شن الكاتب الصحفي سليم عزوز هجوما حادا على الممثل خالد أبو النجا في أعقاب عدة تدوينات للأخير هاجم فيها عزوز وجماعة الإخوان المسلمين ووصف العام الذي حكم فيه الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي والمعتقل حاليا في سجون العسكر بأنه حكم ديني فاشي؛ حيث تساءل عزوز: متى كان حكم الإخوان فاشيا أيها الفتى وقد كان الجميع يهاجمون الرئيس ويذهبون إلى بيوتهم آمنين؟!
وفي مقاله بعنوان (خالد أبو النجا.. “سكتنا له.. دخل بحماره”!) والمنشور مساء أمس الجمعة على موقع “عربي 21″، يقول عزوز: (“سِكِتْنَالُهْ ..دَخَلْ بِحْمَارُهْ” مثل يقال عندما تكون السماحة والإعراض عن الجاهلين مبررًا للتجاوز، وهو ينطبق بامتياز على حالة الفنان “خالد أبو النجا”، الذي تجاوزنا عن أخطاء تياره، التي هي مثل زبد البحر في حق الثورة، اعتقادًا منا أن ثورتنا تواجه عدوًا لا يمكن لنا أن نتصدى له متفرقين، فتجاوز الجرائم أغرى الذي في قلبه مرض ليتقدم خطوة للأمام، ويتصرف على أنه من الفرقة المعصومة، ولأنه دخل الكونجرس فقد اعتقد أنه صار زعيم الثورة، الذي يحدد من لها ومن عليها، ويحاول فرض أفكاره الخاصة، وهو ما يجعلنا في حكم من هتف يوما: “رضينا بالهم.. والهم لم يرض بنا”، وصار من الواجب استدعاء عبارة القذافي التاريخية: “من أنتم؟!”.
ويتساءل عزوز مجددا: “مهما أخطأ الإخوان، فإن هذا ليس مبررًا أبدًا لأن أنحاز للعسكر، والحكم العسكري ليس اختراعًا.. فمن خان الثورة.. أنتم أم الإخوان؟! فهل كنتم باستدعاء الجيش تعتقدون أنه سيأخذ الحكم من الإخوان ليسلمه لكم؟ فهل هذه هي مبادئ الثورة، التي خرجت تنادي بالحرية؟ وعلى أي مذهب يباح لمن سقطوا بالإرادة الشعبية أن يستلموا الحكم بقرار من العسكر؟!”.
ويضيف الكاتب: “إن كنتم تعتقدوا هذا فليس لكم أن تتحدثوا عن مبادئ الثورة ومن خانها؛ لأن الاتهام معلق في رقابكم. أما إذا كان الاعتقاد أنكم كنتم ذاهبين إلى حكم عسكري، ومع هذا “والستم” في هذا، فلا يمكنكم الحديث عن الثورة فهذه هي الخيانة العظمى يا سبع الرجال!.. لا بأس، إنكم في أحسن الأحوال مغفلون ومختومون على أقفيتكم، الأمر الذي لا يجعل لكم مكاناً في مقدمة الصفوف!”.
ويتابع عزوز متهكما “ومهما يكن، فلا مبرر أبدًا لأن يتحدث الفتى عن الفاشية؟ ففي أي تصرف في عهد الاخوان، شعرنا فيه بهذه الفاشية ورئيس الدولة كان يُلعن في وسائل الإعلام جهارًا نهارًا ويُتخذ مادة للسخرية فلا يستخدم حقه القانوني في ردع هذا الانفلات، لقد سخر باسم يوسف حتى مما يجوز في حضرته الاحترام، عندما منحت جامعة باكستانية الرئيس محمد مرسي الدكتوراه الفخرية، وليس هو بالمتطفل على محراب العلم، وليس بالساعي للدكتوراه الشرفية من باب الوجاهة الاجتماعية، فهو عالم في مجاله وسيد في علمه..
وبصفاقة قام “باسم يوسف” بالسخرية من روب الجامعة وغطاء الرأس الخاص بمن يمنح هذه الدرجة العلمية الرفيعة، وعندما استدعته النيابة ذهب إلى هناك في مظاهرات تهتف باسمه وبهذا الازدراء بلباس الجامعة دخل النيابة، ولم يكن هذا وليد شجاعة يمتلكها، وقد تجاوز إهانة الرئيس إلى إهانة جهات التحقيق بذلك، فعندما ذهب للنيابة في عهد عبد الفتاح السيسي ذهب خائفًا يترقب، ولم يجد أحدًا بطبيعة الحال يهتف باسمه أو يقف أمام النيابة في استقبال هذا البطل المغوار، وقد انتهى به المطاف إلى الهروب للخارج، فلم يستطع العودة لتشييع جنازة والده، فعن أي فاشية يتحدث الفتى؟!”.
ثم يواصل عزوز سرد المشاهد التي لا تحصى في عهد الرئيس مرسي قائلا: “لقد قامت “نور الهدى زكي”، و”كريمة الحفناوي” بالصعود أعلى سيارة الرئيس والهتاف ضده، دون أن يمسهم أحد، ولا يمكن لهما الآن المرور من شارع مر منه عبدالفتاح السيسي في العام الماضي، وليس في نفس اللحظة، فأين كانت فاشية الإخوان في مواجهة هذا التصرف الذي يتجاوز حدود اللياقة والأدب؟!”.
وينتهي الكاتب إلى الحقيقة الدامغة “لقد عشنا عامًا من الحرية في عهد الرئيس محمد مرسي غير مسبوق، يكفي أننا كنا نهاجمه ونهاجم جماعته، ومنا من خرجوا عليه، دون أن يتعقبهم أحد، أو ينال من حريتهم مخلوق، فأين هي الفاشية التي مارسها “الحكم الديني”؟، ثم أين هو “الحكم الديني” الذي يتحدث عنه الفتى؟ فهل يعرف معنى ما يقول أما أنها كلمات يرددها بدون وعي؟!”.
وينتهي عزوز إلى أن الفاشية، هي في الهجوم على الحجاب، فإن أحدا لم يطالبه بأن يرتدي الحجاب، ولم يأمر به الحكم الإخواني، وليس من التمدين أن يتطاول المرء على لباس الآخرين، كما يفعل المذكور بسبب استمرار حالة المراهقة معه حتى بعد أن تجاوز مرحلة الصبا. مختتمًا “سِكِتْنَالُهْ.. دَخَلْ بِحْمَارُهْ”!.