الحناوى والسناوى اشتغالة أم واقع حال؟؟

- ‎فيمقالات

 

بقلم د.عز الدين الكومي

 

مذيعة التلفزيون الحكومى عزة الحناوى دأبت على مهاجمة زعيم عصابة الانقلاب، فقد شنت عليه هجوما شرسا قائلة له: فين خطتك؟ فين رؤيتك؟ لم تنجز ملفًا واحدًا منذ توليك رئاسة مصر وباقي شهور قليلة وتنتهي سنتان من مدة ولايتك ولم نرَ تغيراً كما وعدت ونشعر وكأن النظام يرفع شعار الرحيل التام أو الموت الزؤام ضد الشعب المصري!!

 

وعيب عليك بتقول اشتغلوا يا مصريين وانت قاعد ومبتشتغلش النظام رافع شعار ضد الشعب المصري كأن الشعب محتل وهناك مصريين كثيرون تركوا البلد واستغنوا عن جنسيتهم المصرية وعندما يقوم أي شخص مهما كان بالتحدث والتنويه عن هذه المشكلة يتم اتهامه بأنه عميل وخائن للبلد، وعلى زعيم عصابة الانقلاب أن يعمل ويجتهد أولا مثلما يطلب من الشعب.

 

الشعب كله بيشتغل بس حضرتك واللي معاك مبتشتغلوش ومفيش ملف واحد تم حله منذ توليك الحكم وحضرتك قلت لنا هتشوفوا مصر بعد سنتين والسنتين قربوا يخلصوا ومفيش حاجة حصلت نهائيا!!.

 

وكالعادة قام الإعلام الانقلابى بمهاجمة عزة الحناوى ومطالبتها بالعمل في الفضائيات الخاصة فقد قال أحدهم: أنا معرفش مذيعة زي دي ازاي تطلع على التلفزيون المصري تقول الهرتلة دي أقسم بالله لو إنتي بتقولي جملتين على بعض لهم منطق لكنت احترمتك كل  ذلك رغبة في الشو وإن السوشايل ميديا تتناقل كلامك وإن إعلام قطر والإخوان يعملك بطلة على إيه؟

 

أحد المشخصاتية أيضًا وجه حديه لها قائلا: لما حد يكون شايف إنجازات ويقول إنه مش بيحصل حاجة يبقى يبص لنفسه ويروح يتعالج ولو انتي مش شايفة انجازات يبقى تروحي تتعالجي هي قناة السويس دي مش إنجاز.. والطرق والأراضى التي استصلحت دي مش إنجاز كمان موقفنا الدولي ده مش انجاز واللي ميشوفش الإنجازات دي يبقى اعمى. والذى لايرى إلا الأوهام والخداع والغش والفشل أكيد مفتح وعنيه منفجلة!!

 

وأضاف المشخصاتى أن التصريحات التي أدلت بها المذيعة تعتبر تهمًا جنائية لأنها أخطأت في الرئاسة أكثر من مرة، متابعًا "إنت غلطتي قبل كده ومحدش كلمك عشان كلامك ملوش لزمة وغلطتي تاني ومحدش برده هيكلمك اسكتي بقى واشتغلي وبس وخليكي ورا دولتك".

 

مخبر أمن الدولة قال :المذيعة دي كانت موقوفة قبل كده وحصل تدخل من الرئاسة بأنها ترجع تاني لأن الرئيس لا يضيق من النقد على الإطلاق لكن المعلومات الخاطئة هي التي تُضايق بيبقوا عارفين الصح بس عايزين يقولوا كلام غلط وخلاص.!!

 

من جهة أخرى، قال الانقلابى عبدالله السناوي: أن هناك مداولات في الغرف المغلقة الغربية بخصوص قدرة النظام الحالي بقيادة زعيم عصابة الانقلاب على البقاء في حكم مصر لافتًا إلى أن الانهيار المفاجئ محتمل تحت ضغط الأزمة الاقتصادية في مقالة له بعنوان: (كلام على الحافة) أن هناك ضغوطًا غربية على زعيم عصابة الإنقلاب لعدم استكمال مدته الرئاسية وأنه فى هذه الأحوال الخطرة لا يمكن استبعاد أى سيناريو مهما كانت قسوته ويوصف حال البلاد في ظل النظام الإنقلابى قائلا: بالقرب من الحافة تضغط  الأزمات المتفاقمة على الأعصاب المشدودة كسيارة مندفعة تعطلت كوابحها تبدو مصر أمام لحظة حرجة جديدة فى تاريخها الحديث.

