آلاف الأسرى الفلسطينيين يجددون معركة “الأمعاء الخاوية” في يوم الأسير

- ‎فيعربي ودولي

كتب- محمد مصباح:

يبدأ غدًا الإثنين، آلاف الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني إضرابا مفتوحا عن الطعام،  تزامنًا مع "يوم الأسير الفلسطيني"  17 أبريل ، وذلك دفاعًا عن حقوقهم، التعسف والاجرام الصهيوني ، التي تستهدفهم معنويًا وجسديًا.

 

ومن المقرر أن يشارك في الإضراب أسرى مختلف الفصائل الوطنية، وفي مقدمتهم قيادات الحركة الأسيرة.

 

وتستعد الأوساط الشعبية والرسمية في مختلف المحافظات الفلسطينية لإقامة عدد من الفعاليات لنصرة الأسرى في إضرابهم ودعم مطالبهم العادلة.

 

وكان مدير مكتب إعلام الأسرى "المحرر" عبد الرحمن شديد، أكد ، في تصريحات صحفية، أنّ إضراب الأسرى عن الطعام، المزمع أن ينطلق في 17 أبريل الجاري، ستشارك فيه الفصائل كافة  بالحد الأدنى.

 

عميدة الأسيرات 

 

إلى ذلك، أفرجت سلطات الاختلال ، صباح اليوم ، عن الأسير لينا أحمد الجربوني (43 عاما) عميدة الأسيرات الفلسطينيات،  بعد أن قضت 15 عامًا خلف قضبان الاحتلال الصهيوني؛ لتنال لقب عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وأقدم أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال..

 

الأسيرة لينا أحمد الجربوني (43 عاما) نالت الحرية، في ساعات مبكرة من صباح اليوم الأحد (16-4)، لتقهر السّجان، وتوصل رسالة للعالم أجمع، أن ليل الظلم لابد أن ينقشع، ولا بد للقضبان أن تنكسر وإن طال صلفها.

 

المولد والنشأة

 

ولدت الأسيرة الجربوني بتاريخ (11-1-1974)، في قرية عرابة البطوف، في مدينة عكا المحتلة، وهي ابنة لأسير فلسطيني أمضى 8 سنوات في سجون الاحتلال.

 

لينا هي الوسطى بين 9 شقيقات، و8 أشقاء، رزق بهم الحاج أحمد الجربوني، من زوجتين اثنتين، وترعرعت بأكناف عائلة مقاوِمة.

 

أنهت لينا تعليمها الثانوي عام 1992م، إلا أن الوضع المادي الصعب لذويها، حرمها من إكمال تعليمها الجامعي.

 

الاعتقال والتعذيب

 

اعتقلها الاحتلال الصهيوني، في الـ18 من شهر إبريل عام 2002، وحكم عليها بالسجن 17 عاما، أمضت منها 15 عامًا، واتهمها الاحتلال بالانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، ومساعدة فدائيين فلسطينيين في تنفيذ عملياتهم ضد الاحتلال.

 

وتعرضت لينا إلى تحقيق قاسٍ في بدايات اعتقالها في مركز "الجلمة" لمدة 30 يوماً، تعرضت خلالها لشتى أنواع التحقيق والاستجواب، على أيدي المحققين الصهاينة.

 

كما تعرضت إلى أشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي والإهانة، ونقلت للعزل الانفرادي، وحرمت من النوم، وتعرضت للشبح، واعتقل ذووها للضغط عليها، قبل أن يحكم عليها بالسجن سبعة عشر عامًا

 

وكانت لينا تتعرض وبشكل متعمد لإهمال طبي صهيوني مرير، أدى لتفاقم أوضاعها الصحية.

 

تقول مصادر حقوقية إن لينا لا تزال تعاني حتى الآن من أورام مختلفة في الجسد، وأوجاع في القدمين، بالإضافة إلى وجع الرأس المتواصل.

 

ورفض الاحتلال الإفراج عنها في صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" بزعم أنها مواطنة تحمل الهوية الزرقاء "الإسرائيلية".

 

أم الأسيرات

 

لينا الجربوني، داخل الأسر كانت عصية على الاحتلال، فقد خُولت بالتحدث باسم الأسيرات في سجن "هشارون" (السجن المخصص للأسيرات).

 

كما ساهمت الأسيرة لينا، بتعليم الأسيرات اللغة العبرية، إضافة لتعليمهن التطريز والخياطة، وكذلك بإقامة دورات عديدة منها (الأحكام والتجويد والتفسير).

 

الأسيرة المحررة منى قعدان تقول في تصريحات سابقة إن "لينا ممثلة الأسيرات منذ 14 عاما، وطوال هذه الفترة كانت هي المسؤولة عن الأسيرات أمام الإدارة، حيث لم تكن تسمح لأي من الأسيرات التعامل مع الإدارة بشكل مباشر، وهو ما يحفظ الأسيرات من الوقوع في مكائد الإدارة، ويساعدها على ذلك لغتها العبرية القوية".

 

وأضافت أنه “ليست فقط تمثيل أمام الإدارة؛ فلينا تتابع الأسيرات بكامل حياتهن داخل السجون، فهي بمثابة الطبيبة للأسيرات، وخاصة الأسيرات المصابات منهن".

وحسب المحررة قعدان؛ فإن لينا كنت تضاعف اهتمامها بالأسيرات القاصرات، فكانت تعلمهن، وضغطت على إدارة السجون بتخصيص مدرسة ليومين في الأسبوع لتعليمهن تعليما مدرسيا، وخلال الأيام العادية تعلمهن دورس الدين والتفسير والسنة النبوية واللغة العبرية.

 

تقول قعدان: "في بعض الأيام كانت لا تتواجد في الأقسام لانشغالها مع الأسيرات القاصرات في العيادات والعلاج الطبيعي وتحضير الوجبات لهن"، وتابعت أنها "كانت تصحو كل يوم عند الساعة الثامنة لتحضر لهن الحليب كما الأم".

 

وذكرت موقف لينا الجربوني من أبناء الأسيرات الذين ولدوا في السجون، وتحديدا يوسف الزق وبراء صبيح وعائشة الهودلي، حيث كانت بمثابة الأم بالنسبة لهم، وتحديدا يوسف الزق الذي يناديها بكلمة "ماما".

 

امرأة فلسطين

 

توجت الجربوني عام 2015 من مؤسسة "مهجة القدس للشهداء والأسرى" بلقب امرأة فلسطين الأولى للعام، ضمن فعالية وزارة شؤون المرأة، كونها أمضت كلّ هذه السنوات في المعتقل، ولدورها الكبير في السجون والاعتناء والاهتمام بالأسيرات.