مفكر فرنسي: 30 يونيو ليست ثورة والإخوان لم يكونوا فاشيين

- ‎فيعربي ودولي

أكد المفكر الفرنسي ورئيس تحرير لوموند دبلوماتيك السابق آلان جريش أنّ تدخل الجيش في 3 يوليو 2013 لم يكن تصرفًا إيجابيًا، وكان تصرفًا خاطئًا، وأعطى للعالم صورة أن النظام القديم يعود مرة أخرى بأدواته.

وأضاف قائلاً: "إن هذا ربما انعكس على العنف ضد كل المعارضة وليس الإخوان فحسب حيث تعرض شباب الثورة إلى مضايقات، وألقى بالعديد منهم في السجون، كما  تحول الإعلام الحكومي إلى "أبواق".

30 يونيو ليست ثورة

وبشأن مظاهرات 30 يونيو قال المفكر الفرنسي في حوار لصحيفة "المصري اليوم"  في عددها الصادر اليوم السبت: "أنا لا أعتقد أن ٣٠ يونيو هي ثورة ولا أعتقد أنه كانت هناك فاشية دينية تحكم مصر".

وتابع قائلا " أنا لا أشكك في الملايين التي خرجت في ٣٠ يونيو.. فاليوم في فرنسا الرئيس يتمتع بنسبة ١٥% من المؤيدين.. والجيش هنا لا يتدخل.. ولكن الإجراء الطبيعي هو أن تحدث "انتخابات".. ما الخوف من ذلك؟".

الإخوان لم يكونوا فاشيين

ورفض المفكر الفرنسي وصف فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين بالفاشية الدينية، مؤكدًا أن الرئيس مرسي كان مجرد "شخص" رئيس فقط يحكم، فلم يكن معه الجيش أو مؤسسات الدولة.. أو رجال الأعمال.. فهم لم يكونوا لديهم سوى كوادرهم غير المدربة على الحكم.. ولكنهم ارتكبوا أخطاء فادحة نتيجة الجهل، بحسب قوله.

وأوضح أن البعض يقول له "أنت مع الإخوان"، لكنه أردف قائلاً: "أنا مبدئيًا ضد الإخوان وضد حكم الدين، ولكن الإشكالية كانت فيما بعد يوم ٣٠.. عندما طرح السؤال "كيف نتخلص من الإخوان؟".. فتدخل الجيش كان يجب ألا يحدث.. وهناك وسائل أخرى".

وأكد أنه منذ ٣٠ عامًا كانت جماعة الإخوان القوة الوحيدة للمعارضة المصرية، وكانوا يرفعون شعار "الإسلام هو الحل"، ولكي تعرف مدى القدرة على التطبيق، أن تدفع به نحو الحكم، ويرى الشعب ويحكم بنفسه على أدائهم.. وحدث ذلك بالفعل والشعب رأى الإخوان في الحكم، ولا أنكر أن الشعب تحرك في ٣٠ يونيو، ولكن هذه التحركات كانت بدفع من "الفلول" من قادة وكوادر الحزب الوطني المنحل، واستخدموا ذلك في الدفع بـ"الآلة العسكرية" نحو المشهد فى ٣ يوليو!.. وهو ما أنهى الديمقراطية نهائيًا.

إعلام الانقلاب "مضحك"

وبشأن الخطاب الإعلامي حاليا قال المفكر الفرنسي "بعض الأحيان أشاهد التليفزيون المصري "ولا أستطيع أن أتحكم في نفسي من الضحك"!.. وكذلك بعض الفضائيات أشاهد واحد مثل "إبراهيم عيسى" وأتساءل "هل هو صحفي أم ماذا"!

وتابع قائلاً "أعتقد أنه لا يوجد حوار مجتمعي في الصحف المصرية يحرك الوضع السياسي، إضافة إلى أن الصحفيين المصريين لا يتمتعون باستقلالية حقيقية. وهنا أنا لا أنظر إلى التجربة الأوروبية، عندنا تدخل الأموال، وبالتالي أنا لا أدافع عن "النموذج الأوروبي"، ولكنى أرى أنه لابد أن يتمتع الصحفيون المصريون بالاستقلالية".

ثورة يناير لم تنته بعد

وعن رأيه في ثور ينايرا قال "جريش" بعد مرور أربعة أعوام على انطلاقها أرى أن ثورة يناير الآن في "أزمة" !.. فهي لم تحقق هدفها في بناء دولة ديمقراطية حتى الآن، فقد كانت هناك "أوهام" بأن بناء الديمقراطيات هو أمر سهل، وكانت المظاهرات موجهة نحو هدف واحد وهو "إسقاط الرئيس" وليس "إسقاط النظام"!.. بعد إسقاط الرئيس لم يكن هناك خط سياسي واضح لماذا بعد؟.. وربما هذا ما أدى إلى عملية "التخبط" على مدى عامين كاملين، انتشرت خلالهما عمليات كبيرة من الفوضى، وهو ما أثار حفيظة الناس.. وأنا أتساءل هل هناك ثورات بلا فوضى؟!

وفي رده على سؤال بشأن هل "فشلت" ثورة يناير؟ قال المفكر الفرنسي "من الصعب أن نحكم على ذلك الآن.. بعد مرور عشرين عامًا على الأقل يمكننا أن نحكم على نجاح أو فشل الثورة.. فلو أنك نظرت إلى الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩ ستجد أنها فشلت خلال ١٥ عاما فما جدوى الانتقال من حكم ملك إلى حكم "إمبراطور"، ولكنها نجحت فيما بعد.. الثورات ينظر إليها دائماً بنظرة بعيدة المدى.. بعد عقدين مثلاً..

فالمشكلة ليست فى مصر.. ليس هناك تكتل سياسى.. "مفيش أحزاب".. فكيف نتحول من حكم "ديكتاتورى" إلى حكم "ديمقراطي" دون أحزاب أو رؤية سياسية؟!". بحسب نص تصريحاته.