أكد مصطفى عبد السلام -الكاتب الصحفي والخبير الاقتصادي- أن موازنة الدولة الجديدة لم تدير بالا إلى الفقراء سوى عن طريق رفع الدعم وأسعار الكهرباء.
وتساءل -خلال مقاله بموقع "العربي الجديد"، تحت عنوان "موازنة لا تعرف الفقراء"- عن مصير المساعدات الخليجية التي وصلت قيمتها إلى 30 مليار دولار.
وقال: "قبل أيام تفاخرت وزارة المالية المصرية بإصدارها، وللمرة الأولى البيان المالي التمهيدي لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي القادم 2015 /2016 قبل إقرار الموازنة بأكثر من ثلاثة أشهر، وهو ما اعتبرته الوزارة إنجازا يضاف إلى إنجازاتها التاريخية المتعلقة بالفشل الذريع في معالجة كارثة عجز الموازنة، وعدم إدارة إيرادات الدولة التي تزيد على النصف تريليون جنيه سنويا بكفاءة، وكذا ارتفاع الدين العام لمعدلات قياسية لم تشهدها البلاد من قبل".
وأضاف عبد السلام: "لكن ما لا تستطيع الوزارة التفاخر به، هو حجم التعتيم على بعض المؤشرات المالية والأرقام في الموازنة الجديدة وإصرارها على عدم الإجابة عن السؤال المهم الذي يشغل بال المصريين، وهو: أين ذهبت المساعدات الخليجية البالغ قيمتها 30 مليار دولار؟ وأين مصير الوفر الذي حدث في مخصصات استيراد الوقود خلال النصف الثاني من عام 2014، إذ انهارت أسعار النفط، وفقدت 60% من قيمتها، وهو ما يعنى وفرًا للموازنة قدره بعضهم بنحو 40 مليار جنيه، في حين قدّره مسئولون في السلطة بنحو 30 مليار جنيه، وأين الوفر الذي تحقق كذلك في موازنة العام الجاري، بسبب انخفاض أسعار الأغذية، خاصة القمح عالميًا، علمًا أن مصر تعد أكثر دولة استيرادًا للقمح".
وتابع: "الوزارة قالت في البيان التمهيدي، إن إيرادات الموازنة ستوجه لمصلحة الفقراء، وتحسين حياة الموطن المعيشية، وتخفيف أعباءه ومواجهة مشكلاته الحياتية، وعلى رأسها البطالة والفقر، وأنها تراعى الأبعاد الاجتماعية والطفولة والأمومة والأرامل والمطلقات، لكن ما أن تطالع مؤشرات الموازنة الجديدة، حتى تلحظ أنها تعمل لمصلحة الأغنياء، ولأجل عيون الفقراء، فإن الحكومة ستُقرّ زيادات جديدة في أسعار الكهرباء والضرائب، وستخفض دعم الطاقة، وهو ما يعني زيادات جديدة في أسعار البنزين والسولار والغاز والديزل والمازوت، وهذا ما نلحظه في الموازنة الجديدة.
واختتم مقاله: بأن وزارة المالية تقول الشيء ونقيضه.. تقول إنها سترفق بالفقراء، وفي الوقت نفسه تعدهم بزيادات في الأسعار. كيف يستقيم ذلك؟ لا تتوقع أن تجد إجابة، لأنك ببساطة في بلد العجائب".