مؤتمر هرتسليا 2017 وصفقة القرن والتعاون الاستخباراتي.. العرب في خدمة إسرائيل

- ‎فيعربي ودولي

كتب محمد مصباح:

ناقش مؤتمر هرتسيليا، الذي بدأ الثلاثاء الماضي، عددا من الأوراق السرية ومنها صفقة القرن وترتيبات صهيونية مع نظام الانقلاب في مصر.. دون أي إشارة من إعلام الانقلاب.. فيما سعى الصهاينة لإعلان وإبراز شكرهم للقادة العرب الذين باتوا أكثر تعاونا مع الصهاينة، موجهين رسالة واضحة للعرب مفادها: "طول ما إسرائيل قوية أنتم أقوياء".. بينما جرى إخفاء الحديث عن صفقة القرن، التي يجري طبخها على نار هادئة.

يعتبر مؤتمر هرتسليا الذي يقام سنويًا في معهد الدراسات المتعددة المجالات (IDC) في مدينة هرتسليا، والذي تقيمه مؤسسة الدبلوماسية والدراسات الإستراتيجية، أحد أهم المؤتمرات في إسرائيل، وأحد أهم الأماكن التي تحدد فيها السياسة الإسرائيلية والإستراتيجيات المختلفة.

ولعل أبرز ما كان في مؤتمر هرتسليا هذا العام، هو ذلك "الانفتاح الإسرائيلي" بالحديث بحرية عن علاقات التعاون الاستخباراتي والأمني بين إسرائيل والدول العربية، التي يطلق عليها نتنياهو تعبير "الدول السنية المعتدلة"، في إشارة إلى الرباعية العربية، المشكلة من مصر والأردن والسعودية والإمارات، مع تبلور نوع من التفاهم، أو على الأقل الاتفاق في الرؤى بين المؤسسة الأمنية والاستراتيجية في إسرائيل وبين الطبقة السياسية

هذا التوافق بين الطبقة السياسية والطبقة الأمنية والعسكرية يبدو متماسكاً جداً، وهو ما دفع وزير الشئون الاستخباراتية يسرائيل كاتس، إلى توجيه رسالة لـ"دول المحور السني المعتدل"، خلال كلمته أمام المؤتمر الثلاثاء الماضي، مفادها أن إسرائيل قوية تعني أنكم أقوياء، في إشارة إلى ثقة إسرائيلية بالنفس بشأن القدرة الكامنة في توظيف "مواجهة تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة" والمخاوف العربية من الخطط الإيرانية، لنقل هذه الدول من خانة العدو لإسرائيل إلى خانة الحليف، وربما أيضاً الظهير لها، عبر العزف على المصالح المشتركة في مواجهة إيران.

وعلى مدار أعوام، سخّر مؤتمر هرتسليا منصة لإطلاق ودفع مشروع "سيناء، وطن بديل للفلسطينيين"، إذ تكررت الأوراق البحثية والتوصيات التي تشدد على نجاعة خيار نقل الفلسطينيين إلى سيناء ومنحهم دولة مستقلة، وضم الضفة الغربية المحتلة للسيادة الإسرائيلية.

وعام 2004، وضعت خطط للحل النهائي للقضية الفلسطينية، شملت تسوية للدولة الفلسطينية تقضي بمنحها قطعة أرض من سيناء تبلغ مساحتها 600 كيلومتر تكون ملاصقة لقطاع غزة، تقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفي الدورة الثامنة للمؤتمر عام 2008، ناقشت إحدى الجلسات خطة الوطن البديل للفلسطينيين، واقترحت الورقة البحثية المقدمة إبقاء الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية مقابل نقل الفلسطينيين إلى سيناء مقابل منح مصر جزءًا من صحراء النقب، فيما يتم الإعلان عن منطقة أخرى بالنقب كمنطقة حرة يسمح العبور من خلالها بين مصر والأردن.