هل وضع السيسي 90 مليار دولار في بنوك إسرائيل؟

- ‎فيتقارير

كتب: سيد توكل
في تصريح مثير على لسان مسعود بارزاني، مدير إدارة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، أكد فيه أن حكومة السفيه عبد الفتاح السيسي هي من عرضت على صندوق النقد الدولي تعويم الجنيه، حاول إعلام الانقلاب ردم هذا التصريح، إلا أن سياسات نظام 30 يونيو قبل وبعد القرض وقرار التعويم فضحت كل شئ، ما جعل السفيرة الأمريكية –السابقة- آن باترسون تصرح لأحد المواقع الصهيونية ساخرة من غباء جنرال بني صهيون السفيه السيسي.

والسؤال الذي طرحه اقتصاديون ما الذي يدفع حكومة الانقلاب التي استقبلت مليارات الدولارات قدرها البعض بـ 90 مليار دولار كمنح وهبات من دول الخليج، التي دعمت انقلاب السيسي كدعم الأم الرؤوم لرضيعها للسعي بل اللهاث وراء تعويم الجنيه، بدلاً من ضخ رز الخليج في الاقتصاد المصري، أو وضعه كاحتياطي في البنك المركزي؟ إن هذه السياسة كانت كفيلة بخفض سعر الدولار إلى ما دون الجنيهات الخمسة، هل ذهب هذا "الرز" إلى بنوك إسرائيل؟ وأين اختفى؟

من هم الأغبياء؟
ما الذي يريد السفيه السيسي تمريره بضحكاته السمجة اللزجة البلهاء، التي رصدها المصريون أثناء مشاركته في المؤتمر الشبابي، الذي انقلب سريعاً على نتائجه بقانون السلطة القضائية، واستمرار سياسة القمع وانتهاكات حقوق الإنسان والقتل والتصفية الجسدية، وحرمان المصريين من ثرواتهم وهدم الاقتصاد تحت شعار :" إحنا فقرا أوي.. إحنا مساكين أوي".
بالعودة إلى تصريح السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، لأحد المواقع الصهيونية إبان حكم الرئيس مرسي وقبل الانقلاب بشهور، والذي قالت فيه متفاخرة، إنها لعبت دوراً إعجازياً كي تقوم دولة اليهود من النيل إلى الفرات، وإن اليهود سيعودون إلى مصر في 2013، وإن المصريين سوف يتوسلون للصهاينة كي يعودوا كي ينقذوهم من الفقر والمجاعة بعد إعلان إفلاس مصر الوشيك، ثم وصفت "باترسون" طرف فاعل في معادلة الثورة المضادة بـ"الأغبياء" فهل كانت تقصد الخونة أعضاء المجلس العسكري وعلى رأسهم السفيه السيسي؟
تستطيع عزيزي القارئ أن تستوثق من هذا التصريح عبر الإنترنت، وتتأكد بنفسك أن تاريخه يسبق قيام السفيه السيسي بانقلابه الشهير في 2013، ولك أن تتساءل اليوم عن المسافة التي تفصل بيننا وبين المجاعة، قد تحمل لك الطوابير الطويلة الباحثة عن الخبز والطعام بعض الإجابة.

المؤامرة على مرسي
ارتفع الدولار ارتفاعاً بسيطاً وقت حكم الرئيس مرسي، الذي لم يكن مدعوماً من الخليج ومحاطاً بالمتآمرين في كل مكان؛ ليصل إلى سبعة جنيهات، وبحسبة بسيطة نجد أن المواطن الذي كان يحتفظ بمبلغ مليون وأربعمائة ألف جنيه عام 2013 ،كانت تقدر ثروته حينها بـ200 ألف دولار، واليوم تقدر ثروة نفس المواطن بــ 82 ألف دولار، بحساب سعر صرف الدولار بـ18جنيهاً، أي أن هذا المواطن فقد من ثروته مبلغ 116 ألف دولار دون أن يشعر.
كما أن المواطن الذي لبَّى نداء السفيه السيسي وسارع بتمويل تفريعة قناة السويس فقد فرصة الحفاظ على قيمة مدخراته بتحويلها إلى عقارات مثلاً أو إلى ذهب أو حتى إلى دولارات؛ لأن السيسي حصل منه على جنيه يساوي 1/7 دولار، ويسدد له أرباحاً بجنيه يساوي 1/17 من الدولار، فهل اتضحت الصورة؟
السيسي الذي يشغل المصريين بتصريحاته الهزلية يقود البلاد إلى المجاعة التي بشَّرت بها آن باتريسون في مطلع 2013، وثروات المصريين تذوب وهم يغنون "تسلم الأيادي"، ولن يجد أهل مصر بداً من استقبال الصهاينة بالورود حين يقومون بتوفير السكر والزيت والأرز والبنزين لهم، واحتلال سيناء.

لماذا يفعل السيسي ذلك؟
الإجابة على لسان الجنرال رؤوفين باركو، الذي تولى مناصب رفيعة في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية "أمان"، ومنها رئاسته لوحدة تجنيد العملاء؛ حيث صرح في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن السيسي وجد ليبقى!
السيسي وجد ليفقر مصر بتدمير عملتها وتوريطها في قروض تأسر مستقبلها، وتمزيق وحدة شعبها وجعله شيعاً متناحرة، وجد ليضع حاجز الدم أمام أبناء الشعب الواحد، ويورط معه قضاة وضباطاً وإعلاميين بات مصيرهم مرهوناً ببقائه.

السيسي أيضاً وُجد ليفقر الخليج برفع فاتورة مقاومته لأذناب إيران في اليمن وسوريا، وعلى أشقائنا في الخليج الذين دعموا السيسي بأموالهم أن يفكوا هم شفرة الجملة الأخيرة من تصريح الجنرال الصهيوني بأن "السيسي سوف يرسل لهم ثلاجات مفخخة".
وتشير الوقائع عن وهم العلاقة الوردية بين جنرالات الانقلاب والسعودية التي جاءت على لسان ولي ولي العهد السعودي، عندما اختار بن سلمان الجواب الأسهل في حديثه الأخير مع قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، حين تم سؤاله عن مسؤولية وسائل الإعلام في توتير العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة العسكر؛ فأجاب بأن الإعلام "الإخوانجي"!

وشهدت الفترة الأخيرة خلافات مكتومة بين الانقلاب والكفيل السعودي هي الأعنف على مر السنوات التي تلت استيلاء السيسي على الحكم في مصر بعد الانقلاب العسكري منتصف 2013.
الخلافات التي أنكرها الأمير الشاب ربما يكون إنكارها مفهومًا، بعد أن تدخلت الإدارة الأمريكية على ما يبدو لإنقاذ الخطة الصهيونية التي ألمحت إليها السفيرة "باترسون"، وبعد عدة لقاءات مع الإدارة السعودية على هامش القمة العربية، وزيارة خاطفة للسفيه السيسي إلى المملكة مؤخرًا كانت كفيلة بأن يختار الأمير الشاب إجابة "الإعلام الإخوانجي" لمحاولة الهروب من المأزق، وتظل خطة الصهاينة بتركيع مصر والخليج ماضية في طريق جهنم!