فيديو| في ذكرى استشهاده الـ51.. هذا هو الشهيد سيد قطب

- ‎فيحريات

 كتب- حسن الإسكندراني

51 عامًا مضت على استشهاد المفكر الإسلامي والأديب سيد قطب رحمه الله، الذي أعدمه الطاغية جمال عبد الناصر ، الذي نفذه في 29 أغسطس 1966.

 

واحد خمسون عامًا مضت على استشهاد سيد.. ولكن لا يكاد يكون له بواكٍ.. ولا كلمات وفاء؛ فقد كثرت عليه السكاكين، وتناوشته سهام المتنطعين وأنصاف المثقفين، وعلماء السلاطين، وأتت على فكره ومواقفه غيوم سوداء، وحملات تحريض وشيطنة، حتى تمّ حصر صورته بشكل مُزوَّر في شخصية تكفيرية متطرفة منغلقة.

 

يقول عنه طه حسين الذي كان يوما مسؤولا عن سيد قطب في وزارة المعارف: "إن في سيد خصلتين هما المثالية والعناد، وقال أيضًا: "إن سيد قطب انتهى في الأدب إلى القمة والقيادة؛ وكذلك في خدمة مصر والعروبة والإسلام".

 

يعد الشهيد سيد قطب والذي تعرض للظلم لم يأخذ حقه كأديب وناقد أدبي من الطراز الأول، فُتحت له أهم المجلات الأدبية في عصره، وأبرز جمال اللغة العربية، كما أبرز إعجاز القرآن وعظمة آياته. وله شعر جميل أخذ طابعا وطنيا وإسلاميا وإنسانيا ولامس هموم الناس والمجتمع؛ وكتب في الوصف والحنين والتأمل والرثاء والتمرد والثورة وفلسطين.

 

من ناحية ثانية، عبر سيد عن روح ثورية إسلامية ووطنية هائلة كانت حافزا وملهما لأبناء جيله ولمن بعده في مواجهة الساسة والمثقفين والعلماء الفاسدين والأنظمة الفاسدة والمستبدة. وأبرز الإسلام بروحه الحركية العملية التي ترفض الظلم وتنتصر للمظلوم وتنزع الشرعية عن الطغاة؛ ولذلك قدم بمقالاته "النارية" ورؤاه الفكرية بنية أساسية دافعة للثورة على الملكية في مصر، وغيرها من الثورات وحركات التغيير. وعدَّه ضباط ثورة يوليو ملهما لهم.

 

وقبل الثورة بأربعة أيام (19/7/1952) كان عدد من ضباطها، بينهم عبد الناصر، يجتمعون في بيته لوضع ترتيباتها؛ وبعد نجاحها كان سيد هو الشخص المدني الوحيد الذي يحضر أحيانا اجتماعات مجلس قيادة الثورة.

 

 

نقل كاتبو سيرة سيّد عنه عبارات عندما طُلب منه أن يسترحم عبد الناصر بعد صدور حكم الإعدام، فقال: "إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية، ليرفض أن يخطَّ حرفا يقر به حكم طاغية"، وقوله "لماذا أسترحم، إن سُجنت بحق فأنا أرضى حكم الحقّ، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل"!!


من هو؟

 

سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي ولد فى 9 أكتوبر 1906م ،واستشهد فى  29 أغسطس 1966م،  كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين.

 

يعتبر سيد قطب من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي.

 

الشهيد سيد قطب انتمى للإخوان بشكل متأخر في سنة 1953 تقريباوعينه المرشد العام حسن الهضيبي رئيسا لقسم الدعوة خلفا للبهي الخولي الذي أنضم إلى عبد الناصر في عام 1954 ورأس سيد قطب تحرير مجلة الإخوان المسلمين.

 

في يوم 30 يوليو 1965م ألقت الشرطة المصرية القبض على شقيق سيد محمد قطب وقام سيد بإرسال رسالة احتجاج للمباحث العامة في تاريخ 9 أغسطس 1965م. أدت تلك الرسالة إلى إلقاء القبض على سيد والكثير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحُكم عليه بالإعدام مع 6 آخرين وتم تنفيذ الحكم في فجر الاثنين 13 جمادى الآخرة 1386 هـ الموافق 29 أغسطس 1966م.

 

 

"سأله أحد إخوانه: لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك رقبتك ؟ قال: ”لأن التورية لا تجوز في العقيدة، وليس للقائد أن يأخذ بالرخص“. ولما سمع الحكم عليه بالإعدام قال:”الحمد لله. لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة“.

 

أثناء محاكمة سيد قطب طلب القاضي – الذي عينته الثورة – من سيد أن يذكر الحقيقة فكشف سيد قطب عن ظهره وصدره اللذان تظهر عليهما آثار السياط وعصيان الحراس وقال للقاضي:أتريد الحقيقة؟.. هذه هى الحقيقة..".

 

في القضية رقم 12 لسنة 1965 (تنظيم 65)، كان الاتهام قد وجه للعديد من جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إحياء التنظيم الخاص،. وتم تحويل القضية إلي محكمة أمن الدولة العليا بتوقيع صلاح نصر رئيس نيابة أمن الدولة العليا، وقد تم تقسيم المعتقلين إلي 4 مجموعات، أكبرها وأشهرها المجموعة الأولي وكان علي رأسها سيد قطب.

 

الإعدام

 

عرض على سيد قطب في يوم تنفيذ الإعدام وبعد أن وضع على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال:لن أعتذر عن العمل مع الله. فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال:لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل.[11]» وروى أيضًا أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: تشهد فقال له سيد:حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.

 

 

كان سيد قطب يبتسم عندما سيق إلى المشنقة ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله. من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة :هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته". وقبل أن ينفذ الحكم جاءوه برجل من الأزاهرة فقال له "قل لا إله إلا الله» فرد عليه سيد قطب :وهل جئتُ هنا إلا من أجلها وتم تنفيذ حكم الإعدام ونفذ فيه في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس عام 1966 م.

 

 

المؤلفات الأدبية

 

التصوير الفني في القرآن 

مشاهد القيامة في القرآن 

كتب وشخصيات 

مهمة الشاعر في الحياة 

أفراح الروح (رسالة بعث بها سيد قطب إلى أخته أمينة قطب) 

المؤلفات الإسلامية 

معالم في الطريق 

هذا الدين 

المستقبل لهذا الدين 

في ظلال القرآن (ثمانية مجلدات تفسير للقرآن الكريم). 

إسلام أو لا إسلام 

إلى المتثاقلين في الجهاد

 

من أقواله

 

"فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولا سلطانًا، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد لها أعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة، وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم، فالطاغية – وهو فرد – لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها، وكرامتها، وعزتها، وحريتها".