مصطفى النجار.. هل يكرر السيسي جريمة “بن سلمان” مع خاشقجي؟

- ‎فيتقارير

كل حقوقي وسياسي وناشط في مصر مرشح لمصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لا استثناء لأحد أمام رصاصات جنرال مجنون تدعمه أوروبا وأمريكا والخليج، يحكم بالقتل والقمع والخطف والإعدام والاعتقال، تلك أدواته التي يجيدها والتي لا تجد أوروبا غضاضة من مصافحة يده الملطخة بالدماء كلما ذهب إليهم يتلقى أوامرهم الجديدة، وآخر هؤلاء الضحايا الذين تحوم حولهم شبهة الخطف والقتل، الناشط الحقوقي المصري مصطفى النجار.

ونشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرًا، سلط من خلاله الضوء على شهادات أصدقاء النجار، الذين أفادوا بأن حرس الحدود أردوه قتيلا أثناء محاولته مغادرة البلاد لتجنب السجن. وتقول الناشطة شيماء مصطفى: “كل ثوار يناير إخوان وغير إخوان إما استشهدوا أو اعتقلوا حتى من كان فى انقلاب 30 سونيا تم التخلص منهم.. مصطفى النجار مختفٍ ولا أحد يعلم ماذا حدث له!. تخيل دا شخص معروف ماذا يفعلون مع من لا نعرف أسماءهم؟”.

هل سيعود؟

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي اطلعت على ترجمته “الحرية والعدالة”، إن زوجة “النجار” تحدثت لموقع “ميدل إيست آي”، وأفادت بأنه شوهد للمرة الأخيرة في 28 سبتمبر الماضي، وكان الناشط الحقوقي البارز قد عمل في صلب أول برلمان منتخب في مصر عقب الثورة التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك في 2011.

وخلال آخر مكالمة جمعت بينهما، أخبر مصطفى زوجته بأنه كان في مدينة أسوان، وأنه سيعود قبل جلسة المحكمة التي كان من المقرر أن يحضرها في أكتوبر الماضي، وفيما يتعلق بهذه الجلسة الاستئنافية التي تتمحور حول التهم الموجهة إليه بشأن “إهانته للسلطة القضائية”، سبق للنجار نفيها والقول إن لها دوافع سياسية. وخلال حديثها، أفادت زوجة “النجار” بأنها لم تتلق أي معلومة من سلطات الانقلاب فيما يتعلق باختفاء زوجها.

من جهته قال إسلام لطفي، أحد أصدقاء الناشط الحقوقي المفقود: إن صديقه كان يخطط لمغادرة مصر عبر الحدود الجنوبية مع السودان بالاعتماد على مساعدة المهربين، خلال شهر سبتمبر الماضي.

ويقول الناشط مصطفى إبراهيم: “طيب ممكن طلب صغير من السيسي: زى ما سألت محافظ القاهرة ممكن لو مفيهاش تعب تسأل وزير الداخلية لو سيادتك معندكش علم مصطفى النجار فين؟ مصطفى مواطن مصري برلماني سابق وطبيب أسنان وأب لثلاثة أطفال.. تم إخفاؤه منذ 82 يوما”. ويرد الناشط محمد طارق بالقول: “دكتور مصطفى النجار اتقتل وهو بيحاول يهرب من البلد.. مصطفى النجار ناشط سياسى من قبل الثورة 2011، وراجل محايد وطول عمره محترم.. ربنا يرحمه ويغورنا من البلد دى على خير”.

جنرال القنصلية

ويقول الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة السابق للشئون القانونية والمجالس النيابية بوزارة هشام قنديل: “إخفاء مصطفى النجار حتى الآن وإنكار السلطة لمعرفتها بمكانه رغم تواتر أنباء اعتقالها له.. يفتح الباب أم تكهنات خطيرة أتمنى ألّا تكون صحيحة بشأن حالة ومصير النائب السابق في البرلمان.. الحد الأدنى من الإنسانية يقتضي أن تكشف السلطة عن مكان احتجازه حتى تطمئن عائلته”.

ويقول الناشط السياسي تقادم الخطيب: “بكل وضوح لدي موقف من مصطفى النجار مبني على خلافات سياسية عميقة، وكتبت ضده وهاجمته بشدة على صفحات عدد من الجرائد، لكن لا يمكن أن أقبل بأن يتم إخفاؤه بهذه الطريقة، ولا يمكن أن أسمح لخلافي السياسي بأن أغض الطرف عنه وعمّا يحدث له، وأتساءل كما يتساءل الناس: مصطفى النجار فين”.

ما يثير المخاوف أن سلطات الانقلاب تقتل الآن بدم بارد دون خوف من أية عاقبة. وأعلنت وزارة الداخلية، صباح اليوم، عن تصفية 8 أشخاص في مدينة السلام بالقاهرة، بزعم “الانتماء لحركة حسم والتحضير لسلسلة من الهجمات في أعياد الميلاد”، ووفقا لبيان رسمي للعسكر فقد تمت تصفية كل من: إبراهيم رضا إبراهيم المتولي خضر، وصلاح الدين حامد موسى مناع مجاور، وعمرو أيمن محمد علي، ومحمد جمال محمد علي مصطفى، وسيد محمود عبد الغني عبد الجيد.

ولا يخفى على أي حقوقي أن سلطات العسكر غير مؤتمنة على الشعب.. فكيف بالمعتقلين بسجونها؟، وغير مؤتمنة على المعتقلين المعلن اعتقالهم.. فكيف بالمختفين؟، والمطلوب من كل متابع لقضية جمال خاشقجي ألا ينس أن مواطنًا مصريًا اسمه مصطفى النجار اختفى قسريًا على يد مجرم قنصلي يحكم مصر.