شاهد.. لماذا أفشلت دول الحصار جولة وزير الخارجية الأمريكي

- ‎فيعربي ودولي

كتب: يونس حمزاوي
«نأمل أن نراك مجددًا هنا، إنما في ظروف أفضل».. كانت هذه العبارة التي أطلقها الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر، كاشفة عن فشل جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالخليج، لحلحلة الأزمة التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

واختتم وزير الخارجية الأمريكي، الخميس 13 يوليو 2017، مهمته الخليجية التي استغرقت 4 أيام دون أن يحقق انفراجة في الأزمة، حيث مكث خلالها في الكويت، وانتقل إلى الدوحة حيث التقى الأمير تميم، ثم جدة واجتمع بوزراء خارجية دول الحصار الأربع.

وبحسب مراقبين، فإن عملية إفشال جولة وزير الخارجية الأمريكي تهدف إلى نزع سيادة قطر وجعلها "بحرين2"، دولة منزوعة السيادة تتبع السعودية وتخضع لسياستها في كل شيء. كما تستهدف الضغط لغلق قناة الجزيرة، لا سيما وأن حملة دول الحصار كثفت من هجومها خلال اليومين الماضين على الجزيرة، واتهامها بدعم التطرف والإرهاب، وهي التهم التي ترفضها الجزيرة، مؤكدة أنها صوت من لا صوت له، وتنقل الرأي والرأي الآخر.

مذكرة تفاهم قطرية أمريكية

وباستثناء مذكرة تفاهم قطرية أمريكية في مجال مكافحة الإرهاب في الدوحة، بقيت الأزمة تراوح مكانها، مع تمسك دول الحصار بشروطها في مقابل رفض الدوحة الانصياع لهذه الإملاءات.

وكان تعنت دول الحصار والعمل على إفشال جولة تيلرسون واضحا لا يحتاج إلى برهان؛ حيث جاء بيان دول الحصار بعد ختام زيارة تيلرسون للدوحة، ليضع العراقيل في طريقها من خلال رفض مذكرة التفاهم التي وقعها تيلرسون مع نظيره القطري.

رفض مذكرة التفاهم قبل وصول تيلرسون إلى جدة، بحسب الكاتب والمحلل السياسي "بشير البكر"، يفسر سبب عدم عقد مؤتمر صحفي أو صدور بيان في ختام الزيارة، وحسب قراءة إعلام الحصار أمس، فإن بيان دول الحصار استبق زيارة تيلرسون؛ لينقل رسالة بأن الدول الأربع متمسكة بمواقفها، وظهر عدة خبراء على الشاشات ليقولوا صراحة إن دول الحصار لن تتزحزح عن موقفها، وجزموا بفشل الزيارة وأن الأزمة ستطول.

وأجمع هؤلاء المحللون على أن السعودية والإمارات رفضتا المذكرة وأي بناء عليها، وهما متمسكتان بالشروط الـ13، وجاءت الصحف السعودية، الصادرة صباح اليوم، لتحمل الإشارات ذاتها وتكرر المواقف نفسها.

إفلاس دول الحصار

وبحسب البكر، فإن ما حدث في جدة، يوم أمس، مظهر جديد من مظاهر إفلاس وارتباك دول الحصار، التي خلقت أزمة هدفها الضغط على قطر من أجل التنازل عن سيادتها والتحول إلى بحرين 2، وكلما سنحت فرصة لمحور الحصار كي يتراجع قام برفسها، وواصل سياسة الهروب إلى الأمام. وهذا سلوك تخريبي لا يخدم التهدئة المنشودة في المنطقة، بل يمكن أن يقود إلى مستويات غير محسوبة من التصعيد، وجر المنطقة إلى محاور إقليمية.

فرنسا على خط الوساطة

وتترقب المنطقة يومي السبت والأحد، حيث وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي سيقوم بجولة خليجية للدعوة إلى "تهدئة سريعة"، بعد جولات نظرائه من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا.

وقالت مصادر دبلوماسية في باريس لوكالة فرانس برس، إن الوزير الفرنسي سيعمل على "إعادة بناء الثقة وإيجاد مصالح مشتركة تدفع جميع الأطراف إلى منع تدهور الأزمة"، مضيفة "علينا أن نجد حلا".