تقرير يكشف مؤامرة “ابن زايد” لإنهاء الهيمنة السعودية على الخليج

- ‎فيعربي ودولي

كتب- رامي ربيع:

كشف تقرير نشره موقع ميدان التابع لمؤسسة الجزيرة الإعلامية عن سر التقارب بين الإمارات والسعودية في الوقت الحالي بعد سنوات من القطيعة والخصام.

 

وذكر التقرير أنه رغم نظرة "الاشمئزاز" الإماراتية تجاه القيادة السعودية "الهرمة"، والتي كشفتها أحاديث حكامها العفوية مع المسؤولين الأميركيين، لا يفوت ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، ولا حاكم دبي "محمد بن راشد آل مكتوم"، اليوم أي فرصة من أجل الإشادة بالعاهل السعودي الملك "سلمان عبد العزيز"، البالغ من العمر 81 عامًا، وقيادته.

 

وأضاف التقرير أن "الانتفاضات العربية دفعت غرماء الأمس إلى نسيان خلافاتهما وزيادة التعاون العسكري والأمني بينهما على خلفية التهديدات المشركة لعروشهما، حيث نشرت الإمارات والسعودية قواتهما معًا تحت مظلة درع الجزيرة، 1000 جندي سعودي و500 جندي إماراتي، في البحرين في عام 2011 لتقديم الدعم لأسرة آل خليفة الحاكمة، وتعاونا معًا في ليبيا واليمن. وفي كثير من هذه الحالات، كان هذا التعاون يتجاوز بكثير الاتفاقات البروتوكولية التي يدعو إليها مجلس التعاون الخليجي".

 

وفي عام 2013، أسس البلدان أكاديمية الخليج للدراسات الإستراتيجية والأمنية، وهو مركز فكري مختص بالشؤون الأمنية تم تكليفه بوضع مبدأ أمن إقليمي، ويقع مقره في أبوظبي، كما ناقش البلدان مشروع تطوير شرطة خليجية مشتركة "إنتربول خليجي".

 

وأوضح التقرير أن تطور العلاقة بين ولي عهد أبوظبي، وبين وزير الدفاع السعودي وولي العهد الحالي الأمير "محمد بن سلمان"، نشأت في قمة كامب ديفيد الخليج خلال عام 2015، في وقت لم تكن فيه العلاقات السعودية الإماراتية في أفضل أحوالها.

 

وأشار التقرير إلى أن العلاقة تعززت مع زيادة مشاركة الإمارات في حرب اليمن، واقتراب "ابن سلمان" من العرش مع تعيينه وليا لولي العهد في (أبريل) لنفس العام 2015، مضيفا أن العلاقة تطورت أسرع مما يظن الجميع، فلم يكد عام 2015 ينتصف حتى كان "ابن زايد" يروج لـ "ابن سلمان" لدى الإدارة الأميركية، في محاولة ربما للالتفاف على خصمه "محمد بن نايف".

 

وتابع التقرير: "في ذلك التوقيت، تولت "سوزان رايس"، مستشارة الأمن القومي في إدارة أوباما، رئاسة وفد صغير من كبار المسؤولين في البيت الأبيض لزيارة "ابن زايد" في منزله في ماكلين بولاية فرجينيا وخلال الاجتماع، وفقًا للعديد من المسؤولين الذين حضروا، فقد حث "ابن زايد" المسؤولين الأميركيين على تطوير علاقتهم مع "ابن سلمان".

 

ونوه التقرير إلى أن العلاقة بين "ابن سلمان" و"ابن زايد" أشبه ما يكون بعلاقة التلميذ بأستاذه ولا يمكن تجاهل البصمات الإماراتية الواضحة التي ينتهجها "ابن سلمان" في السعودية، بداية من ملامح برنامجه الاقتصادي، مرورًا بطموحاته العسكرية، وصولًا إلى الاهتمام بتسويق نفسه في واشنطن، واتخاذ قفزات إيجابية ملحوظة في العلاقة مع "تل أبيب" خلال فترة زمنية قصيرة، وليس نهاية بتقليم التأثير التاريخي لرجال الدين في السعودية، عبر تقليص نفوذ الهيئة والتضييق على الدعاة الأكثر نفوذًا.

 

وحذر التقرير من خطورة هذه العلاقة وأنها ستؤدي إلى تقهقر دور الرياض التي طالما تولت زمام التحكم في الخليج اليوم إلى المقعد الخلفي، وصارت مضطرة للاستسلام إلى خطط أبوظبي في جنوب اليمن، بما في ذلك القبول بنفوذ رجال "ابن زايد" هناك على حساب الرئيس هادي الذي تدعمه الرياض نفسها. وربما لا يمانع "ابن سلمان" اليوم في دفع جزء من حصة العرش في اليمن، فضلًا عن إقدامه على توجيه ضربة لمجلس التعاون الخليجي بحصار قطر.