“إن الطلائع نجم في زمن الظلام، فقد ينشأ الشاب في أمة وادعة هادئة قوي سلطانها واستبحر عمرانها فينصرف غلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير وقد ينشأ في أمة عاملة قد استولى عليها غيرها واستبد بشؤونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب والتراث المغصوب والحرية الضائعة والأمجاد الرفيعة والمثل العالية وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشباب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر والخير الآجل من مثوبة الله”.
هذه بعض توجيهات الإمام الشهيد حسن البنا إلى الشباب في رسالة باسمهم قبل اغتياله مثل هذه الأيام قبل 70 عاما والتي استهل بها الإعلامي عبد الله الماحي حلقة خاصة عن ذكرى استشهاد الإمام على قناة “وطن” بعنوان: “سبعون عاما على رحيل البنا.. رحل الإمام ولكن بقيت هذه الكلمات”.
ونقل “الماحي” عن الإمام الشهيد كلماته: “إنما تنجح الفكرة إذا قوى الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها وازدادت الحماسة لديها ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها وتكاد تكون الأركان الأربعة الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل من خصائص الشباب إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”.
كما استعرض مقولة الكاتب والمفكر الراحل خالد محمد خالد عن تميز الإمام البنا: “هذا الرجل المتصوف الأواب كان أستاذا في فن الزعامة، والزعماء السياسيون الذين عاصرتهم بل وكثير من زعماء العالم الذين قرأت عنهم تتقاصر هاماتهم عن هامته في الزعامة التي كان يتناولها بيد أستاذ حاذق قدير”.
واستطرد “الماحي”: “كيف استطاع الإمام البنا جمع الشباب المصري والعربي إلى جماعته وتأسيس الجماعة الأكبر على مستوى العالم وأين شباب الإخوان المسلمين في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد”؟