في اختزال انقلابي لقدرات مصر الاستراتيجية ومكانتها وإمكاناتها، دعت مصر روسيا لإجراء مناورات عسكرية بأراضيها، خلال الأيام المقبلة.
جاءت الدعوة عقب قرار الرئيس الروسي بوتين بإعادة الرحلات الحوية الروسية إلى مطارين مصريين فقط، بعد توقف دام لأكثر من عامين.
وأعلن الجيش الروسي، أمس السبت، أن قواته المظلية ستجرى عام 2018، مناورات مع نظيرتها المصرية.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها العقيد أليكسي سغيبنيف، رئيس إدراة التنظيم والتخطيط لعمليات حفظ السلام في قوات المظلات الروسية، عبر محطة الإذاعة الروسية “صدى موسكو”.
وقال سجيبنيف: “تمت دعوتنا لإجراء مناورات على أراضي مصر العام الجاري، مشيرًا إلى أنه تم تحديد المدة الزمنية والتاريخ لهذه المناورات وأن الاستعدادات بدأت بالفعل منذ ديسمبر الماضي”، بحسب صحيفة “كوميرسانت” الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن القوات الروسية والمصرية تجريان في الآونة الأخيرة تدريبات مشتركة بشكل منتظم تحت عنوان “حماة الصداقة”، وأجريت هذه المناورات في عام 2016 بمصر والعام الماضي بروسيا.
ويأتي الإعلان عن تلك المناورات، بعد أيام من توقيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، مرسومًا لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين موسكو والقاهرة بعد انقطاع دام عامين.
كانت الرحلات الروسية للقاهرة توقفت إثر تحطم طائرة روسية في 31 أكتوبر 2015، بعد وقت قصير من إقلاعها فوق شبه جزيرة سيناء ومقتل كل من كان على متنها وعددهم 224 من الركاب وأفراد الطاقم.
وسبق أن منحت مصر روسيا فتح جميع المطارات المصرية أمام الطيران الحربي الروسي، في أي وقت لتنفيذ لعات جوية او تتبع اهداف عسكرية، مع معاملة مصر بالمثل، وهو الأمر الذي وصفه خبراء بأنه ذر للرماد في العيون، إذ إن الطيران الحربي المصري ليس في استطاعته الوصول للقواعد العسكرية في روسيا، كما أنه ليس لمصر أية مصالح في محيط روسيا. أما روسيا فلها أهداف عسكرية في ليبيا وسوريا، كما منحت مصر روسيا قواعد عسكرية في غرب مصر.
من جهة أخرى، تسعى مصر للعب على وتر الخلافات الروسية الأمريكية في الشرق الأوسط؛ حيث لروسيا أهداف عسكرية في ليبيا، تتعلق بنهب النفط الليبي والسيطرة على مناطق في شرق وجنوب ليبيا.
وغالبًا ما يتم تقديم كل المعلومات عن الجيش المصري وتنكشف كل أسلحته وخططه وتسليجه ومشاكله ومصادر قوته امام الطرف الآخر الذي يقود المناورات.. وهو ما يمثل انكشافًا أمنيًا مصريًا أمام روسيا.