قاضيان في النار وقاض في الجنة، حديث صحيح رواه الثقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه ما عاد يُتداول بعد حملة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ضد الأبرياء في محاكم العسكر، وحملة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضد العلماء والشيوخ المعارضين لسياساته المنفتحة على كيان العدو الصهيوني، واجتمع القاضيان أحدهما يمثل ديوان المظالم السعودي والوفد المرافق له، خلال زيارةٍ إلى الثاني الذي يمثل نادي قضاة مجلس الدولة بالمنيل بالقاهرة.
واستقبل شامخ الانقلاب رئيس ديوان المظالم، خالد بن محمد اليوسف، خلال زيارة رسمية إلى مجلس الدولة، في ضيافة المستشار أحمد أبو العزم، حيث جرى خلال اللقاء بحث آليات التعاون المشترك بين “شامخ بن سلمان” و”شامخ السيسي”، والتشاور حول كل ما من شأنه تعزيز التعاون بما يدعم بقاء كلا النظامين في الحكم وسحق الشعوب.
ظلم شامخ السيسي
وربما أتى قُضاة السعودية ليتعلّموا أكثر من ظلم القضاة في مصر، الذي عاقب ضحك الدكتور محمد البلتاجي، فزاده القاضي سنة في السجن، وقضت محكمة بالحبس مدة عام على القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، إثر إدانته بتهمة “إهانة هيئة المحكمة”، على خلفية الضحك خلال إحدى جلسات الهزلية المعروفة إعلاميا باقتحام السجون.
ولا يخفى على أحد أن القضاء في السعودية بعد وصول الأمير محمد بن سلمان للحكم، سجل في تاريخه انتهاكات وصلت حد الاعتقال بحق نشطاء ومعارضين بارزين بل وعلماء، وذلك ضمن أيديولوجية المملكة في الحفاظ على نفسها من الانتقاد والمعارضة، فعلى مدار سنوات لم يجرؤ أحد داخل السعودية على انتقاد سياسة الملك أو معارضته أو التعرض للعائلة الحاكمة بشيء، سواء في وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حتى إن أولئك الذين تجرءوا على الانتقاد وجدوا أنفسهم قيد الاعتقال أو الإقامة الجبرية، أو تم الحكم عليهم بأحكام وصلت حد الإعدام، بتهم تفصّلها المملكة على قياسها لتوجيه أصابع الاتهام لهم وتصويرهم على أنهم أشخاص متهمون، وعملت المحكمة الجزائية السعودية المتخصصة بجرائم الإرهاب، بشكل ممنهج على إدانة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية، وذلك على خلفية اتهامات فضفاضة تصلح لجميع الأغراض.
نهى البلوي
هذه الأحكام تقول مصادر محلية إن السلطات السعودية صممتها “بدقة لتجريم المُعارضة السلمية، من قبيل نقض البيعة مع ولي الأمر، وإنشاء منظمة دون ترخيص، والاشتراك في المظاهرات أو الدعوة إلى تنظيمها”. وأفرجت السلطات السعودية عن الناشطة “نهى البلوي”، بعد نحو شهر من اعتقالها، بعد قيامها بنشر مقطع فيديو مناهض للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني.
وقال حساب “معتقلي الرأي”، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إن “السلطات السعودية أفرجت عن الناشطة نهى البلوي بعد اعتقال تعسفي استمر 29 يوما”.
و«نهى البلوي»، كاتبة وناشطة سعودية، لها إسهامات ومقاطع فيديو في عدد من القضايا، ولها نشاط واسع ضد التطبيع مع (إسرائيل) وفي الدفاع عن معتقلي الرأي بالمملكة، وعقب القبض عليها تحدثت مصادر سعودية مطلعة عن إحالتها إلى المحكمة الجزائية السعودية، بتهم متعلقة بنشر آرائها على موقع «تويتر»، والتي طالبت فيها بوقف التطبيع السعودي مع (إسرائيل)، ودعم حقوق المرأة، ورفض فرض الضرائب على المواطنين، وخصخصة أجهزة الدولة.
وأغلقت السلطات السعودية حساب «نهى البلوي» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي قادت من خلاله الحملات الإنسانية والسياسية، كذلك صادرت أجهزتها وهواتفها واستولت على بقية حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ما أدى إلى انسحاب الناشطات السعوديات من موقع «تويتر» خوفا من حملة اعتقالات جديدة تستهدف «الحركة النسوية» في البلاد.