 

بأية نظرة على تلال الأزمات المتراكمة فإن هناك انكشافا يتمدد من أبسط تفاصيل الحياة اليومية إلى أعقد ملفات الأمن القومى فى هذه الأحوال الخطرة لا يمكن استبعاد أى سيناريو مهما كانت قسوته. هناك فارق بين الأمانى المحلقة التى تستبعد الخطر وبين الحقائق الماثلة التى تستدعيه.

 

عندما يفقد أى مجتمع ثقته فى مستقبله فإن كل سيناريو محتمل. الانهيار المفاجئ محتمل تحت ضغط الأزمة الاقتصادية فليس بوسع أحد أن يتوقع متى وأين وكيف تنشأ أية اضطرابات اجتماعية تحتج على ارتفاع الأسعار والجور على حقوق الطبقة الوسطى والفئات الأكثر عوزا فى الحد الأدنى من متطلبات الحياة. والضغط الغربى لإعادة صياغة معادلات النفوذ والقوة فى بلد محورى مثل مصر غير مستبعد. في الانكشاف الاقتصادى مشروع ضغط غربى. وفى الانكشاف الحقوقى مشروع ضغط آخر.

 

سذاجة سياسية مفرطة الرد على انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر بمعايرة الولايات المتحدة على انتهاكات سجلها كمحاولة لإضفاء شرعية على كل تجاوز باعتبار أن مثله يحدث فى الدول الكبرى كما فعل المندوب المصرى فى المقر الأوروبى للأمم المتحدة.

 

وفى الانكشاف السياسى تغيب أية قدرة على صناعة التوافقات العامة التى تضمن سلامة الدولة وتماسكها أمام أية ضغوط وتدخلات، وفق تقديرات دبلوماسية مطلعة على مداولات الغرف المغلقة فى عواصم غربية كبرى..!!

 

وكلام آخر طويل ينبئ عن حالة خطر داهم ستجتاح البلاد إم عاجلا أو آجلا!! أما الإنقلابى أبوالغارأحد رموز جبهة الخراب التى سعت للانقلاب على الرئيس محمد مرسى والديمقراطية والترحيب بالنظام الانقلابى اليوم يتباكى على حال البلاد وما وصلت إليه وأنهم سيكونون صوتا للشعب ضد أي محاولات لانتهاك الدستور أو تعديله من قبل مؤسسات الدولة!! وأنهم لجأوا لتشكيل مؤسسة عمل مدني لحماية الدستور لأن المجتمع المدني هو الذي أنقذ مصر ولم تصبح مثل سوريا والعراق!! هى بقت أد الدنيا ولم تصبح سوريا والعراق ولا بوركينا فاسو!!

 

وعلى الرغم من أهمية مؤسسات المجتمع المدنى إلا أن الدولة العميقة وأجهزتها تهاجمها وتغلقها من خلال مداهمات الشرطة لها كل يوم إضافة لمحاولات تشويهها دائما بوسائل الإعلام التابعة لها مؤكدا أن الدولة العميقة ليست الأجهزة الأمنية فقط. اليوم دعاة الدولة المدنية يتباكون على مدنية الدولة ويؤسسون منظمات مجتمع مدنى حتى لا نكون مثل سوريا والعراق!!

 

وفي عهد الرئيس مرسى كانت مليشيات البلاك بلوك وتوفير الغطاء السياسى لها لتحاصر قصر الإتحادية وتفجر مقرات الإخوان وتفتعل الأزمات!! وإذا لم تستح فاصنع ما شئت.. وقل ما شئت وانبطح كيفما شئت.. واخرس متى شئت.. وولول كالنساء إذا شئت.. لكن كل ذلك لن يعيد إليكم أوراق التوت التى تساقطت عن عوراتكم.. فقد سقطت أوراق التوت عن الجميع.. وتبين زيفكم وقبحكم وحبكم لبيادة العسكر التى أنستكم نشوتها مدنية الدولة التى افتكرها صباحى قبل يومين!!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها