيش، إنما أرادت به أن يكون عبرة لغيرهم من العلماء في الخارج".

ولاحظ الشعيبي أن تلك السياسات والتوجهات ساهمت في تشكيل ذلك النمط من التدين الذي يعترض على كل شيء إلا الشيء الذي يغضب السلطة الرسمية، ولو كان من أنكر المنكرات، وأما ما يخص منكرات هيئة الترفيه فهي مؤسسة رسمية، ومن المعروف أن المؤسسات الرسمية في السعودية فوق النقد والتقييم، بل فوق النصح المجرد، لا سيما المؤسسات الدينية الرسمية".

وتمنى الشعيبي في ختام حديثه "لو أن الأمر وقف عند السكوت لكان هينا، فإن سياط السلاطين تخرس الألسنة، لكنه تعدى ذلك إلى تشجيع أعمال  هيئة الترفيه من قِبل شخصيات دينية لها حضورها وتأثيرها في السعودية، وليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى مشاركة بعض الشيوخ في منكرات الهيئة مشاركة مباشرة".